لئن كنت في حفظي لما أنا مودع
المظهر
لئن كنتُ في حفظي لما أنا مودعٌ
لئن كنتُ في حفظي لما أنا مودعٌ
من الخيرِ والشر انتحيتُ على عرضِي
فما عِبتني إلا بما ليس عائبي
وكم جاهلٍ يُزرَى على خُلُقٍ محضِ
وما الحقدُ إلا توأم الشكر في الفتى
وبعضُ السجايا ينتسبنَ إلى بعض
فحيثُ ترى حقداً على ذي إساءةٍ
فثمَّ ترى شُكراً على حَسنِ القرض
إذا الأرض أدّتْ ريع ما أنت زارع
من البذر فيها فهي ناهيك من أرض
ولا عيبَ أن تُجزَى القروضُ بمثلها
بل العيبُ أن تدّان ديناً فلا تَقْضي
وخيرُ سجيّات الرجالِ سجيّةٌ
توفّيك ما تُسدي من القرض بالقرض
ولولا الحقودُ المستكناتُ لم يكن
لينقضَ وترا آخر الدهر ذو نقض
أميّزُ أخلاق الكرام فأصطفي
كرائمها والزبد يُنْزع بالمخضِ
وأتركُ أخلاقَ اللئام لأهلها
وأرفضها مذمومةً أيما رفض
وأُبقي على عِرضي من الطَّيخ إنه
إذا طيخت الأعراض لم تَنقَ بالرحض
وإني لبرٌّ بالأقارب واصلٌ
على حسدٍ في جُلِّهم وعلى بُغض
ولم أقطع الأدنى مخافةَ شينه
ومني سَمارا كان أو غيره رُضّي
وإني لذو حلمٍ وجهلٍ وراءه
فمن كان مُختلا رضيتُ له حمضي
ولولا عُرام في الفتى فُلَّ حدُّه
ولولا ذُباحٌ في المهند لم يَمض
أسوغُ لخلاَّني مساغَ شرابِهِمْ
ويلقاني الأعداءُ كالحنظل الغضِّ
ولولا إباءٌ في الفتى ومرارةٌ
لأغضي على أشياء يقذى بها المغضي
وما بي من وَهْن فأرضى بمُسخطٍ
ولا البغيُ من شأني فأسخط ما يُرضي
وفيّ أناةٌ لا تُفاتُ بفرضةٍ
لها سيرةٌ موضوعةٌ وهْي كالرَّكض
ويُمكنني عِرضُ الرميّ فأرْعوي
وأُبقي ولو أمكنْتُهُ لرمى عرضي
أكفُّ يدي حِلما وفضلَ تكرُّمٍ
وإني لرحب الذرع بالبسط والعضِّ
وإني لليثٌ في الحروبِ مظفرٌ
معارُ أداةَ الهصر بالظفر والعضّ
إذا ما هززتُ الرمح يوم كريهةٍ
لجمعٍ فذاك الجمع أولُ منفضّ
تضاءلُ في عيني الجموعُ لدى الوغى
وإن هي جاءت بالقضيض وبالقضِّ
وما ضرّ بي الأقران عند لقائهم
بذبٍّ ولا طعني هنالك بالوخض
وما نجمُ رأيي في الخطوبِ بآفلٍ
ولا حينَ تنقضُّ النجومُ بمنقضّ
إذا الخُطةُ الدهياءُ أكمنَ غيبُها
كمينا مخوفَ الشِّر فارضَ له نفضي
وتُطلعني الأسرار في مستكنِّها
على حركاتِ الحبضِ منهن والنَّبض
بظنِّ كرأي العين لا متقسَّمٍ
ولا حين ترفضُّ الظنونُ بمرفض
تفضُّ خواتيمَ السرائر لمحتي
وخاتمُ أسراري بعيدٌ من الفض
وإني لصبّارٌ على الحق يعتري
ولو كان في صبري له مابرى نحضي
عليمٌ بأن المجد يهزلُ أهله
وأن ليس عن طول الجُسومِ ولا العرض
تواكَلَ عُدّالي ملامَة ماجدٍ
يرى عذل العُدَّالِ في الجودِ كالحض
إذا ضاقت الأخلاقُ أفضتْ خلائقي
إلى سعةٍ مثلي إلى مثلها يُفضي
وإني لرحّال المطيِّ على الونى
قليلُ مبالاةٍ بإنضاء ما أُنضي
أبيعُ بمكروه السُّرى لذة الكرى
إذا رويت عين الدّثورُ من الغُمضِ
وما ذاك أنّي بالرفاهة جاهلٌ
ولكن رأيتُ الخفضَ يُلصقُ بالخفضِ
أشدُّ لنيل المجدِ رحلي مُشمِّراً
وهل بعده شيءٌ أشدُّ له غرضِي
ولو شئتُ رويْتُ الجفون من الكرى
وألجأتُ أعطافي إلى جسدٍ بض
وإني لِنضْو المكرماتِ ونِقضُها
على أنني لا أشتكي سأم النَّقض
ولي همةٌ تطوي إلى الريّ ظَمْأها
عيوفٌ لطَرْقِ الماء والثَّمدِ البرض
إذا ناهضَ العلياءَ قومٌ فقصَّروا
فإني حريٌّ أن يتم لها نهضي
أمُدُّ إلى الطُّولى يداً ذاتَ بسطة
وعين كريم لا يُقال لها غُضِّي