انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 1016/رسالة الشعر

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 1016/رسالة الشعر

ملاحظات: بتاريخ: 22 - 12 - 1952



ضموا الكتائب وارفعوا الأعلاما

للأستاذ إبراهيم محمد نجا

ضموا الكتائب، وارفعوا الأعلاما ... وامضوا إلى مجد الحياة كراما

اليوم فاض النور من قلب الدجى ... فجرا تلألأ زاهيا بساما

كان البشير بأن مصر تحررت ... من قيدها، وتوثبت إقداما

لما دعا الداعي (نجيب) بلاده ... لي الدعاء، وأيقظ النواما

ومضى يقود الجيش في طلب العلا ... قدما، فكان مظفرا مقداما

هدم الضلال قوائما ودعائما ... بئس الظلال قوائما ودعائما

وأتى إلى الظلم الركين، فهزه ... هزا فصار على يديه حطاما

الله أكبر؟ قد شهدت حقيقة ... غراء كنت أظنها أوهاما:

رأس الطغاة المفسدين وعونهم ... كانت نهاية أمره استسلاما!

الملك لله الذي يهب العلا ... لمن استحق العز والإكراما

ومن ابتغى ذل الشعوب وظلمها ... فقد استحق الذل حيث أقاما

يا مصر: هذا يوم سعدك، فاسعدي ... في ظله، واستقبلي الأياما

يا مصر: هذا يوم مجدك، فاصعدي ... في المجد، واتخذي ذراه مقاما

يا مصر: هذا يوم نصرك، فافرحي ... بالنصر يقبل نعمة وسلاما

واستقبلي العهد الجديد بهمة ... لا تعرف التعويق والإحجاما

فلقد مضى العهد البغيض بظلمه ... وظلامه، وإلى الجحيم ترامى

وغدا تكون حياتنا أنشودة ... أنغامها. . . أنعم بها أنغاما!

وغدا يكون الخير ملء سهولنا ... ويفيض حتى يغمر الآكاما

وغدا سيشبع من يبيت على الطوى ... وسيكتسي من يلبس الإعداما

ويصح من كان الشقاء لجسمه ... سقما، وكان لنفسه أسقاما

ويعز بالعهد الجديد معاشر ... هانوا، فكانوا في الورى أيتاما

وينام مقرور الجفون معذب ... ظل السهاد حليفه أعوام وغدا ينال الشعب كل حقوقه ... فيعيش متسع الرجاء هماما

في ظل دستور البلاد وعونها ... في الرأي، إن جرت الأمور جساما

إيه بجيب! وأنت ملء قلوبنا ... حبا، وملء نفوسنا إعظاما

هذى تحية شاعر متحرر ... لم يمتدح في شعره الأصناما

أكرمت شعري أن يكون مطية ... للضالمين، وإن غدوا حكاما

وجعلت نفسي فوق أهواء الآلي ... ملئوا البلاد مظالما وظلاما

حكموا بغير الشرع في البلد الذي ... جعل الشرع دينه الإسلاما!

هل كان هذا الحكم إلا موئلا ... للمجرمين؟ ألم يكن إجراما؟

كم شاعر شهد الحقائق جهرة ... ثم التوي عن وجهها وتعامى!

حسبي إذا ما رمت شعرا صادقا ... أن أبتغي من مثلك الإلهاما

أنا إن مدحتك لا أزيدك رفعة ... إني بمدحك في الورى أتسامى

وإذا وصفتك جل وصفك عن مدى ... قلمي، فوصفك يعجز الأقلاما

يكفيك صنعك رفعة ونباهة ... كالشمس يكفي ضوءها إعلاما

متواضع. تجد التواضع حلية ... جم الحياء ترى الحياء وساما

متحصن بالله تحسن آيه ... فهما، وتتقن دينه أحكاما

أخلاقك النور المصفى رقة ... لكن عزائمك اللهيب ضراما

وإذا نطقت ففي لسانك عفة ... لا تعرف الإيذاء والإيلاما

وإذا أتيت الأمر كنت وراءه ... عزما، وكنت أمامه إقداما

وأراك في ليل الحوادث كوكبا ... وأراك في غمراتها ضرغاما

ولقد تكون الغصن أخضر يانعا ... ولقد تكون الصارم الصمصاما

يا قائد الجيش المظفر كن له ... في كل أمر قدوة وإماما

هو عز مصر ومجدها وملاذها ... في الروع، إن رام العدو مراما

فأعد له أيامه، وانهض به ... حتى تخر له الحصون ركاما

واسلم لمصر، وإنها أم العلا ... والمجد. . . مذ كان الزمان غلاما

إبراهيم محمد نجا