لي حبيب قد شفني وبراني
المظهر
لي حبيب قد شفَّني وبراني
لي حبيب قد شفَّني وبراني
هو دانٍ ووصلُه غير دانِ
إنما حسرتي لقلَّة حظي
من حبيب أراه نصب عياني
أنا كالسبط مات وهو يرى الما
ءَ وشيكاً بغلة الظمآنِ
أنا راضٍ بأن أموت كريماً
وأصونَ الهوى عن الإعلانِ
لم أجد في الهوى مُعيناً أميناً
فلذاك استعنتُ بالكتمانِ
وإذا ما الحبيب كان مَصوناً
صنتُ ودي له وصنتُ لساني
بي حذارٌ إذا أردتُ أُسميِّ
ه كأني أفطرتُ في رمضان
قد تجافيتُ عن هواه لإبقا
ئي عليهِ ولو درى ما جفاني
فكأني على صراطٍ من الصَّب
رِ أُرَجّي به حلولَ الجنانِ
كان ظنّي به جميلاً فصَرَّف
تُ ظنوني إلى وجوهٍ حسانِ
سوف أُخلي له فؤادي وعَينَي
يَ فعَلّي أخلو به في مكانِ
أو عسى أن أنال ما أتمنّى
فألاقي مفتاح باب الأماني
قد كتمنا الهوى مكاتمة الخو
ف عسى أن نفوز فوز البيان
فهجرناكمُ وسبحان مَن يَع
لَمُ ما تحت ذلك الهجرانِ
نار شوقٍ بلا دخانٍ تَلَظّى
هل رأيتم ناراً بغير دخانِ
كيف لا أتَّقي الهوى بتوقٍ
والهوى من محفِّزات الهوان
بيَ سكرٌ وقد تغافلتُ عنه
وطريفٌ تغافُل السكرانِ
غالطت عينيَ الرقيبَ عياناً
ومليحٌ مخالطات العيانِ
ومتى يرتجي العليلُ شفاءً
وهو يلقى الطبيبَ بالكتمانِ
ما تركتُ الشكوى لصبري ولكن
في فؤادي ما لا يؤدّي لساني
فتعطّف بخَلوةٍ تبسط الأُن
سَ ببَثِّ العتاب والأشجانِ
فعسى أن تنالني رحمةُ الوَص
لِ فأنجو من سخطة الهجرانِ