انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 1018/تحية الرسالة

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 1018/تحية الرسالة

ملاحظات: بتاريخ: 05 - 01 - 1953



في مستهل عامها الجديد

للأستاذ محمود الخفيف

مهداة إلى الأستاذ محمد البشير الإبراهيمي نزيل القاهرة الآن

نافسي الشمس ضياء ومكانا ... وإملائي سمع بني الدنيا بيانا

اسكبي نورك رأياً وحجى ... وشعاعات من الفن حسانا

أبلغي من طارف العز المدى ... وابعثي من تالد المجد زمانا

في ضحى العيد تلقي زهرا ... من بني الشرق وحبا وحنانا

وأماني وضيئات لهم ... أصلها الشرق. . حماهم وحمانا

يا عروس الشرق كم أيقظته ... ولكم رددت في المهد الأذانا

كم تغنيت بآمال له ... طفلة هش لها المجد افتتانا

وفتاة مثل (جان دارك) اعتلت ... صهوة المجد ولم تعرف هوانا

يلتقي الشرق على صيحتها ... وهي لا تثني عن المجد عنانا

راية الله إذا ريع الحمى ... حضنتها ليس تألوها احتضانا

يا عروساً كم سقانا لحنها ... من حمياه زمانا وشجانا

أنشدينا اليوم أحزاناً لنا ... وأديريها كؤوساً ودنانا

أنذرينا. . طالما بشرتنا ... فعسانا نرهف السمع عسانا

ذكرينا إننا ننسى ضحى ... كل خطب في دجى الليل دهانا

وننام الليل لا يفزعنا ... ما عرانا في ضحانا وعنانا

أيقظينا!. . ذكرينا نذرا ... حولنا طافت. . لهيبا ودخانا

رجت الشرق بطاحا وربى ... لم تدع للأمن والسلم مكانا

أنشدينا نكبة القدس وما ... راع بغداد وما أشقى عمانا

واذكري مصر وما زلزلها ... وصفي نغيا يروع القيرمانا

واسألي حلق هل زليلها ... ما عراها وصفا العيش ولانا؟ طافت الكأس بطهران فما ... خطبها؟ من ذا سقاها وسقانا؟

من لمراكش في محنتها ... كم بغى الباغي عليها واستهانا

اسمعينا اليوم ما يكربنا ... من بنات الدهر بكرا وعوانا

أنذرينا! لم يعد يطربنا ... مجد أيام تولت. . . كيف كانا

عمرك الله ألم يأن لنا ... أن نوقي الجيل هذا الهذيانا؟

أي فخر للذي ديس الحمى ... فتلهى عنه ذلا واستكانا!؟

ليت شعري أي مجد يدعى ... قاعد ذل به المجد وهانا؟!

وفخور يقبل الضيم ولا ... يلتوي يوما على الضيم اضطعانا!

حول ماضيه وآباء له ... دائر ليس يمل الدورانا

ينثر الشوك له أعداءه ... فيرى الشوك حني أو أقحوانا

ويدسون له السم فتغريه كؤوس كم كسوها لمعانا

ويلوك الكون مزهوا به ... كلما أشبع في العيش امتهانا!

يا عروسا كم شجانا لحنها ... خبرينا كيف جرعنا الهوانا؟

الرزايا جمعتنا فصفى ... أي رزء يفصم اليوم عرانا

أمة التوحيد من فرقها ... حسبها بعض رزاياها امتحانا

ينفث السم دخيل بيننا ... ليس يألونا أذى أو روغانا

آفة الشرق لعمري أن نرى ... حولنا في كل ركن أفعوانا

كم سعى بالختل وغد بيننا ... واستطاب العيش فينا واستلانا

أو لم يأن لنا يا ويلنا ... أن نذود اليوم عنا من رمانا؟

سرطان الغرب كم بوبقنا ... آن أن ندرأ عنا السرطانا

يا عروس الشرق غني وحدة ... ما لها في هذه الدنيا سوانا

هي بأس إن ظلمنا فإذا ... كانت السلم وجدناها ضمانا

وحد الإسلام آفاقاً لنا ... وبنانا أمة حين بنانا

ديننا القوة والروح معا ... حضن المصحف من هز السنانا

يا بني الشرق أفيقوا. . ديننا ... عن معاني الذل والضعف نهانا فأعدوا ما استطعتم من قوى ... مشت القوة والحق اقترانا

آمنوا. . ما الحق إلا قوة ... ترهب البغي وتخزي الشنآنا

لا تقولوا الروح في قارعة ... بلظاها الأرض جاشت جيشانا

اجعلوا المهر حديدا ودما ... للمعالي ونضارا وجمانا

الخفيف