انتقل إلى المحتوى

لا تأمنن غدر الزمان العادي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

لا تأمنن غدر الزَّمان العادي

​لا تأمنن غدر الزَّمان العادي​ المؤلف إبراهيم أطيمش


لا تأمنن غدر الزَّمان العادي
من بعد نازلةٍ بخير عماد
هيهات أن يصفو الزمان وخلقه
سقم الكرام وصحة الأوغاد
وإذا صفا لذوي المكارم صبحه
أمسى فرنق صفوه لنكاد
عادي الكرام من الأنام كأنه
والحتف قد كانا على ميعاد
شلت يد الدهر الخؤون فإنها
ذهبت من العلياء بالأمجاد
بمحمد أودى الردى فكأنما
أودى الوجود بمقلة الإيجاد
وانجاب عن أفق الهداية بدرها ال
موفي السنا فخبا ضياء النادي
لا الروض والماء المعين خلافه
عذباً إلى الرواد والوراد
كلا ولا عين الهدى من بعده
عن سهدها اكتحلت بميل رقاد
أسفاً على علم الإمامة والتقى
يسري الذبول لقده المياد
نفذت سهام الدهر فيه وليتها
من قبل معطفه أحس فؤادي
يا ناعي الشرع الشريف ومعدن الد
دين الحنيف ومقصد الوقاد
أوحشت ربع العلم حتى لم يكن
من رائح فيه ولا من غاد
ونعيت للأفق الرفيع كواكب الش
شرف المنيع وكل بدر هادي
وقرت سمع المكرمات بنعي من
أضحى لبيت المجد خير سناد
يا من به إبل الرجاء تناقلت
في هذهب الأوهام والأنجاد
أربع على ضلع فقد ذهب الردى
من آمريه ببغية المرتاد
من بعده لولا الندى لبقي الرجا
كرماً وينقع من غليل الصاد
فهو الذي كانت مواهب فضله
للناس كلأطوق في الأجياد
لمعت بأفق الفضل غر صفاته
شهباً لها الجوزا من الحساد
فيه تزينت المنابر واغتدت
من قبله مخضرة الأعواد
وتدفقاً من علمه ونواله
بحران للطلاب والوفاد
ما انفك ما بين البرية مفرداً
سام على الأشباه والأنداد
يحكي النسيم بخلقه لكنه
بالحلم كالجبل المنيف العادي
قد ساد بالتقوى العباد وإنه
زين العباد وزينة العباد
إن كان جيد الدهر أضحى عاطلاً
حلاه من كفيه بالأرقاد
أودى من العليا فما سلك الورى
من بعد غيبته سبيل رشاد
ومضى نقي العرض غير مدنس
حسن الخلائق طيب الأبراد
يا بدر أوج العلم عن أفق العلى
كيف انتقلت لدارة الألحاد
ورمت سنا علياك وهو مشعشع
كف المنايا السود بالإخماد
فعليك يا زاكي النقيبة لم أزل
دون الورى أرقاً حليف سهاد
أنى وددت بأن يكون على الثرى
من دون شخصك مضجعي ومهادي
صاب شربت به المنية قد غدا
مستعذب الإصدار والإبراد
يا منقذ الأحكام بعدك لم يكن
في الناس للأحكام من نقاد
ما خص فادحك الغري وإنما
سارت نوادبه بكل بلاد
أبكي إلى المحراب بعدك يكتسي
من بعد زهرته ثياب حداد
يا ميتاً أحيى تقاه وعلمه
علم الأثمة في تقي السجاد