ما كنت أعهد ما بالعبد من أسف
المظهر
ما كُنتُ أَعهد ما بِالعَبدِ مِن أَسَف
ما كُنتُ أَعهد ما بِالعَبدِ مِن أَسَف
وَلا أَعي فيهِ حالا كانَ قَبل خَفي
حَتّى تَقَلَّبت في أَحصاب حَرقَتِهِ
وَصِرتُ مِمّا ألاقى عاذِرا سلفى
لا غرو اِن الصِبا يَأتي بِنَفحَتِكُم
وَكُلَّما مراغدو بِالغَرامِ هفى
وَلَم أَنَل مِن نَسيم الصُبحِ لي أَربا
يَشفى فُؤادي مِن التَسهيدِ وَالشَغف
لِما يَئِست وَلَم يَسمَح لململتي
قاضي الهَوى بِنَشيق من هَواك شَفى
خاصَمت كل نَسيم فيكَ مبتَكرا
وَعفته بِخَيال مائِس الهيف
خلوت لِلخل خلواتي وَخلت بِها
خلو صدري من اللوعات وَاللَهف
نَفيت طيب الكَرى لِلقَدِّ مُنتَظِرا
وَكَم شَكَوت بِقَلب خافِق رَجف
فَيا لَهُ مِن خَيال غَرَّني وَنَأى
وَقَد رَماني بِسَهم السَهد وَالكَلف
مَياس قَدك عِندي غَدوَة وَمسا
فَلا تَضن بِمرآه عَلى الدَنف
حر التَهاني وَوجدى وَاِحتِراق دمى
يَفيح وادي الغَضا عَمَّن سِواكَ خفى
لما بَصرت بِما لا يَبصرون بِهِ
يا سامِرى فَلا تَعجَل عَلى تلفى
وَراجِع النَفسَ اِنّي قَد ضَلَلتُ بِها
عَمّا عَداكَ فَلَم أُبرِح وَلَم أَقف
فَقالَ لي بِاِبتِسام من مُباسَمه
يا مُؤمِن القَلبَ لا تَحذَر وَلا تَخَف
ما كُنتَ اِلّا خَيالا مَعفوى لقا
لا يَستَفيدُ الشَجى مِنّي سِوى الكَلف