مجلة البيان للبرقوقي/العدد 28/الإسلام في الصين
مجلة البيان للبرقوقي/العدد 28/الإسلام في الصين
الحياة مد وجزر. ومستقبل العالم يضطرب الآن في جوف الزمن، والمجزرة المفترسة في الغرب اليوم قائمة، والغربيون يتقاتلون الساعة على الحياة، ويتصارعون على سيادة الأرض، وكل أمة من أممه تسوق أشد فتيانها وأصلح شَبَابها للمذبحة، وتدفع بسلسلة ماضيها ومجهوداتها وأذهانها وحضاراتها وآدابها إلى المقبرة، والحرب ولا ريب طاحنتهم وقاتلة مدنياتهم وملتهمة كل أثر قوي في الحياة عندهم، وسيذبل الغالب والمغلوب، نعم وستبيد الحرب قواهم المنتجة، وستنهك أعصابهم الصلبة، وتذوي أذهانهم المضطرمة الجبارة، وسوف لا تبقي ولا تذر إلا الضعفاء والولدان والشيوخ والمهازيل والأقزام من أهلها، ولن يحدث هذا الجزر المخيف في الغرب إلا مداً طاغياً فياضاً في الشرق، لأن سكون ريح القوى يرسل النشاط والحرارة وأعراض الحياة القوية في الضعيف، وسينهض الشرقيون بعد هذه الحرب الغريبة من ضجعتهم عند أقدام الغرب، وسينتبهون للحياة ويحسونها، وستثور نفوسهم عظمة الماضي المتطاول البعيد، وستشد أعصابهم وأذهانهم التي ابتردت من آثار الخمول والاستنامة والفتور، ومن يدري فلعل هذا الشرق المستضعف الساكن اليوم، المطل من ضجعته على الغرب في مجزرته، مخرج بعد زمان تيمور لنكاً جديداً، وجنكيز خاناً عصرياً، وعمراً ثانياً، وخالداً وعلياً وهاروناً وقتيبة وصلاحاً آخرين، وكذلك تأبى الحياة إلا أن تكون مداً وجزراً، والزمان دول، والمدنيات كمحدثيها يجري عليها من نواميس الطبيعة ما يجري على الناس.
وإذا كان كذلك فنحن خلقاء أن نُعني بالبحث في حاضر أمم الشرق وشعوبه، وما يمس الحياة فيها، ولا سيما ما يتعلق بالمسلمين وأحوالهم، ومن هنا فقد عزمنا على أن نجيء في كل عدد من الأعداد القادمة ببحث مستطيل في حاضر إحدى أمم الشرق حتى يكتمل الكلام عليها جميعاً، وحتى يلم القراء بشؤون الشرق وأحواله وأسباب ضعفه واستكانته، والقوة الكامنة في حاضره وما يمكن أن يكون من مستقبله.
ونحن اليوم بادئون بالكلام على المسلمين في المملكة الصفراء وحالهم الحاضرة.
يقول ستانلي لين بول، وهو من كبار مؤرخي الإسلام والشرق في هذا العصر - وهو الذي نلخص عنه هذا البحث - إن تاريخ الإسلام هو سلسلة مستطيلة من المدهشات، فإنه منذ خرج إلى الأرض وفاض فيضه، حير الألباب وأدهش العالم جميعاً، ولم يفتأ الإسلام منذ ذلك اليوم يعمل على إدهاش العقل الغربي وتحييره، ولقد كان الغربيون في السنين الأخيرة يذهبون إلى أن الدين الإسلامي قد أسند في حدود الشيخوخة فلا يرتقب له تقدم جديد، ولكن لم يلبث هؤلاء الذين أغمضوا أعينهم عن هذا الدين من أهل الغرب أن انتبهوا فجأة إلى حقائق مدهشة من أمره فقد دلت الشواهد على أن الدين الإسلامي يتقدم ويخطو خطى واسعة في غرب إفريقية، وهو يزاحم المسيحية ويطاردها في تلك البلاد، وأن المسلمين هناك قد أخذوا يدخلون على البلاد إصلاحاً اجتماعياً جديداً بعد أن عجز رسل المسيحية ومبشروها عن أن يضعوا شيئاً من الإصلاح، وأن جزءاً كبيراً من بلاد الصين قد دان بالإسلام، وأن هناك قري. وبلداناً وأقاليم قد اكتظت بالمسلمين من أهل الصين يعيشون جنباً إلى جنب مع عبدة بوذا وشيعة كونفوشيوس.
على أن الذين يعرفونه رسيساً من تاريخ العرب لن يجدوا شيئاً من الغربة في دخول الإسلام بلاد الصين فقد كانت تجارة الصين في أيدي العرب يجيئون بها إلى الشام قبل أن يقوم دين الإسلام بسنين، وقد اتسعت بينهما أسباب التجارة في القرن السادس الميلادي وكانت تأتي عن طريق سرنديب - جزيرة سيلان - ولم يكد يدخل القرن السابع حتى نمت التجارة بين الصين والعرب وفارس، وكانت مدينة سيراف الواقعة على الخليج الفارسي هي محط المتاجر الصينية، إذ كان تجار الصين لا يتعدون هذا الثغر إلى داخلية البلاد، ومن ثم كان تجار العرب من مسقط والشام يلتقون بهم هناك ويحملون بضائعهم إلى أنحاء الجزيرة وبلدانها، وكان من بين الذي جاؤوا الصين في أوائل عهد أسرة تانج المالكة، أي في ذلك العهد الذي كان يدعو فيه محمد العرب بمكة إلى الإسلام، طائفة من أهل المدينة.
وإليك ما ذكرت التواريخ الصينية في صدد ذلك - إن مملكة المدينة تقع قريبة من الهند وفي تلك المملكة قام دين هؤلاء الغرباء وهو دين مخالف جد المخالفة لدين فو - أي بوذا - فهم لا يأكلون لحم الخنزير ولا يشربون الخمر ويعدون قذراً غير مبارك كل لحم لم يذبحوه هم بأيديهم، ولهم اليوم معبد في كانتون يسمى معبد الذكرى المقدسة وقد ابتنوه في عهد أسرة تانج وكان لهم بجانب المعبد مأذنة شاهقة تبلغ في ارتفاعها مائة وستين قدماً، وقد اعتاد هؤلاء لغرباء أن يذهبوا كل يوم إلى المعبد فيؤدوا فيه فرائض دينهم، ولما استجازوا الإمبراطور المقام بكانتون فأجازهم، شادوا بيوتاً طيبة ومنازل شاهقة على طراز من الهندسة جد مخالف لطراز مملكتنا، وكانوا على أنعم حال من الثراء، وكانوا كُيْراً عديدين، ولهم من ثرائهم نفوذ وسلطان حتى لقد كانوا على أنعم حال من الثراء، وكانوا كُثْراً عديدين، ولهم من ثرائهم نفوذ وسلطان حتى لقد كانوا يستطيعون أن يؤذوا الرجل من أهل المملكة ولا يصيبهم سوء أو عقاب، وكانوا يرجعون في أمرهم إلى وال منهم استعملوه عليهم.
يقول ستانلي لين بول - ولكن سلالة هؤلاء الذين حملوا الإسلام إلى الصين لم يستطيعوا أن يدلونا على شيء من أنبائهم، ولكن الذي لا ريب فيه أنهم من العرب، لأنهم تركوا معالم وجوههم في وجوه ذريتهم وأخلافهم، ولكنا عاجزون عن أن نعرف من أية ناحية من العرب جاؤوا، ومن الجائز أن محمداً هو الذي أنفذهم عام أنفذ البعوث والرسل إلى الممالك والأصقاع ليدعوهم إلى الدين الحق، أو لعلهم كانوا طائفة من الهاربين المُشَرَّدين كأولئك الذين هاجروا إلى الحبشة بإذن النبي، ولكن لا شك ثمت في تاريخ دخولهم المملكة الصينية، ولا مراء في أن الصين رأت قوماً من المسلمين في الربع الأول من القرن السابع أي بعد عام الهجرة بعشر سنين.
أما عن واليهم الذي كان يقودهم ويحكم فيهم فنحن في ظلمة شديدة من التكهن والريب، ولكن لا شك في أنه كان رجلاً ذا خطر كبير لأنهم حفظوا عنه بعض القصص والأساطير وقد جاء في إحدى المدونات المؤرخة عام 1351 من الميلاد أنه كان في الصين رسول وفد من العرب، ولكن الاسم الذي جاء في تلك الأسطورة لا يدل على شيء غير أنه كان من الصحابة، ولقد تكهن الكثيرون في أمر هذا الرسول والأسماء العديدة الغريبة التي سمي بها في الأساطير حتى قالوا أنه رجل يدعى وهب أبا كبشه من أخوال النبي.
قال المؤرخ - فلما استقر بالإسلام المقام في تلك الأرض لم يلبث أن نما وانتشر وقويت شوكته وتكاثر التجار العرب الذين نزلوا أول أمرهم بمدينة كانتون وزاداد عديدهم بالوفود التي التجأت إليهم من جزيرة العرب وبالتزاوج وأهلَ الصين وبالذين دخلوا منهم في دينهم، وقد جاءهم عام 755 من مولد المسيح مدد من الخليفة المنصور في أربعة آلاف مقاتل كان أنفذهم أمير المؤمنين لعون الإمبراطور سوه تيسنج - على الخارجي الذي شق عصا الطاعة عليه، فلما قاتلوا وظاهروا الإمبراطور على عدوه أذن لهم الإمبراطور بالمقام في الصين وبالزواج من نساء مملكته، وليس في هذه المحالفة التي قامت بين الخليفة العباسي في بغداد وبين عاهل الصين ما يلوح لأول وهلة من الدهشة والغرابة فقد كانت حدود دولة العرب قد صارت على مسافة غير بعيدة من حدود دولة الصين، إذ كان قتيبة بن مسلم قد اجتاز - وذلك في القرن الأول من الهجرة - نهر جيحون وفتح بخارى وسمرقند وجاوزهما إلى كشغر وغيرها حتى دانى تخوم الصين، وإذ ذاك أرسل نفراً من كبار رجاله إلى الإمبراطور الصيني يعرض عليه ود الخليفة وأمانه، ويخيره بين دفع الجزية عن يد وهو صاغر، وبين السيف والنار وحرق المدائن وقتل لرجال وسبي النساء والأطفال، وقد رفع قتيبة بهذه الرسالة الجريئة الدهشة إلى بُرُده في هدوء العربي ورباطة جأشه، فلما نزلوا على الملك أدهشه لباسهم وملامحهم وأخذت بلبه جرأتهم وفخامة كلامهم فتلقاهم أحسن اللقاء وأغدق عليهم الرتب والألقاب ونزل على دفع الجزية إلى الخليفة ومنذ ذلك اليوم والخليفة وحليفه على أحسن الود وأطيب السلم، يتهاديان الهدايا يتوادان بالتحف والنفائس، ولقد كان الباعث على هذه المحالفة بين هذين الأمير بن المتباعدين ما كان يحدق بدولة كل منهما من غوائل عدوهما المشترك وهم أهل تبيت وغاراتهم على حدود الدولتين.
وكذلك أخذ المسلمون يزدادون في الصين ويتكاثرون وزادهم عدداً من كانوا يرحلون إليهم لو إذا من أهل التتر، بعد أن ثار جنكيز خان في الشرق ثورته، ولم يكونوا بحاجة إلى الامتزاج بأي عنصر غير عنصرهم، إذ كانوا في نماء وتناسل مستمرين، وكانوا يتسرون السراري من نساء الصين، ولم يقتصروا في الإكثار من عددهم على ذلك بل كانوا يشترون أطفال الأهلين في زمان القحط والمجاعات والجدب فيدخلونهم في زمرتهم ويقومون على تربيتهم وتهذيبهم وتزويجهم إذا بلغوا حُلُمَهم، حتى كان لهم بعد زمان قرى عديدة من هؤلاء الذين كانوا يشترونهم أطفالاً، وظلوا كذلك أربعة قرون وهم محسودون من الأهلين على نفوذهم وثرائهم.
يقول دي تير سانت في كتابه الإسلام والصين، ولم يلبثوا أن أخذوا يفقدون طبائع وجوههم وأجسامهم التي كانت تميزهم عن أهل الصين في أول عهدهم بتلك المملكة، وكذلك خرج منهم جيل مخالف في شكله وهيأته لأهل الصين وليس عليه كذلك سمات العرب الأقحاح الأصليين فمسلمو الصين اليوم خفاف الأجسام صلابها أرفع قامة من الصينين الأصليين وأضخم منهم خلقة وأصلب منهم أعصاباً ولهم عيون أهل الصين وإن اختلفت عنها في حدة بصرها، ونساؤهم أصغر منهم جسوماً مكتملات النهود دقيقات الأرجل، يتبعن في ذلك عادات نساء الصين في تصغير أرجلهن، والمسلمون أقرب في ألوان بشرتهم إلى البياض والسمرة من صفرة أهل الصين وشعورهم على الأكثر سوداء، وإن كنت قد تلتقي من بينهم بشعور صفراء.
أما عن أخلاقهم فهم أودع من الصينيين وأنعم آداباً وأقرب إلى الصدق منهم، وهم في التجارة أمناء لا ظل للخيانة على معاملاتهم، وهم إذا ارتفعوا إلى منصات القضاء عدول لا يظلمون ولا يتحيزون، وموقرون مبجلون، وهم بطبيعتهم أنشط وأخف إلى العمل، ويؤثرون القتال والتجارة على الصناعة والأدب، وليسوا من المتعصبين بل إنهم ليعدون في التسامح إلى أقصى حدوده فيتركون من سنن الدين ما يغضب أهل الصين أو يصطدم مع أفكارهم وعاداتهم، وهم يعيشون معاً مؤتلفين متضامنين كأهل العشيرة الواحدة، يدافعون بعضهم عن بعض ويحسنون إلى فقرائهم وهم بطبيعة الحال مضطرون إلى أن ينزلوا في بعض الأمور على قوانين البلاد وأن يستمسكوا في غيرها بشرائع الإسلام بعد أن يتمشوا بها كما تتطلبه أديان المملكة وعاداتها، فإن قانون الزواج في الصين لا يعسف المسلمين هناك ولا يرهقهم لأن على المسلم أن يتخذ زوجة واحدة ولكنه يستطيع أن يتسرى - وذلك بعد استئذان الزوجة - بعدد من السراري والإماء، وهن يعملن في الدار كجوار للزوجة ووصائف، ومن أغرب الحقائق أن الزوجة هي التي تستحث الزوج في أغلب الأحيان على تسري السراري واتخاذ الإماء، وذلك لأنها إما تكون عقيماً وأما لأنها تريد أن تزيد في حاشيتها ووصائفها.
وقد انتشر الإسلام في الصين انتشاراً لم يظفر به دين آخر غريب في تلك البلاد إلا الديانة البوذية، وليس ذلك يرجع إلى شيء من المقاربة والمماثلة بين الإسلام وأديان الصين كما كان يقول ملوكهم في أوامرهم وقراراتهم إذا أرادوا أن يرسلوا السكينة والود والهدوء بين المسلمين وبين أهل مملكتهم، ولكن لأن المسلمين هناك فهموا واجب الأقلية إزاء الأكثرية، وإنك لتندهش إذ تسمع بأن مسلمي الصين استطاعوا أن ينزلوا عن بعض شعائرهم ويتمشوا مع عادات الوسط الذين يعيشون بين ظهرانيه ويرضوا بآدابه ومصطلحاته وقوانينه فهم لم يقتصروا على الأخذ بعادات الصين بل أخذوا كذلك عنها زياها ولباسها وتخلوا عن شيء من عصبيتهم فعاشوا بينهم على محض الحب والسلام والرخاء وأنهم ليشتركون في أعيادهم ومحافلهم ويسلكون سلوك الصينيين بل هم خير منهم في ذلك وأنعم أخلاقاً، وهم يتجنبون بكل حزم وحكمة كل ما يغضب الأهلين كطوال المآذن مثلاً.
وقد كانت هذه الطاعة وهذا الإخلاص مدعاة إلى معاملتهم بالحسنى واللين والعرف من ناحية الإمبراطرة - يوم كانت الصين إمبراطورية - وأنك لتلتقي في كل قرارات هؤلاء الامبراطرة وأوامرهم ومنشوراتهم إلى الشعب الصيني بعبارات رفيقة تحث الأهلين على الترفق بالمسلمين والتحبب إليهم وملاينتهم وملابستهم والعمل على الإحسان إليهم واستتباب السلم والسكينة بين الأهلين وبينهم.
وأما المشاحنات والمقاتلات والمذابح والثورات التي قامت في خلال القرن الماضي بين المسلمين وبين الصينيين فلم تكن للسلطات العليا في حكومة الصين يد في فيها، ولم تكن هي الباعثة عليها، وإنما هم الموظفون الأصاغر الذين كانوا يوقدون نارها، لأنهم كانوا يكرهون المسلمين وينفسون عليهم حب الحكومة، ولقد كانت نخوة العرب وحميتهم وتمردهم على الضيم والذل وإباؤهم المختفي في أرواح هؤلاء المسلمين أخلافهم وورثتهم، تدفع مسلمي الصين إلى مقابلة الأذاة بمثلها والمذبحة بأشد منها، فكانت المشاجرة التافهة بين الأفراد لا تلبث أن تسوق إلى المذابح المخيفة الموحشة بين الفريقين ففي سنة 1860 مثلاً قامت مذبحة كبرى في مدينة كبوتشو ذبح فيها مسلمو المدينة عن آخرهم، ولم يكن الباعث على ذلك إلا قضية شخصية بين أسرة مسلمة وبين أسرة كونفوشيوسية، فلما رأى مسلمو المدينة المجاورة لكيوتشو ما فعل الأهلون بشركائهم في الدين أغاروا على المدينة فذبحوا من سكانها الوطنيين خلائق كثيرة حتى لقد امتلأت الطرق بجثث الموتى وأشلاء الهلكى والقتلى والجرحى فكانوا يحملونها أكواماً وركاماً واختلطت الجرحى بالقتلى فقضت نحبها دون أن يحس بأمرها، وكان من هذه المذبحة أن جاءت في آثارها بمجاعة كانت أشد منها هولاً، فكان الناس يأكلون لحمان البشر ولم يكن يجسر رجل من الفريقين أن يخرج وحده ويبعد في الطريق مخافة أن ينقض عليه الجائعون فيلتهموه التهاماً، وكان أكبر حظ الرجل منهم أن يقع على جثة إنسان فيأخذها إلى مكان قصي وهناك يقطعها إرباً ثم يجففها في حرارة الشمس ويختزنها كأحسن ما يختزن من المآكل واللحوم القديدة وكانوا يعملون من عظامها المرق والحُساء، ولقد اشتدت هذه المجاعة المخيفة حتى صاروا يبيعون اللحوم الآدمية جهرة في الأسواق.
وكذلك مضى نصف القرن الأخير على هذه الحال من الثورة والمذابح والشحناء حتى فني من المسلمون وباد خلق كثيرون يعدون بالملايين، ثم عادوا آخر الأمر إلى العيش في ظل السكينة والطاعة والسلم، كما يجب على الأقلية إزاء سواد الأهلين.