لعب العرب (الطبعة الأولى)/حرف الألف
الأرجوحة: خشبة يوضع وسطها على تل ثم يجلس غلام على أحد طرفيها، ويجلس غلام آخر على الطرف الآخر، فتترجح الخشبة بهما، ويتحركان، فيميل أحدهما بالآخر، وهي أيضاً المرجوحة (ا.هـ. من المخصص) ونحوه في اللسان، وزاد: وترجحت الأرجوحة بالغلام، أي مالت، وفي شرح القاموس: أن صاحب البارع أنكر المرجوحة.
أما الحبل الذي يعلق ويركبه الصبيان، فاسمه الرجاحة، وسيأتي في الراء وفي المخصص (جـ ١٣ ص ١٧) حمص الغلام حمصاً: ترجح على الأرجوحة من غير أن يرجحه أحد. ا.هـ. ومثله في اللسان. ويظهر منه أن الأرجوحة تطلق أيضاً على الحبل الذي يترجح عليه.
وفي القاموس، الدوداة: الأرجوحة، ودود: لعب بها ا.ه. وفي شرحه، وقيل هي صوت الأرجوحة، والجمع: دوادي، وفي اللسان الأصمعي: الدوادي: آثار أراجيح الصبيان، واحدتها: دوداة. قال:
وكتب مصححه على الحاشية مرجحاً أن مراد الشاعر هنا، الأرجوحة، على ما ورد — تفيد الأرجوحة في القاموس وشرحه وهو قول وجيه. وفي القاموس المرجوحة: الأرجوحة. وفي شرحه، الأرجوحة: خشبة تؤخذ فتوضع على تل عال ثم يجلس غلام على أحد طرفيها، وغلام آخر على الطرف الآخر فترجح الخشبة بهما ويتحركان فيميل أحدهما بصاحبه الآخر. ا.هـ.
وصرح اللسان في مادة (الل) أن الدوداة هي الزحلوقة فقال: الأل (بالضم) الاول في بعض اللغات، وليس من لفظ الأول، قال امرؤ القيس: إلى أن قال: قال المفضل في قول امرئ القيس: ألا حلوا: قال هذا معنى لعبة للصبيان فيجتمعون فيأخذون خشبة فيضعونها على قوز من رمل، ثم يجلس على أحد طرفيها جماعة وعلى الآخر جماعة، فأي الجماعتين كانت أرزن، ارتفعت الأخرى، فينادون أصحاب الطرف الآخر: «ألا حلوا» أي خففوا عن عددكم حتى نساويكم في التعديل. قال: وهذه التي تسميها العرب الدوادة. والزحلوقة قال: تسمى أرجوحة الحضر المطوحة اهـ.
وفي (ألل) في شرح القاموس. قال الصاغاني: هكذا هو بخط الأرزني في الجمهرة بالحاء المهملة المضمومة. وبخط الأزهري في التهذيب: ألا خلوا ألا خلوا، بفتح الخاء المعجمة. وقال ابن الأعرابي عن المفضل، بالخاء المعجمة. قال: ومن رواه بالحاء المهملة فقد صحف اهـ.
وذكر اللسان عن الزحلوقة أنها الزحلوفة أيضاً «بالفاء» وهي لغة أهل العالية، وتميم تقولها بالقاف، وفسرها بأنها آثار تزلج الصبيان من فوق إلى أسفل. وبالمكان الزلق من حبل الرمال يلعب عليه الصبيان. وكذلك في الصفا، ولكنه لم يتعرض في المادتين إلى أنها الدوداة، والأرجوحة، وذكر ذلك صاحب القاموس في (زحلق) حيث قال: الزحلوقة والزحلوفة والعبر والأرجوحة: لخشبة يضعها الصبيان على موضع مرتفع ويجلس على طرفها الواحد جماعة وعلى الآخر جماعة، فإذا كانت إحداهما أثقل، ارتفعت الأخرى فتهم بالسقوط فينادون بهم: ألا خلوا ألا خلوا اهـ. ويستفاد من عبارة القاموس هنا واللسان في (ألل) أن الزحلوقة بمعنى الدوداة بالقاف فقط، ولكن اللسان استشهد بالبيت الأول في مادة زلل، وقال فيه ويروى زحلوفة. وأورد البلوي في ألف باء البيتين، ولم يفسر الزحلوقة بالأرجوحة.
وفي المزهر «قال في الجمهرة: زحلوقة (بالقاف) لغة أهل الحجاز، وزحلوفة (بالفاء) لغة أهل نجد، قال الراجز يصف القبر إلخ» وأورد البيتين، وفي موضع آخر من المزهر استشهاد بالبيتين على أنه لم يأت أل بضم الهمزة بمعنى الأول إلا في بيت واحد وما ذكره غير ابن دريد، وصرح هناك أيضًا بأن الشاعر يصف بهما قبراً وأنه امرؤ القيس.
وفي محاضرات الراغب «جـ ٢ ص ٢١٧» للمأموني في وصف الأرجوحة.
ا.هـ. والآتي: الجدول. تؤتيه إلى أرضك أو السيل الغريب، ولعله المراد هنا. ويفهم من هذا الوصف أن الأرجوحة تطلق على التي تعلق بالحبال.
وفي مادة رجح من المصباح «الأرجوحة: أفعولة بضم الهمزة، مثال: يلعب عليه الصبيان، وهو أن يوضع وسط خشبة على تل ويقعد غلامان على طرفيها، والجمع أراجيح، والمرجوحة بفتح الميم لغة فيها ومنعها في البارع.» ا.هـ.
وفي تصحيح التصحيف وتحرير التحريف للصفدي نقلًا عن تقديم اللسان لابن الجوزي: «العامة تقول: مرجوحة والصواب أرجوحة.» ا.هـ. وفي مسائل ابن السيد صفحة ٢٥٥ «إن الشيئين إذا كان أحدهما مفتقراً إلى الثاني يشملهما حكم واحد، فإن العرب قد تعيد الضمير على أحدهما ثقة بمعرفة المخاطب بأن صاحبه قد دخل في حكمه، قال الله تعالى: ﴿فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى﴾. وقال الراجز:
وقال سلمى بن أبي ربيعة:
واستعمله أبو الطيب المتنبي فقال:
وفي القاموس (الزحلوكة: الزحلوقة) قال في الشرح: وهي الزحاليك والزحاليق وهي المزال.
الأَسْنُ: في اللسان: الأسن — لعبة يسمونها الضبطة والمسة. ولم يذكره القاموس. وفي آخر مادة ضبط من اللسان: «ولعبة للأعراب تسمى الضبطة والمسة، وهي الطربدة» وفي هذه المادة من القاموس «والضبطة لعبة لهم».
وفي مادة (طرد) من اللسان: والطريدة لعبة الصبيان «صبيان الأعراب» يقال لها المأسة والمسة.
وقال الطرماح يصف جواري أدركن، فترفعن عن لعب الصغار والأحداث:
وفي هذه المادة من القاموس الطريدة: لعبة تسميها العامة المسة والضبطة فإذا وقعت يد اللاعب من آخر على بدنه أو رأسه أو كتفه فهي المسة، وإذا وقعت على الرجل فهي الأسن. اهـ.
وفي مادة (مسس) من اللسان أبو عمرو: الأسن لعبة لهم يسمونها المسة والضبطة غيره والطريدة لعبة تسميها العامة المسة والضبطة فإذا وقعت يد اللاعب من الرجل على بدنه أو رأسه أو كتفه فهي المسة وإذا وقعت على رجله فهي الأسن. اهـ
ولم يذكر القاموس عنها شيئاً في هذه المادة. وأما الماسة فلم نجد لها ذكراً في مظانها من اللسان وربما كانت اسم فاعل من المسي، وهمز الألف تحريف من الناسخ.
وفي المخصص الطريدة: لعبة يقال لها المسة والماسة. وقد ذكرنا في (الشفلقة) أنها تسمى الأسن أيضاً.
الأُنْبُوثَةُ: في المخصص — الأنبوثة: لعبة يحفر الصبيان حفيراً، ويدفنون فيه شيئاً فمن استخرجه فقد غلب. اهـ.
وفي القاموس: الأنبوثة لعبة يدفنون شيئاً في حفر فمن استخرجه فقد غلب. اهـ
وفي اللسان: الأنبوثة — لعبة يلعب بها الصبيان يحفرون حفيراً ويدفنون فيه شيئاً فمن استخرجه فقد غلب اهـ
أرْبَعَة عَشَرْ: لعبة ذكرها ابن حجر الهيثمي في الزواجر فقال في آخر كلامه على الشطرنج: «ويلحق باللعب بالنرد، اللعب بالأربعة عشر وبالصدر والسلفة والثواقيل والكعاب والرباريب والذرافات» إلى أن قال: «قال الأذرعي: وبعض ما ذكره لا أعرفه» اهـ.
وفي المهذب لأبي إسحق الشيرازي في كلامه على النرد ما نصه: «ويحرم اللعب بالأربعة عشر لأن المعول فيها على ما يخرجه الكعبان فحرم كالنرد.» اهـ. وغاية ما يفهم من عبارته أنها لعبة تلعب بكعبين أي فصين يلقيهما اللاعب فيلعب على ما يخرجانه من الأعداد.
وفي كتاب النظم المستعذب في شرح غريب المهذب لابن بطال الركبي: «الأربعة عشر هي قطعة من خشب يحفر فيها ثلاثة أسطر فيجعل في تلك الحفر حصى صغار يلعبون بها. ذكره في البيان. ويحرم اللعب بها، والأربعة عشر هي اللعبة التي تسميها العامة شارده، وهو أربعة عشر بالفارسية؛ لأن شار معناها أربعة وده معناها عشرة، بلغتهم، وهو حفيرات تجعل في لوح سطراً في أحد جانبيه وسطراً في الجانب الآخر، وتجعل في الحفر حصى صغار يلعبون بها، وقال في الشامل: ثلاثة أسطر.» اهـ.
وفي الزواجر لابن حجر الهيثمي أنها (الحزة)، وستأتي في الحاء.
أَبِيضِي حَبَالًا: في القاموس: (ولهم لعبة يقولون أبيضي حبالا، وأسيدي حبالا).
- ↑ روي في شرح القاموس من عيان وهما تصحيف. والصواب عياف وهي لعبة أخرى ستأتي، وقد ذكرها صاحب اللسان في مادة (عيف) واستشهد عليها بهذا البيت.