مجلة البيان للبرقوقي/العدد 39/باب تدبير الصحة
مجلة البيان للبرقوقي/العدد 39/باب تدبير الصحة
طلب إلينا أن نعود فنفتح هذا الباب الذي تطوع حضرة صديقنا الناطاسي النابغة الدكتور محمد عبد الحي للقيام به تفضلاً منه حفظه الله.
الإمساك الاعتيادي - كثير من الناس يلجأ بسرعة مدهشة إلى الشرب والملينات فيصبح الإمساك عادة تستعصي على كل علاج فيجب في مثل هذه الأحوال الامتناع البتة عن كل دواء إلا بإرشاد الطبيب، والالتجاء إلى تنظيم مواعيد الأكل بالدقة وكذلك مواعيد الضرورة وعمل تدليك يومي للبطن يعمل بالطريقة الآتية: تؤخذ كرة ككرة البلياردو مثلاً لا هي بالثقيلة جداً ولا هي بالخفيفة وتكسى بجلد ناعم كجلد الشاموا مثلاً وتستعمل مرجا (تدويراً) على البطن من اليمين إلى الشمال على دائرة البطن أي مع اتجاه المصران الغليظ ويزاد حجم ووزن هذه الكرة تدريجاً إلى أن يصل إلى ما زنته ستة أرطال تقريباً وأحسن وقت لاستعمالها عند القيام من النوم في البكور ويكفي لهذه العملية خمس دقائق كل يوم.
لدغ النمل - إذا اقتربت من عش النمل ونكشته انبعثت منه رائحة حمض الفورميك وهذا الحمض بعينه هو الذي تدفع النملة إذا لدغت فيحدث تهيجاً موضعياً في الجلد وما تحته، ويوجد هذا الحمض بعينه في بعض النباتات التي تلدغ باللمس وكثير منها ينتشر في القطر المصري وكذلك هو هذه المادة التي ترسلها النملة إلى جسد الملدوغ وأحسن علاج لذلك الماء بسرعة أو القلويات ككربونات الصودا المذابة أو النشادر أو رغاوي الصابون أو بصلة تشق نصفين وتوضع على المحل (رأي ولتر اسكس ونتر) أو طين الزير كما هو شائع معروف.
القلب في اليمين - كل الناس يعلمون أن القلب في الجهة اليسرى من الصدر وأنه يدق دقات الحياة تحت الثدي الأيسر وإلى اليمين منه قليلاً ولكن كثيرين جداً من الناس بل ومن الأطباء يجهلون أن القلب ربما جاء وضعه في اليمين على عكس المعروف تماماً ولكن ذلك نادر الحصول جداً وربما صحبه أيضاً وجود الكبد في الشمال بدل اليمين والطحال في اليمين بدل الشمال وهكذا ينتقل وضع الأعضاء كلها أو بعضها من الناحية إلى الأخرى، وإذا كانت هذه الأعضاء في حالة طبيعية فانتقالها خلقي لا ضرر منه على الحياة على الإطلاق.
التواء العنق - من الناس من يخلق وعنقه في التواء ووجهه ثابت في اتجاه الالتواء وهذ نادر جداً ومن الناس من يستيقظ من النوم فيجد عنقه في ناحية ولا سبيل إلى تحريكها للناحية الثانية وهذا ولا شك شيء مخيف للمصاب ولكنه سريع الشفاء وسببه في الغالب البرد ودواؤه التعريق والتدليك فإن استطال الأمر استوصف الطبيب.
ومن هذا الالتواء نوع يأتي بشكل نوبة مزعجة للمريض ويهيجها الكدر والغضب وتسكن إذا جن الليل ورأى الطبيب يجب أن يؤخذ في مثل هذه الأحوال دون إمهال.
الاكلمسيا - مرض تشنجي يأتي للحوامل والوالدات والنفساء وهو مرض خطير للغاية فيجب الالتفات جيداً إلى الإنذارات التي تعتور المريضة إبان حملها بعد الشهر السابع وأهم هذه الإنذارات آلام الرأس وورم الأرجل والأقدام وضعف النظر ووجود الزلال في البول، لذ يتحتم أن يفحص بول الحامل من وقت لآخر بعد الشهر السادس حتى إذا وجد فيه الزلال احتيط من الاكلمسيا وعولج في التو واللحظة.
الزغطة - الزغطة يغلب أن تتسبب عن تهيج في المعدة يحركه التطبل بالأرياح والامتلاء الشديد أو أكل غير مهضوم وخصوصاً الفلفل والبهارات، ومن الأسباب المشاهدة أيضاً والمسببة لها الإجهاد المتعب عقب الأكل ويحصل بكثرة للأطفال الرضع إذا ازدردوا اللبن بسرعة أو للكبار إذا عبوا السوائل عبا ولقد جاء في الحديث الشريف (مص الماء مصاً ولا تعبه عبا) والزغطة زمنها لا يطول إلا إذا التفت إليها فإن شغل الإنسان عنها ذهبت ولذلك كان توجيه الفكر لشيء خاص خير علاج لإيقافها ومن الطرق المستحسنة لإيقافها عند الأطفال وضع طرف الإصبع على الغضروف الحلقي (البروز الموجود في العنق تحت الذقن ببضع أصابع) بلطف وتحريكه قليلاً وعند البالغين بأن يأخذ المرء شهيقاً عميقاً ويستمر في الشهيق لحظة دون أن يحرك الصدر للزفير.
وأسهل من ذلك أن يعد المرء من واحد إلى مائة دون أن يأخذ نفسه أو يمص الماء مصاً بضع مرات دون التنفس أيضاً فإذا لم تفد هذه الوسائل فأحسن شيء هو النشوق إذ يكفي تنشيقة واحدة لإيقافها.