كتاب المواقف/موقف وأحل المنطقة
أوقفني وقال لي إذا رأيتني كان فقرك في إجابة المسئلة.
وقال لي إذا رأيتني فلا تسألني في الرؤية ولا في الغيبة لأنك إن سألتني في الرؤية اتخذتها إلهاً من دوني، وإن سألتني في الغيبة كنت كمن لم يعرفني، ولا بد لك أن تسألني وأغضب إن لم تسألني فسلني إذا قلت لك سلني.
وقال لي إذا رأيتني فانظر إلي أكن بينك وبين الأشياء، وإذا لم ترني فنادي لا لأظهر ولا لتراني لكن لأني أحب نداء أحبائي لي.
وقال لي إذا رأيتني أغنيتك الغنى الذي لا ضد له.
وقال لي إن تبعك السوى وإلا تبعته.
وقال لي ذكرى رؤيتي جفاء فكيف رؤية سواي أم كيف ذكرى مع رؤية سواي.
وقال لي أفل الليل وطلع وجه السحر وقام الفجر على الساق، فاستيقظي أيتها النائمة إلى ظهورك وقفي في مصلاك، فإنني أخرج من المحراب فليكن وجهك أول ما ألقاه فقد خرجت إلى الأرض مراراً وعبرت إلا في هذه المرة، فإني أقمت في بيتي وأريد أن أرجع إلى السماء فظهوري إلى الأرض هو جوازي عليها وخروجي منها وهو آخر عهدها بي، ثم لا تراني ولا ما فيها أبد الآبدين، وإذا خرجت منها إن لم أمسكها لم تقم، وأحل المنطقة فينتثر كل شيء وأنزع درعي ولأمتي فتسقط الحرب وأكشف البرقع ولا ألبسه وأدعو أصحابي القدماء كما وعدتهم فيصيرون إلي وينعمون ويتنعمون ويرون النهار سرمداً ذلك يومي ويومي لا ينقضي.
وقال لي آليت لا يجدني طالب إلا في الصلوة وأنا مليل الليل ومنهر النهار.