انتقل إلى المحتوى

ليل وصل معطر الإرجاء

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

ليلُ وصل معطرُ الإرجاء

​ليلُ وصل معطرُ الإرجاء​ المؤلف ابن نباتة المصري


ليلُ وصل معطرُ الإرجاء
لاحَ فيه الصباحُ قبلَ المساء
زارني من هويته باسمَ الثغ
ر فجلى غياهبَ الظلماء
التقيه ويحسبُ الهجرَ قلبي
فكأني ما نلتُ طيبَ اللقاء
ربَّ عيش طهرٍ على ذلك الس
فح غنمناهُ قبلَ يومِ التنائي
نقطعُ اليوم كالدجى في سكونٍ
ودجاهُ كاليومِ في الاضواء
فكأني بالأمن في ظل إسما
عيلَ ربِّ العلى وربِّ الوفاء
ملك أنشرَ الثنا في زمان
نسي الناس فيه ذكر الثناء
هاجرٌ حرفَ لا اذا سئل الجو
دَ كهجران واصل للراء
يسبقُ الوعدَ بالنوالِ فلا يح
وجُ قصادَهُ إلى الشفعاء
شاعَ بالكتمِ جودُ كفيه ذكراً
فهو كالمسكِ فاحَ بالاخفاء
جاد حتى كادت عفاة حماهُ
لا يذوقون لذةً للحباء
كلما ظنَّ جودهُ في انتهاء
لائمٌ عادَ جودهُ في ابتداء
عذلوهُ على النوالِفأغروا
فنداه نصبٌ على الاغراء
وحلا منّ بابه فسعت كالنَّ
ملِ فيهِ طوائفَ الشعراء
شرفٌ في تواضع واحتمالٌ
في اقتدار وهيبةٌ في حياء
رب وجناء ضامر تقطعُ البي
دَ على إثر ضامر وجناء
في قفار يخافُ في أفقها البر
قُ سرى فهو خافقُ الأحشاء
رتعت في حماك ثم استراحت
من أليمين الرحلِ والبيداء
وظلام كأن كيوان أعمى
سائلٌ فيهِ عن عصا الجوزاء
ذكر السائلون ذكركَ فيهِ
فسروا بالأفكار في الأضواء
وحروبٍ تجري السوابحُ منها
في بحار مسفوحةٍ من دماء
من ضراب تشبّ من وقعهِ النا
رُ وتطفى حرارةُ الشحناء
يئس الناس اذ تجلى فجلَّ
يت دجاها بالبأس والآراء
فأجل عني حالاً أراني منها
كلَّ يوم في غارةٍ شعواء
فكفى من وضوحِ حالي أني
في زماني هذا من الأدباء
ضاع فيه لفظي الجهير وفضلي
ضيعةَ السيفِ في يدٍ شلاّء
غيرأني على عماد المعالي
قد بنيت الرجا أتم بناء
ليت شعري من منك أولى بمثلي
يافريدَ الأجوادِ والكرماء
دمتَ سامي المقامِ هامي العطايا
قاهرَ البأس فارجَ الغماء
لمواليك ما ارتجى من بقاءٍ
ولشانيك ما اختشى من فناء