مجلة البيان للبرقوقي/العدد 30/تفاريق
مجلة البيان للبرقوقي/العدد 30/تفاريق
نباتي غريب ونبات أغرب
إذا فرضنا أننا نستطيع أن نزرع في حديقتنا شجرة من أشجار الفاكهة مختلفة الثمر متنوعته، حتى لنذهب فنقطف منها جميع أنواع الفاكهة والأزهار والخضروات التي نريدها لطعام الغذاء، ومائدة العشاء، فما أبهج ما يكون العيش. وما ألذ ما يكون الخوان.
ولعل الناس يظنون هذا الغرض وهماً مضحكاً، ومستحلاً من المستحيلات، وتخيلاً من تخيلات الجوع، ولكن الحقيقة هي أنه يوجد في مدينة بنسلفانيا من أعمال الولايات المتحدة رجل نباتي يسمى مستر والتر، يثبت لمن في المكان زرع هذه الشجرة، وقد عمد إلى إثبات ذلك بالدليل والبرهان فإن لديه الآن في حديقته، أو قل في بستانه العلمي، شجرة لا تقل في الغرابة عن هذه الشجرة الذهبية المتخيلة.
ولا يجب الذهاب لي أن هذا الرجل من المحتالين البلافين فإنه من العلماء المعروفين في الولايات المتحدة وقد وضع كثيراً من الكتب العلمية المختلفة،
وهو يشتغل أستاذاً بالفلسفة في جامعة هارفرد وقد قصر كل اهتمامه ووقف أبحاثة منذ سنين على الاشتغال بما يسميه الفلسفة النباتية ولديه في بستانه أغرب ما شوهد من التجاريب النباتية وهي دائماً في سبيل النجاح.
مثال ذلك أن لديه أكماماً من السوسن طعمت في شهر أكتوبر سنة 1915 بشجرة من الخوخ، فشوهدت حية يانعة مزهرة عليها في مايو سنة 1916 ويوجد فوق هذه الشجرة كذلك فروع من الورد كانت قد طعمت في ذلك التاريخ وعليها أيضاً أغصان من الدفلي والتوت ونوع آخر من الورد وهي ناضرة مثمرة ناحجة، ولشد ما تثور في صدر الإنسان البهجة والمسرة إذ تقع عينه على شجرة وهي تحمل جميع هذه الألوان، وهذه الطائفة المختلفة المتنوعة من الأزهار والأثمار.
وأكبر مقاصد المسترولتر أن يتوصل إلى زرع شجرة يسميها فواكه المائدة وتعريشة تجمع كل أزهار الدنيا، والذي يزور هذا البستان العلمي يعتقد بأن الرجل لن يخيب في مقصده.
الآلهة في الأسطحه
في إحدى قرى اليابان اعتاد جميع السكان أن يضعوا فوق أسطحه منازلهم للإله شوك وهو في لباسه الحربي يحمل سيفاً في يده. يحرس أهل البيت. وليس هناك منزل يخلو سطحه من تمثال هذا الإله. وهم يعتقدون أنهم يظلون في مأمن من اللصوص والأمراض والأوبئة والنكبات، مادام هذا التمثال منصوباً على أسطحتهم. فماذا ترى يفعل لصوصهم؟