ما الروض جاد ثراه واكف الديم
المظهر
ما الروض جاد ثراه واكف الديم
ما الروض جاد ثراه واكف الديم
ففاح طيب شذاه العاطر النسّم
وما فرائد سلك راق جوهره
للناظرين بمنسوق ومنتظم
ابهى وأحسن في سمع وفي بصر
من حسن تشطير هذا الفاضل العلم
فكلما كرّ طرفي فيه جدد لي
شوق الظما لورود السائغ الشيم
لو التقى قلت تلك الراح قد سكرت
منها العقول ولا ساق سوى القلم
نظم ترقرق مثل الغيث منسجماً
ورب نظم فصيح غير منسجم
لله در يراع في براعته
دليل فضل شريف القدر والهمم
فمن بديع معانيه البيان حلا
سحرا ومن شعره قد جاء بالحكم
مهذب يتحلى من فضائله
جيد العلاء بعقد غير منفصم
فالذكر أسير في الافاق من مثل
والعلم اشهر من نار على علم
يا راويا فضله حدّث فلا حرج
ففضله البحر يروى فيه كل ظمي
إليه قد القت الفتوى مقالدها
وما رأت غيره الأحكام من حكم
كأنما عن فم النعمان صادرة
فتواه والحق فيها غير منكتم
بثاقب الفكر يجلو كل غامضة
كالبدر يحلو سناه داجي الظلم
يا فاضلا قد رأينا من ارومته
بلا مثيل مثال الفضل والكرم
قصثيدة البردة الغراء قد لبست
برد المحاسن منسوجا من الكلم
وكم تسامى إليها بارع فرأى
طريقها غير ما سهل ولا أمم
حتى انبرت فكرة الوهاب حائرة
أسنى المواهب والالاء والنعم
فجاء بالمدح الغر التي شرفت
بجده الخير طه سيد الأمم
لا زال بحرك يلقي كل جوهرة
غراء غالية الأثمان والقيم
يضوع من أرج الأنشاد طيب شذا
فنفحة الطيب تهدى من فم لفم