كتاب المواقف/موقف الصفح الجميل
أوقفني في الصفح الجميل وقال لي لا ترجع إلى ذكر الذنب فتذنب بذكر الرجوع.
وقال لي ذكر الذنب يستجرك إلى الوجد به، والوجد به يستجرك إلى العود فيه.
وقال لي حتى لا تجمعك إلا الأقوال، وحتى متى لا تجمعك إلا الأفعال.
وقال لي إذا اجتمعت بسواى فتفرقت ما اجتمعت.
وقال لي ما كان الرسول إليك قولاً أو فعلاً فأنت في عرضة الحجاب.
وقال لي حكم الأقوال والأفعال حكم الجدال والبلبال.
وقال لي حكم الجدال والبلبال حكم المحال والزلزال.
وقال لي إن أردت أن تعرفني فانظر إلى حجاب هو صفة وانظر إلى كشف هو صفة.
وقال لي لا تقف في رؤيتي حتى تخرج من الخوف والمحروف.
وقال لي لا تجمع بين حرفين ي قول ولا عقد إلا بي، ولا تفرق بين حرفين في قول ولا عقد إلا بي، يجتمع ما جمعت ويفترق ما فرقت.
وقال لي إذا قلت للشيء كن فيكون نقلتك إلى النعيم بلا واسطة.
وقال لي أطعني لأني أنا الله لا إله إلا هو أنا أجعلك تقول للشيء كن فيكون.
وقال لي إن جمعتك الأقوال فلا قرب، وإن جمعتك الأفعال فلا حب.
وقال لي اجتمع بي تجتمع بمجتمع كل مجتمع وتستمع بمستمع كل مستمع فتحوي سواك فتخبر عنه ولا يحويك سواك فيخبر عنك.
وقال لي قرب هو صفة بعد هو صفة حجاب هو صفة كشف هو صفة.
وقال لي قف من وراء الكون، فرأيت الكون فسألت الكون فجهل الكون فسألت الجهل فجهل الجهل.
وقال لي القوة في وجد الجهل الدائم والعزم في القوة والصبر في العزم والثبات في الصبر والمعرفة في الثبات وهو مسكنها.
وقال لي انظر الشاهد الذي أنت به في الغيبة هو الشاهد الذي أنت به في الذمة.
وقال لي أكلت من يدي لم تطعك جوارحك في معصيتي.
وقال لي إنما تطيع كل جارحة من يأكل من يده.
وقال لي الشاهد الذي به تلبس هو الشاهد الذي به تنزع.
وقال لي الشاهد الذي تستقر هو الشاهد الذي فيه تستقر.
وقال لي الشاهد الذي به تعلم هو الشاهد الذي به تعمل.
وقال لي الشاهد الذي به تنام هو الشاهد الذي به تموت والشاهد الذي به تستيقظ هو الشاهد الذي تبعث به.
وقال لي لا يجري عليك في نومك إلا حكم ما نمت به، ولا يجري عليك في موتك إلا حكم ما مت به.
وقال لي رد علي كل شيء أرد عليك في كل شيء.
وقال لي اذكرني في كل شيء أذكرك في كل شيء.