ليالي الأرق
المظهر
ليالي الأرق
هل في العصيب المدلهمْ
مصغٍ لشاكٍ لم ينمْ
سهدٌ على سهدٍ وذكرى
فوق ذكرى تزدحمْ
وحنين قلب لا يثوب
إلى خيالٍ لا يلمْ
يا من أحب وافتدي
ويلذُّ لي فيه الألمْ
لو كنتَ تسمع لاسترحت
من الشكايةِ للظلمْ
ان الكواكبَ ضقنَ بي
ذرعاً وآسيها سئِمْ
ومن العجائبِ في الليالي
والحوادث تستجمْ
شكوى الحيارى في الحياة
إلى حيارى في السدمْ!
لمنْ انتظاري في الظلام
كأنَّ بي شبه اللممْ؟
وتساؤلي في حالكٍ
لا صوت فيه ولا قدمْ؟
وعلام اصغائي لعلَّ
خطاكِ هذي عن أَممْ؟
ليلِي العشية مثل ليلِي
في غرامكِ من قدَمْ
يا طالما أدنتكِ أوهامٌ
كواذبُ كالحُلمْ
فلمحت صبحكِ في السوادِ
وخلتُ روحكِ في النسمْ
وشفيتُ. وهمي من رضاكِ
ورُبَّ ذي يأسٍ وَهَمْ
ورويتُ أذني من حديثكِ
وهو معبود النغمْ
وحرقت قلبي من سناكِ
على جمالٍ يضطرمْ
كفراشةٍ حامت عليكِ
وأيّ قلبٍ لَم يحُمْ!
لك حسنُ نوّار الخميلةِ
طُلَّ صبحاً فابتسمْ
لك نضرةُ الفجر الجميل
على الدوائبِ والقممْ
لك طلعةُ البرِ المرجَّى
بعد مستعصى السقمْ
لك كل ما أوفى على
قدر النهاية واستتمْ
فبأي قلبٍ أتقي
وبأي حصنٍ أعتصمْ؟
يا زائراً عجلانَ لَمْ
يطلِ اللقاءُ ولَمْ يقمْ
ودّعتَ ما أشبعتَ لي
روحي ولا نظري النهِمْ
ومضيتَ عن دنيا خلَتْ
وجرت بنعمى لَم تَتِمْ
لم يبقَ من أثرِ اللقاء
بها سوى عبقٍ ينمْ
وسؤالِ دمعك حين يسألني
ومَن لي بالكلمْ
لِمَ يا أليفَ خواطري
غفت العيون ونحن لَمْ؟!
وإِلامَ تدفعنا الحوادث
في عُبابٍ يلتطمْ
دَفَعتْ بمركبنا المقاديرُ
الخفيةُ والقِسمْ
خَرَجَتْ وما تدري الغَداة
بأي صخرٍ ترتَطٍمْ
بدَأتْ عَلَى ريح الرضا
والله يدري المختتمْ!