ما هاج حسان رسوم المقام
المظهر
ما هَاجَ حسّانَ رُسومُ المَقامْ
ما هَاجَ حسّانَ رُسومُ المَقامْ،
ومظعنُ الحيّ، ومبنى الخيامْ
والنُّؤيُ، قدْ هَدّمَ أعْضَادَهُ
تَقادُمُ العَهدِ، بوَادٍ تهامْ
قدْ أدْرَكَ الوَاشونَ ما حَاوَلوا،
فالحبلُ من شعثاءَ رثُّ الرمامْ
جِنّيّةٌ أرّقَني طَيْفُهَا،
تذْهَبُ صُبْحاً وَتُرَى في المنامْ
هَلْ هِيَ إلاّ ظَبْيَةٌ مُطفِلٌ،
مألفها السدرُ بنعفيْ برامْ
تُزْجي غَزَالاً، فاتِراً طَرْفُهُ،
مقاربَ الخطوِ، ضعيفَ البغامْ
كأنّ فاها ثغبٌ باردٌ
في رصفٍ، تحتَ ظلالِ الغمامْ
شُجّتْ بِصَهْبَاءَ، لهَا سَوْرَةٌ،
منْ بيتِ رأسٍ عتقتْ في الخيامْ
عَتّقَها الحانوتُ دَهْراً، فَقَدْ
مرّ عليها فرطُ عامٍ، فعامْ
نشربُها صِرْفاً وممزوجةً،
ثم نُغَنّي في بُيوتِ الرَّخامْ
تَدِبُّ في الجسمِ دَبِيباً، كما
دَبَّ دَبًى، وَسطَ رقَاقٍ هيَامْ
كأساً، إذا ما الشيخُ والى بها
خَمْساً، تَرَدّى بِرِدَاءِ الغُلامْ
منْ خمْرِ بَيْسانَ تَخَيّرْتُها،
ترياقةً تورثُ فترَ العظامِ
يسعى بها أحمرُ، ذو برنسٍ،
مُختلَقُ الذِّفْرَى، شديدُ الحِزَامْ
أرْوَعُ، للدّعوَةِ مُستعجِلٌ،
لمْ يَثْنِهِ الشانُ، خفيفُ القِيامْ
دعْ ذكرها، وانمِ إلى جسرةٍ،
جلذيةٍ، ذاتِ مراحٍ عقامْ
دفقةِ المشيةِ، زيافةٍ،
تهوي خنوفاً في فضولِ الزمامْ
تحسبها مجنونةً تغتلي،
إذْ لفعَ الآلُ رؤوسَ الإكامْ
قَوْمي بَنُو النَّجّارِ، إذْ أقْبلتْ
شهْباءُ تَرْمي أهْلَها بالقَتَامْ
لا نخذلُ الجارَ ولا نسلمُال
مولى، ولا نخصمُ يومَ الخصامْ
منا الذي يحمدُ معروفهُ،
وَيَفْرُجُ اللَّزْبَةَ يوْمَ الزّحامْ