انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 1020/أخبار أدبية وعلمية

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 1020/أخبار أدبية وعلمية

ملاحظات: بتاريخ: 19 - 01 - 1953



مصر تلعب دوراً هاما في ترقية القارة السوداء

من أخبار لندن أن غريقا من العلماء المشهورين في الأبحاث والدراسات العلمية الحديثة عقدوا سلسلة من الاجتماعات أصدروا بعدها تقريراً قالوا فيه إن المدينة مهددة بخطر جسيم ولا سيما إذا خرجت الدول الكبرى من حالة ضبط النفس التي تسير عليها الآن لصون السلام العالمي. ولكنهم أجمعوا على ما يلي:

(1) أن إفريقية هي التي سترث المدينة الحديثة وإليها يتنقل مركز الحضارة كما كانت الحالة في عهد الفراعنة الأوائل، وكان محتملا أن يشاطرها جنوب آسيا ذلك لولا الثورات التي قد تنشب فيها بسبب كثرة السكان وقلة الموارد وإصرار الدول الاستعمارية على الاحتفاظ بسيطرتها على عناصر تختلف عنها في اللغة والدين والجنس.

(2) أن مراكز الصناعات الكبرى ستتحول بعد أي حرب مقبلة إلى الأماكن القريبة من موارد المواد الأولية وما زالت إفريقية قارة بكرا لم تستغل مواردها بعد ولهذا ستنقل إليها مراكز الصناعات الكبر في العالم.

ونشرت جريدة نيوزكرونيكل مقالا لأحد هؤلاء العلماء هو السير فيليب منشل السياسي العالم الرحالة الكبير عن دراساته في إفريقية ومجاهلها البعيد عن العمران، وكان عنوان مقاله (أفريقية في سنة 2003) أي بعد خمسين عاماً قال فيه:

(1) في هذه القارة أنهار عظيمة، ولها سواحل طويلة غنية بالمواد الأولية تشرف على المحيطين الأطلنطي والهندي. ومن العجيب أن يظل أكثر سكان هذه القارة أميين إلى الآن وأن يهمل أمرهم إلى هذا الحد.

(2) في هذه القارة ثلاث طبقات، إحداها ما زالت تعيش وكأنها في عام 1953 قبل الميلاد، والثانية تعيش وكأنها في أول القرن الأول من الميلاد، والثالثة وهي القلة تعيش في العصر الحاضر.

(3) تتداعى اللهجات الإفريقية بسرعة أمام اللغات الأوربية، الإنجليزية والفرنسية والبلجيكية والبرتغالية وسبب ذلك أنه ليست للهجات الإفريقية معاجم ولا كتب نحو ولا حروف هجائية وهي تختلف اختلافاً كبيراً في كل دولة أو مستعمرة واحدة، بل قد تكون ف الغابة الواحدة عدة لهجات متباينة.

(4) لاشك في أن إفريقي ستزيد من إنتاجها ومطاراتها وسكك حديدها وموانئها وطرقها العامة الواسعة في خلال النصف الثاني من القرن العشرين، فلا يبزغ فجر القرن الحادي والعشرين حتى تصبح إفريقية أهم وأعظم قارة في العالم، ولاسيما إذا أدت الحرب القادمة إلى إحداث تخريب كبير في أمريكا وأوربا وآسيا.

(5) إذا لم تحدث حرب يدمر العالم الغربي بها نفسه فانه سيظهر رغم ذلك إلى تقصير المواصلات بين المنجم والمصنع ويستغل بمصانعه الجديدة الكبيرة في إفريقية ما تحويه هذه القارة من ذهب ونحاس وأورانيوم واسبستوس (مادة مقاومة للحرائق) والكروم والحديد والفحم والخسب والشاي والسكر واللحوم، وإلى جانب هذا ستنشأ أسواق كبيرة ومراكز تجارية هامة، ثم تكثر الجامعات والمعاهد العلمية والهندسية والصناعية الضرورية لهذه الصناعات.

(6) ستسترد الدولة المتقدمة في إفريقية، ولا سيما مصر نفوذها الدولي الواسع وتسيطر على القارة كلها بآدابها وعلومها وفنونها، إلى جانب انتشار الثقافة باللغات الأوربية التي تدرس بها العلوم في المدارس الحالية في شرق إفريقية وغربها وجنوبها.

الإذاعة اللاسلكية والإحياء الديني في باكستان

قررت حكومة باكستان استخدام الإذاعة اللاسلكية الحكومية في مختلف المناطق والولايات التي تؤلف هذه الدولة الإسلامية الكبيرة لتعزيز الإحياء الديني وربط المجموعات الإسلامية التي تقطن شرقي باكستان وغربيها في روابط روحية وثقافية متينة، ونبراسها الإسلام وتعاليمه الخالدة.

وقد عقد مؤخراً مديرو محطات الراديو الباكستانية مؤتمرهم السادس في (كراشي) وكان أمامهم جدول زاخر بالأعمال.

وقرر المؤتمر إعادة النظر في البرامج الدينية بغية تقويتها وتنويعها واستنباط الوسائل الفنية لتقوية الوعي الديني في هذا البلد المسلم وجعله أشد صلة بالحياة اليومية والسلوك العام.

وقرر المؤتمر كذلك خطوطاً جديدة لمشروع واسع يرمي عن طريق الإذاعات اللاسلكية إلى التقريب بين مختلف اللهجات واللغات المحلية المتكلم بها في مختلف مناطق باكستان.

صناعة الكتب المحلية

أحصت مجلة (الناشر) الأسبوعية التي تصدر في أمريكا إنتاج الكتب للنصف الأول من العام المنصرم في الولايات المتحدة الأمريكية فوجدت أنه بلغ 6112 كتابا بالقياس إلى 5691 كتابا للمدة نفسها من العام الذي سبقه.

وقد نالت القصة النصيب الأكبر من هذا الإنتاج إذ بلغ عدد المنشور منها 1111 قصة.

وجاءت كتب الأطفال في المرتبة الثانية فبلغ عددها 5. 1. وتلا هذين النوعين من الإنتاج المواضع التالية: أدب التراجم، التاريخ، علم الاجتماع والشؤون الاقتصادية. وقالت المجلة معلقة على هذه الإحصاءات: إن تجارة الكتب كانت رابحة في العام المنصرم ولكن مستوى الإنتاج العلمي والفني كان ضعيفا بالقياس إلى إنتاج الأعوام السابقة.

مؤتمر التعليم الحر والإلزامي في بومباي

قامت اليونسكو برعاية مؤتمر إقليمي خاص بالتعليم الحر والإلزامي في منطقة جنوب آسيا والمحيط الهادي، انعقد بمدينة بومباي من 12 إلى 23 ديسمبر الماضي، واشترك فيه حوالي أربعين خبيرا يمثلون أفغانستان واستراليا وبورما وكمبوديا والهند وإندونيسيا ولاووس وزيلامدا الجديدة وباكستان والفيلبيين وتايلاند والفياتنام، كما ضم ممثلاً عن دولة (النيل) وإن لم تكن عضوا في هيئة اليونسكو، وممثلين عن فرنسا وهولندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، وهي الدول المشرفة على بلاد غير مستقلة.

وقد اعتبر هذا المؤتمر خطوة جديدة من اليونسكو نحو تعزيز التعليم الحر الإلزامي وتحقيقه في النطاق الإقليمي، وفق ظروف البلاد وأوضاعها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية واللغوية. وقعت هذه المهمة على عاتق المندوبين، فاستعرضوا أحوال بلادهم أمام المؤتمر، كما انقسموا إلى ثلاث لجان عنيت الأولى بالمشاكل الإدارية والمالية والتشريعية التي تتعلق بالعليم الإلزامي. واهتمت اللجنة الثانية بمشكلة تدريب المدرسين ونظامهم الإداري، أما اللجنة الثالثة فتولت مناقشة برامج التعليم الابتدائي وتكييفها حسب ظروف كل بلد واحتياجاته الخاصة بكتب الدراسة وأجهزة التعليم.

تعميم الثقافة الفرنسية كوسيلة من وسائل الدعاية

تقدر الحكومة الفرنسية أشد التقدير المكانة الهامة التي تحتلها الثقافة الفرنسية في سائر أنحاء العالم، وتحاول الحكومة الفرنسية أن تغذي دعاياتها السياسية والاقتصادية عن طريق الدعاية الثقافية.

ومن أمثلة ذلك ما تقوم به المؤسسة الثقافية الفرنسية المعروفة باسم (جمعية الثقافة الفرنسية) ومركزها الرئيسي في باريس. وتصدر هذه المؤسسة سجلا شهرياً يحتوي على استعراض موجز لجميع الكتب والمجلات التي تصدر باللغة الفرنسية لا في فرنسا وحدها وإنما في سائر أنحاء العالم.

وهذه النشرة مبوبة بحيث تخصص لفروع الثقافة أبوابا خاصة. فباب يعالج الآداب، وثان للترجمة وثالث للعلوم ورابع للشعر، وخامس للدراسات الاقتصادية، وسادس للاجتماعات. وهناك كذلك باب خاص يستعرض أنواع المقالات التي تصدر في مختلف المجلات الأسبوعية والشهرية والفصلية.

وتطمع هذه النشرة في عدد من اللغات الحية وتوزع على مختلف الشعوب بواسطة السفارات والبعثات الدبلوماسية في الخارج.

مجلة للتربية الأساسية تصدرها اليونسكو باللغة العربية

أصدرت منظمة اليونسكو العدد العربي الأول من مجلة (التربية الأساسية) التي مازالت تنشرها منذ أكثر من عامين باللغات الفرنسية والإنجليزية والأسبانية، وتعالج في مقالاتها أهم مشاكل التربية الأساسية، ووسائل النهوض بمستوى الأميين والشعوب المختلفة عقليا واقتصاديا واجتماعيا حتى يصبحوا عروقا نابضة في المجتمع الإنساني.

ويقع هذا العدد الخاص في 115 صفحة، تبدأ بمقدمة وافية بقلم الدكتور متي عقراوي مدير دائرة تبادل المعلومات في التربية باليونسكو، وتنتهي بقائمة بالمراجع الهامة، وتضم في صلبها طائفة من المقالات والبحوث التي تناول فيها الخبراء العالميون وتجاربهم وآراءهم في التربية الأساسية ومكافحة الأمية، ونذكر من هؤلاء: الدكتور أحمد حسين.

واليونسكو إذ تنشر هذه المجلة باللغة العربية، إنما تخطو بها خطوة جديدة نحو إفادة المختصين بالتربية الأساسية من الشعوب الناطقة بهذه اللغة، وأمل المنظمة أن يقبل عليها أبناء العربية، حتى يشجعوا على نشرها بصورة دائمة.

العثور على الحلقة المفقودة في نظرية التطور

أعلن جون تلبوت روبنسون، من أمناء متحف الترنسفال، أنه عثر على بقايا خمسة من الهياكل تمثل نوعاً بدائياً جدا من الإنسان في أولى مراحل تطوره، وقد أسمى هذا النوع إنسان (تال انثرويس).

وقد اكتشف روبنسون هذه البقايا في شفارتكرانز، في الترنسفال، تقريبا في نفس المكان الذي كشف فيه الدكتور روبرت بروم، أستاذ انتروبولوجيا في جنوب أفريقيا في عام 1951 إنسان جنوب أفريقيا البدائي.

ويقول روبنسون إن إنسان (تال انثروبس) أقدم نوع من الإنسان عثر عليه حتى يومنا هذا. وهو يمثل نوعا خليطا من إنسان جنوب أفريقيا البدائي وإنسان جاوه القديم المعروف باسم (يثك انثروبس اركتاس) وإنسان الصين القديم (صين انثروبس).

ويقول روبنسون: إن إنسان (ثال انثروبس) كان يعيش في فترة سابقة للزمن الذي كان يعيش فيه إنسان جاوه بما يتراوح بين ربع مليون أو نصف مليون سنة. والمعروف أن تقدير العلماء للزمن الذي عاش فيه إنسان جاوه يتراوح بين نصف مليون أو مليون سنة مضت.

ويترتب على هذا الكشف العلمي الخطير أن ينتهي التمسك بالنظرية القائلة بأن الوطن الأول للإنسان كان في آسيا، وإن كان من المحتمل أن الإنسان في أفريقيا وآسيا تطور في خطوط متوازية.

وأضاف قائلاً: إن هذا الكشف يسده الثغرة المعروفة باسم (الحلقة المفقودة) في سلسلة التطور الإنساني على ظهر الأرض. ويتوقع أن ينتهي البحث، بعد هذا الكشف الخطير، إلى اكتشاف الحلقة المفقودة كلها.

وبهذا الكشف يقطع الطريق على كل النظريات المعارضة لنظرية التطور. وقد اتضح أن هذا الإنسان كان بدائياً جداً لدرجة أنه لم يكن يصنع أو يستخدم أية آلة حجرية لأنه لم توجد معه مثل هذه الأدلة الحضارية.

والمعروف أن روبنسون كل يعمل مساعد للدكتور بروم في حفائره، ثم تولى مكانه بعد وفاته.

وقد طار الدكتور كنيث أو كلي، مدير المتحف الطبيعي في لندن، إلى جنوب أفريقيا ليساعد في فحص الهياكل الخمسة.