انتقل إلى المحتوى

كتاب المواقف/موقف الوقفة

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
​كتاب المواقف​ المؤلف النفري
موقف الوقفة



موقف الوقفة


أوقفني في الوقفة وقال لي إن لم تظفر بي أليس يظفر بك سواي.

وقال لي من وقف بي ألبسته الزينة، فلم ير لشيء زينة.

وقال لي تطهر للوقفة وإلا نفضتك.

وقال لي إن بقي عليك جاذب من السوى لم تقف.

وقال لي في الوقفة ترى السوى بمبلغ السوى فإذا رأيته خرجت عنه.

وقال لي الوقفة ينبوع العلم فمن وقف كان علمه تلقاء نفسه، ومن لم يقف كان علمه عند غيره.

وقال لي الوقف ينطق يصمت على حكم واحد.

وقال لي الوقفة نورية تعرف القيم وتطمس الخواطر.

وقال لي الوقفة وراء الليل والنهار ووراء ما فيهما من الأقدار.

وقال لي الوقفة نار السوى فأن أحرقته بها وإلا أحرقتك به.

وقال لي دخل الواقف كل بيت فما وسعه، وشرب من كل مشرب فما روي، فأفضى إلي وأنا قراره وعندي موقفه.

وقال لي إذا عرفت الوقفة لم تقبلك المعرفة، ولم يتألف بك الحدثان.

وقال لي من فوض إلي في علوم الوقفة فإلى ظهره أستند، وعلى عصاه أعتمد.

وقال لي إن دعوتني في الوقفة خرجت من الوقفة، وان وقفت في الوقفة خرجت من الوقفة.

وقال لي ليس في الوقفة ثبت ولا محو ولا قول ولا فعل ولا علم ولا وجهل.

وقال لي الوقفةمن الصمدية فمن كان بها ظاهره باطنه وباطنه ظاهره.

وقال لي لا ديمومية إلا لواقف، ولا وقفة إلا لدائم.

وقال لي للوقفة مطلع على كل علم وليس عليها مطلع لعلم.

وقال لي من لم يقف بي أوقفه كل شيء دوني.

وقال لي الواقف يرى الأواخر فلا تحكم عليه الأوائل.

وقال لي الوقفة تعتق من رق الدنيا والآخرة.

وقال لي الصلوة تفتخر بالواقف كما يفتخر بها السائر.

وقال لي ما عرفني شيء، فأن كاد أن يعرفني فالواقف.

وقال لي كاد الواقف يفارق حكم البشرية.

وقال لي سقط قدر كل شيء في الوقفة فما هو منها ولا هي منه.

وقال لي في الوقفة عزاء مما وقفت عنه وأنس مما فارقته.

وقال لي الوقفة باب الرؤية، فمن كان بها رآني ومن رآني بها وقف، ومن لم يرني لم يقف.

وقال لي الواقف يأكل النعيم ولا يأكله، ولا يشرب الابتلاء ولا يشربه.

وقال لي مزجت حس الواقف بجبروت عصمتي، فنبأ عن كل شيء، فما يلائمه شيء.

وقال لي لو كان قلب الواقف في السوى ما وقف، ولو كان السوى فيه ما ثبت.

وقال لي الواقف علم كله حكم كله ولن بجمعها معاً إلا الواقف.

وقال لي الواقف لا يصلح على العلماء ولا تصلح العلماء عليه.

وقال لي الواقف يبعد بقرب العالمين، ويحتجب بعلوم العالمين.

وقال لي إن وقفت بي فالسوى حرمي فلا تخرج إليه فتنحل مني.

وقال لي الواقف هو المؤتمن والمؤتمن هو المختزن.

وقال لي قف بي ولا تلقني بالوقفة، فلو أبديت لك ثنائي علي وعلمي الذي لا ينبغي إلا لي عادت الكونية إلى الأولية، ورجعت الأولية إلى الديمومية، فلا علمها فارقها ولا معلومها غاب عن عملها، ورأيتني فرأيت الحق لا فيه وقوف فتعرفه، ولا سير فتعبره.

وقال لي الواقف يرى العلم كيف يضيع المعلوم، فلا ينقسم بموجود، ولا ينعطف بمشهود.

وقال لي من لم يقف رأى المعلوم ولم ير العلم، فاحتجب باليقظة كما يحتجب بالغفلة.

وقال لي الواقف لا يروقه الحسن، ولا يروعه الروع، وأنا حسبه والوقفة حده.

وقال لي إن تواريت عنه في المشهود شاهد شكي ضر فقدي لا ضر الشاهد.

وقال لي حار كل شيء في الواقف، وحار الواقف في الصمود.


وقال لي الوقفة روح المعرفة والمعرفة روح العلم والعلم روح الحيوة.

وقال لي كل واقف عارف، وما كل عارف واقف.

وقال لي الواقفون أهلي، والعارفون أهل معرفتي.

وقال لي أهلي الأمراء، وأهل المعارف الوزراء.

وقال لي للوقفة علم ما هو الوقفة، وللمعرفة علم ما هو المعرفة.

وقال لي يموت جسم الواقف ولا يموت قلبه.

وقال لي دخل المدعي كل شيء فخرج عنه بالدعوى وأخبر عنه بالدخول إلا الوقفة، فما دخلها ولا أخبر عنها ولا يخبر عنها.

وقال لي إن كنت في الوقفة على عمد فأحذر مكري من ذلك العمد.

وقال لي الوقفة تنفى ما سواها كما ينفي العلم الجهل.

وقال لي أطلب كل شيء عند الواقف تجده، وأطلب الواقف عند كل شيء لا تجده.

وقال لي ترتب الصبر على كل شيء إلا على الوقفة، فأنها ترتبت عليه.

وقال لي إذا نزل البلاء تخطى الواقف، ونزل على معرفة العارف وعلم العالم.

وقال لي يخرج الواقف بالإئتلاف كما يخرج بالاختلاف.

وقال لي الوقفة يدي الطامسة ما أتت على شيء إلا طمسته، ولا أرادها شيء إلا أحرقته.

وقال لي من علم علم شيء كان علمه إيذاناً بالتعرض له.

وقال لي الوقفة جواري وأنا غير الجوار.

وقال لي لا يقدر العارف قدر الواقف.

وقال لي الوقفة عمود المعرفة والمعرفة عمود العلم.

وقال لي الوقفة لا تتعلق بسبب ولا يتعلق بها سبب.

وقال لي لو صلح لي شيء صلحت الوقفة، ولو أخبر عني شيء أخبرت الوقفة.

وقال لي معرفة لا وقفة فيها مرجوعها إلى الجهل.

وقال لي الوقفة ريحي التي من حملته بلغ إلي، ومن لم تحمله بلغ إليه.

وقال لي إنما أقول قف يا واقف أعرف يا عارف.

وقال لي العلم لا يهدي إلى المعرفة والمعرفة لا تهدي إلى الوقفة والوقفة لا تهدي إلي.

وقال لي العالم في الرق والعارف مكاتب والواقف حر.

وقال لي الواقف فرد والعارف مزدوج.

وقال لي العارف يعرف ويعرف الواقف يعرف ولا يعرف.

وقال لي الواقف يرث العلم والعمل والمعرفة ولا يرثه إلا الله.

وقال لي أحترق العلم في المعرفة وأحترقت المعرفة في الوقفة.

وقال لي كل أحد له عدة إلا الواقف وكل ذي عدة مهزوم.

وقال لي الوقفة تعين سرمدي لا ظن فيه.

وقال لي العارف يشك في الواقف والواقف لا يشك في العارف.

وقال لي ليس في الوقفة واقف وإلا فلا وقفة، وليس في المعرفة عارف وإلا فلا معرفة.

وقال لي ما بلغت المعرفة من لا يقف، ولا نفع علم من لم يعرف.

وقال لي العالم يرى علمه ولا يرى المعرفة، والعارف يرى المعرفة ولا يراني، والواقف يراني ولا يرى سواي.

وقال لي الوقفة علمي الذي يجير ولا يجار عليه.

وقال لي الوقفة ميثاقي على كل عارف عرفه أو جهله، فأن عرفه خرج من المعرفة إلى الوقفة، وان لم يعرفه امتزجت معرفته بحده.

وقال لي الوقفة نوري الذي لا يجاوزه الظلم.

وقال لي الوقفة صمود والصمود ديمومة والديمومة لا يقوم لها الحدثان.

وقال لي لا يرى الحقيقة إلا الواقف.

وقال لي الوقفة وراء البعد والقرب، والمعرفة في القرب، والقرب من وراء، والعلم في البعد هو حده.

وقال لي العارف يرى مبلغ علمه والواقف من وراء كل مبلغ.

وقال لي الواقف ينفي المعارف كما ينفي الخواطر.

وقال لي لو أنفصل عن الحد شيء أنفصل الواقف.

وقال لي العلم لا يحمل المعرفة أو تبدو عليه، والمعرفة لا تحمل الوقفة أو تبدو عليها.

وقال لي العالم يخبر عن العلم، والعارف يخبر عن المعرفة، والوافق يخبر عني.

وقال لي العالم يخبر عن الأمر والنهي وفيهما علمه، والعارف يخبر عن حقي وفيه معرفته، والواقف يخبر عني وفي وقفته.

وقال لي أنا أقرب إلى كل شيء من نفسه والواقف أقرب إلي من كل شيء.

وقال لي إن خرج العالم من رؤية بعدي أحترق، وان خرج العارف من رؤية قربي أحترق، وان خرج الواقف من رؤيتي أحترق.

وقال لي الواقف يرى ما يرى العارف وما هو به، والعارف يرى ما يرى العالم وما هو به.

وقال لي العلم حجابي والمعرفة خطابي والوقفة حضرتي.

وقال لي الواقف لا يقبله الغيار ولا تزحزحه المآرب.

وقال لي حكومة الواقف صمته وحكومة العارف نطقه وحكومة العالم علمه.

وقال لي الوقفة وراء ما يقال، والمعرفة منتهى ما يقال.

وقال لي في الوقفة تعرف كل فرق.

وقال لي قلب الواقف على يدي وقلب العارف على يد المعرفة.

وقال لي العارف ذو قلب والواقف ذو رب.

وقال لي عبر الواقف صفة الكون فما يحكم عليه.

وقال لي لا يقر الواقف على شيء ولا يقر العارف على فقد شيء.

وقال لي لا يقر الواقف على الكون ولا يقر عنده كون.

وقال لي كل شيء لي والذي لي مما لي الوقفة.

وقال لي الوقفة نار الكون والمعرفة نور الكون.

وقال لي الوقفة تراني وحدي والمعرفة تراني وتراها.

وقال لي الوقفة وقفة الوقفة معرفة المعرفة علم المعرفة معرفة العلم لا معرفة ولا وقفة.

وقال لي أخباري للعارفين ووجهي للواقفين.

قالب:كتاب المواقف