انتقل إلى المحتوى

لذة العيش في مدام وخد

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

لذة العيش في مدامٍ وخد

​لذة العيش في مدامٍ وخد​ المؤلف إبراهيم عبد القادر المازني


لذة العيش في مدامٍ وخد
يا صديقي فعد لماضي العهد
لست إبليس يا صديقي ولا بعض
شياطينه فتنكر قصدي
لكن الحسن روضة وسبيلي
شم وردٍ بها وتقبيل ورد
وقديماً كانت سبيلك هذي
فمتى حلت أو تغيرت بعدي
قد وجدت الخلو صحراء قفرا
ووجدت الغرام جنات خلد
هينٌ جنب ما تفوز به النفس
من السعد سورةٌ للوجد
لا تلمني أني أنقل قلبي
نسياً عهد غير ذاكر عهدي
إن خيراً من التصنع في القر
ب بعادٌ على جفاء وصد
ضمنا الود فاتصلنا وعدنا
مثل ضدين يدنوان لرد
لم يدع بيننا الجفاء ولا البعد
سوى زورة على غير ود
ضعف القلب عن هواه وما القلب
على كل ذي جمال بجلد
سنة اللَه لا تجيز وقوفاً
يا أخي أو تمهلاً عند حد
يكمل البدر ليلة وتراه
بعدها ناقصاً لطلعة سعد
لا لعاً للذي كبابي في الحب
وأهلاً بحبي المستجد
قد تصابيت فاعذروا أو فلوموا
ليس شيءٌ على الغرام بمجد
وتداويت من غرام ملولٍ
بهوى مسعدس على العيش نجد
مسكري إن شربت منه بلحظي
بشهي من خمر خديه صرد
إن أخس القديم حظى فهذا
مجزلٌ قسمتي ومورٍ زندي
وحديثي نفسي بأن سوف ينسيني
شقائي بما يواتي ويسدي
لا تسدق مقالتي يا صديقي
واغتفر كذبة على غير عمد
أنا من مصر في فلاة وإن كا
نت رياضاً أعالج العيش وحدي
لابساً ثوب وحشة لا أرى الأخ
لاق يبلى من خلقها المسود
دائم الصمت مفرد الرأي والفكر
ة لا أنفي الهموم بحد
مقبلاً مدبراً كما حار في الصح
راء من ضل عن طريق الرشد
طالما أن كل يومٍ سيأتيني
بأمر خافي المعارف نكد
وسفاهاً أرى فراري مما
هو حتمٌ ما إن له من مرد
تلك حالي على الحقيقة لاما
أتسلى به من الزور جهدي
عبثٌ كلها الحياة وزور
ومحال وباطل ليس يجدي