انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 1012/رسالة الشعر

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 1012/رسالة الشعر

ملاحظات: بتاريخ: 24 - 11 - 1952



قصر شمبرون. .!

للشعر الكبير عزيز أباظة

في الصيف الماضي زار الشاعر الكبير عزيز أباظة قصر شمبرون بمدينة فينا عاصمة النمسا، والذي شهد أروع أمجادها واجل احداثها، وقد طاف الشاعر بغرف ملوكها ومقاصيرهم، هؤلاء الملوك الذين حكموا اكثر من خمسمائة سنة، ثم زالت دولتهم، وانطوت أيامهم على صحوة الشعوب. . .

اضطربت هذه الخواطر في نفس الشاعر الكبير، وأثار مشاعره الطغيان الذي كان مضروبا على وطنه.

وقد نظم الشاعر هذه القصيدة في العام الماضي، وهو يتوقع لمصر نفس المصير الذي كتب على النمسا، ثم ظلت القصيدة حبيسة عهد كريه طوته حركة الجيش الباسل، حتى أذن الله لها أن تجد سبيلها إلى الناس.

قال حادي القطار، هذي فيّنا ... فنشطنا من أسرنا وهبطنا

واحتوتنا سيارة تنهب الأرض ... فقلت اخطري الهوينى الهوينى

إنما تسبيحن في سمة التاريخ ... رفت هنا جمالاً وفنا

خصها الله بالرواء فما تبصر ... إلا حسنا يناغم حسنا

روعة إن شهدتها وهي يقظى ... وفتون إن جئتها وهي وسنى

ما لها جهمة المعارف حسري ... أدلال الصدود قبل الوصال؟!

ومن الغيد، من ترى وهي غضبى ... آية من سماحة وجمال

أين ثغر يفتر عن ألق الخلد ... وهدب يخفى جنون الليالي؟!

أين عزف كأنه من لحون الله ... طهر الأهزاج والأرمال؟!

ما لفينانها ذوى؟ ما لشمس ... آذنت عند صحوة بزوال؟

أين حور كأنهن اللآلي=إن أطاقت صيد القلوب اللآلي؟

أين ليل ينهل صبحا فما ينماز ... إلا بهجعة الأطفال؟

أكلت فتنة الليالي الليالي ... فأمحت كالرؤى العذاب الخوالي ووقفنا في (شمبرون) فهاج النفس ... ذكرى الأقيال من (شمبرونا)

غرف خر فوق أنماطها الدهر ... وإن فض سترها المكنون

ومقاصير شب فيها، وشاب المجد ... ضخم الاسناد حتى بلين

نسق من قياصر، لم يروع ... بدخيل، ولم يقل هجين

عترة الكابرين من (هبسبرج) ... أين هم في الكواكب الآفلينا

قال لي رائدي الذي يحفظ القول ... ويزهي به على الزائريناا

هذه حجرة الذي اعتبد الدهر ... وثل العروش (نابليونا)

واصطفاها ابنه، فأينع فانهار ... فأودى فيها ذليلا سجينا

ومضى في الذي يدير من القول ... ولم يلفني سميعاً أذِينا

ملت عنه إلى مناجاة نفسي ... إي دنيا هذي، وأي مقا

هتكت حرمة الملوك، ودكت ... برحاها الطحونِ تاج القياصر

وطوتهم صرعى، كما ينطوي الليل ... وطاحت بعادل وبجا

أفنهج الزمان هذا؟ يشيد الصرح كالطود فوق أنقاض آخر

أم هفا الناس للجديد من الحكم، فخاضوا له فجاج المخاطر

ظلم الناس، ليس كل جديد ... بشهي الجنى، ولا كل دا

إن حكم الملوك، إن كان عدلا ... وعزوفاً عن الهوى والكبا

والتماساً لطاعة الله في الناس ... ببث الشورى، ودعم المنا

واحتفاء بهم، وعطفا عليهم ... في جدا صابر، ورمة قاد

واقتضاء من المياسير للمحروم ... حتى يأتمهم غير صاغرينا

وانتصافاً من الجبابر للضعفي ... فلا يصطلون نار الجبا

فهو ضرب من حكم أربعة الأشياخ تسنى به الدنا وتفاخ

قال لي رائدي، أتسمع؟ قلت السمع ملآن، والجهود قواص

عزيز اباظة