انتقل إلى المحتوى

لئن منعوك سلك المنام

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

لئن منعوكَ سلكَ المنام

​لئن منعوكَ سلكَ المنام​ المؤلف مصطفى صادق الرافعي


لئن منعوكَ سلكَ المنام
ما انفكَ ما بيننا ينقلُ
أراها وقد جعلتْ تمطلُ
ذكاءٌ تضيءُ ولا تنزلُ
يضنُّ الجمالُ بأربابهِ
وأهلُ الجمالِ بهِ أبخلُ
وسيانَ في الطيرِ عصفورةٌ
إذا انفلتتْ منكَ والبلبلُ
فيا من جعلتُ لهُ خاتماً
متى تلبسُ الخاتمُ الأنملُ
تدوسينَ فوقَ الثرى مهجتي
وطيفكِ في أعيني يرفلُ
فمنكِ إليَّ ومني إليكِ
كلانا لصاحبهِ يحملُ
وذو الشوقِ يسعى على عينهِ
إذا قعدتْ بالهوى الأرجلُ
سلي الصبحَ كيفَ أراقَ الكرى
وعيني ما أوشكتْ تثملُ
رمى الفجرَ فانفجرتْ عينهُ
دماً فأتى بالندى يغسلُ
وأضرمَ من شمسهِ شعلةً
فجفَّ على حرِّها المقتلُ
كذاكَ أرى الناسَ في غدرهم
تساوى الأواخرُ والأولُ
أصالحُ قل لي متى نلتقي
فبعضيَ عن بعضهِ يسألُ
أراكَ تؤيّدني في البيانِ
كما اتحدَّ الفلبُ والمِقْوَلُ
ولولا الفؤادُ وميزاتهُ
لمالَ اللسانُ فلا يعدلُ
ألا أنذرَ الفئةَ الحاسدين
سيوفاً منا ضربتْ تفصلُ
وقل للعصافيرِ لا تبرحي
ولا تمرحي قد هوى الأجدلُ
عجبتُ لهمْ وعجيبٌ إذا
عجبتُ لمن لم يكنْ يعقلُ
وما يستوي الجفنُ فيه الغبار
وإن أشبهَ الكحلَ والأكحلُ
هم نخلوني فماذا رأوا
اَأَمسكَ نورَ الضُّحى المنخلُ
وثارَ الغبارُ فيا أفقُ هلْ
جلا لكَ مرآتكَ الصيقلُ
وأقبلَ فار فما للجبال
لم يلقَ عاليها الأسفلُ
وكيفَ يخيفُ الهلالَ الدجى
ويرهبُ عنترةَ المنصلُ
رأوا ليَ في حكمتي ثانية
كما ينظرُ الواحدَ الأحولُ