كتاب المناظر/المقالة الأولى/الفصل الخامس
البصر مركب من طبقات وأغشية وأجسام مختلفة ومبدؤه ومنشؤه من مقدم الدماغ ينشق من مقدم الدماغ عصبتان جوفاوان متشابهتان يبتدئان من موضعين عن جنبتي مقدم الدماغ ويقال إن كل واحدة منهما طبقتان وأنهما ينشآن من غشائي الدماغ فينتهيان إلى الوسط من ظاهر مقدم الدماغ ثم يلتقيان فيصيران عصبة واحدة جوفاء ثم تنقسم هذه العصبة فتصير أيضاً عصبتين جوفاويين متساويتين ثم تمتد هاتان العصبتان حتى تنتهيا إلى حدبتي العظمين المقعرين المحيطين بجملتي العينين.
وفي وسطي تقعيري هذين العظمين ثقبان متساويان نافذان وضعهما من العصبة المشتركة وضع متشابه.
فتدخل العصبتان في هذين الثقبين وتخرجان إلى تقعيري العظمين فإذا وصلا إلى تقعيري العظمين انتشرا واتسعا وصار طرف كل واحد منهما كالقمع.
وكل واحدة من العينين مركبة على هذا الطرف من العصبة الذي هو كالقمع وملتحم به.
ووضع كل واحدة من العينين من العصبة المشتركة وضع متشابه.
فأولها شحمة بيضاء تملأ مقعر العظم وهي معظم العين وتسمى الملتحمة.
وفي داخل هذه الشحمة كرة مستديرة جوفاء سوداء في الأكثر وزرقاء وشهلاء في بعض الأبصار.
وجسم هذه الكرة رقيق ومع ذلك صفيق ليس بالسخيف وظاهرها ملتصق بالملتحمة وداخلها أجوف وفي باطن داخلها شبيه بالخمل والملتحمة مشتملة على هذه الكرة ما سوى مقدمها فإن الملتحمة ليس تغطي مقدم هذه الكرة بل تستدير على مقدمها.
وتسمى هذه الطبقة العنبية لأنها تشبه العنبة.
وفي وسط مقدم العنبية ثقب مستدير نافذ إلى تجويفها وهو مقابل لطرف تجويف العصبة التي العين مركبة عليها.
ويغطي هذا الثقب وجميع مقدم العنبية الذي حوله الملتحمة من خارج طبقة متينة بيضاء تسمى القرنية لأنها تشبه بالقرن الأبيض في المشف.
وفي صدر مقعر العنبية كرة صغيرة بيضاء رطبة متماسكة الرطوبة ومع ذلك ترفة وفيها شفيف ليس في الغاية بل فيها بعض الغلظ ويشبه شفيفها شفيف الجليد وتسمى الجليدية.
وسميت بهذا الاسم من أجل شبه شفيفها وهي مركبة على طرف تجويف العصبة.
وفي مقدم هذه الكرة تسطيح يسير يشبه تسطيح ظاهر العدسة فسطح مقدمها قطعة من سطح كري أعظم من السطح الكري المحيط ببقيتها.
وهذا السطح مقابل للثقب الذي في مقدم العنبية وهذه الرطوبة تنقسم بجزء ين مختلفي الشفيف أحدهما يلي مقدمها والجزء الآخر يلي مؤخرها.
والجزء المتأخر منها يشبه شفيفه شفيف الزجاج المرضوض فيسمى هذا الجزء بالرطوبة الزجاجية.
وشكل مجموع الجزءين رقيق في غاية الرقة والسخافة يسمى العنكبوتية لنه يشبه بنسج العنكبوت.
وفي صدر مقعر العنبية ثقب مستدير هو على طرف تجويف العصبة والجليدية مركبة في هذا الثقب.
واستدارة هذا الثقب وهو طرف العصبة تحيط بوسط كرة الجليدية وتلتحم العنبية بالجليدية من الدائرة المحيطة بهذا الثقب.
ويقال إن العنبية منشأها من الطبقة الداخلة من طبقتي العصبة المجوفة وأن القرنية منشأها من الطبقة الخارجة من طبقتي هذه العصبة.
ويملأ تجويف العنبية رطوبة بيضاء رقيقة صافية مشفة تسمى الرطوبة البيضية لأنها تشبه بياض البيض في رقته وبياضه وشفيفه.
وهي تمل تجويف العنبية وتماس مقدم الجليدية وتمل الثقب الذي في مقدم العنبية وتماس مقعر القرنية.
وكرة الجليدية مركبة على تجويف العصبة ويلي تجويف العصبة الرطوبة الزجاجية فتكون القرنية والرطوبة البيضية والرطوبة الجليدية والزجاجية متوالية متماسة.
وجميع هذه الطبقات مشفة والثقب الذي في مقدم العنبية مقابل لمقدم تجويف العصبة فيكون بين سطح القرنية وبين ويقال عن الروح الباصرة تنبعث من مقدم الدماغ وتملأ تجويف العصبتين الأوليين المتصلتين بالدماغ وتنتهي إلى العصبة المشتركة فتملأ تجويف هذه العصبة وتمتد في العصبتين الثانيتين الجوفاوين فتملأهما وتنتهي إلى الجليدية فتغطيها القوة الباصرة.
وبين محيط الجليدية الملتحم بالعنبية وبين الثقب الذي في مقعر العظم الذي منه تخرج العصبة مسافة مقتدرة والعصبة تمتد في هذه المسافة من نهاية الثقب إلى محيط الجليدية على انخراط واتساع وكلما بعدت عن الثقب اتسعت إلى أن تنتهي إلى محيط كرة الجليدية وتلتحم بمحيطها.
وجسم الملتحمة مشتمل على هذا الجزء المنخرط من العصبة وعلى كرة العنبية وكرة العنبية عن وسط الملتحمة إلى ما يلي ظاهر البصر وجسم الملتحمة ملتحم بكرة العنبية وبالطرف المنخرط المتسع من العصبة وحافط لوضعها.
فإذا تحركت العين تحركت بجملتها فتنحني العصبة التي العين مركبة عليها عند حركتها ويكون انحناؤها عند الثقب الذي في مقعر العظم لأن مقعر العظم يشتمل على جملة العين والعين تتحرك بجملتها في هذا التقعير.
والملتحمة ملتحمة بما في داخلها من العصبة ومن الطبقات الباقية وحافظة لأوضاعها وغير مفارقة لها.
فانحناء العصبة عند حركة العين إنما يكون من وراء جملة العين فهو عند الثقب الذي في مقعر العظم.
وكذلك إذا كانت العين ساكنة وكانت العصبة منحنية فإنما يكون انحناؤها عند الثقب الذي في مقعر العظم لأن جملة العين ليس يتغير وضع أجزائها بعضها عند بعض لا عند حركتها ولا عند سكونها. فانحناء العصبة التي العين مركبة عليها ليس يكون إلا عند الثقب الذي في مقعر العظم تحركت العين ام سكنت. والسطح الظاهر من القرنية سطح كري ومع ذلك متصل بالسطح المحيط بالملتحمة وبجملة العين وجملة العين أعظم من كرة العنبية التي هي بعضها فالسطح الظاهر من القرنية هو من سطح كري اعظم من كرة العنبية فنصف قطره اعظم من نصف قطر العنبية. والسطح الداخل من القرنية المنطبق على ثقب العنبية سطح مقعر كري موازي للسطح الظاهر منها لأن هذا الموضع متساوي السمك فمركز هذا السطح المقعر أيضاً هو مركز السطح المحدب الظاهر. وهذا السطح المقعر يقطع سطح كرة العنبية على محيط الثقب فمركزه أبعد في العمق من مركز العنبية لأن ذلك يلزم في خواص الأكر.
وأيضاً فلأن كرة العنبية ليست في وسط الملتحمة وهي متقدمة إلى ما يلي سطح ظاهر البصر وسطح ظاهر البصر من كرة اعظم من كرة العنبية يكون مركز السطح الظاهر ابعد في العمق من مركز العنبية فمركز سطح القرنية أبعد في العمق من مركز العنبية. والخط المستقيم الذي يصل بين المركزين أعني مركز سطح القرنية ومركز العنبية إذا خرج على استقامة انتهى إلى مركز الثقب الذي في مقدم العنبية وإلى وسطي سطحي القرنية المتوازيين لأن السطح المقعر من القرنية والسطح المحدب من العنبية سطحان كريان يتقاطعان وكل سطحين كريين متقاطعين فإن الخط الذي يصل بين مركزيهما يمر بمركز الدائرة ويكون عموداً على سطحها يمر بمركزي الكرتين. والسطح المقعر من القرنية مماس لسطح الرطوبة البيضية التي في داخل ثقب العنبية ومنطبق عليه فسطح الرطوبة البيضية أيضاً سطح كري مركزه مركز السطح المنطبق عليه. فالسطح الظاهر من القرنية والسطح الداخل منها وسطح الرطوبة البيضية المماس لمقعر القرنية سطوح كرية متوازية مركزها نقطة واحدة مشتركة وهي أبعد في العمق من مركز العنبية. والخط الذي يمر بمركز العنبية وبمركز القرنية وبمركز الثقب الذي في مقدم العنبية إذا امتد على استقامة فإنه يمر بوسط تجويف العصبة التي العين مركبة عليها لأن الثقب الذي في مقدم العنبية مقابل للثقب الذي في صدر العنبية الذي هو طرف تجويف العصبة. وسطح مقدم الجليدية أيضاً سطح كري وهو يقطع كرة العنبية فمركزه أبعد في العمق من مركز العنبية. والخط المستقيم الذي يصل بين مركزيهما يمر بمركز دائرة التقاطع ويكون عموداً عليها دائرة التقاطع بين سطح مقدم الجليدية وبين سطح كرة العنبية هي إما الدائرة التي تحد نهاية الالتحام بين الجليدية وبين العنبية وإما موازية لها لأن التسطيح الذي في مقدم الجليدية مقابل للثقب الذي في مقدم العنبية ووضعه منه وضع متشابه فنهاية هذا السطح وهي دائرة التقاطع بين سطحي الجليدية إما أن تكون هي دائرة الالتحام نفسها أو موازية لها. فإن كانت هذه الدائرة اعني دائرة التقاطع بين سطحي الجليدية وهي دائرة الالتحام فهذه الدائرة هي دائرة التقاطع بين سطحي مقدم الجليدية وبين العنبية. وإن كانت دائرة التقاطع بين سطحي الجليدية موازية لدائرة الالتحام فإن سطح مقدم الجليدية إذا توهم منبسطاً على ما هو عليه من كريته فإنه يقطع كرة العنبية على دائرة موازية لهذه الدائرة أعني دائرة التقاطع بين سطحي الجليدية لتشابه وضع هذه الدائرة من محيط كرة العنبية. وهذه الدائرة موازية لدائرة الالتحام. فتكون دائرة التقاطع بين سطح مقدم الجليدية وبين مركز العنبية موازية لدائرة الالتحام. فدائرة التقاطع بين سطح مقدم الجليدية وبين كرة العنبية إما هي دائرة الالتحام نفسها أو موازية لها. فإن كانت هذه الدائرة هي دائرة الالتحام نفسها فإن الخط المستقيم الذي يمر بمركز مقدم الجليدية ويمر بمركز العنبية يمر بمركز هذه الدائرة فيكون عموداً عليها لأن هذه الدائرة تكون دائرة التقاطع بين السطحين الكريين. وإن كانت هذه الدائرة موازية لدائرة الالتحام وهي موازية لدائرة التقاطع بين سطحي الجليدية فهي مع دائرة الالتحام في سطح واحد كري وهو سطح كرة العنبية وهي موازية لها وهي مع دائرة التقاطع بين سطحي الجليدية في سطح واحد كري وهو سطح مقدم الجليدية وهي موازية لها فالخط المستقيم الذي يمر بمركز كرة العنبية وبمركز سطح مقدم الجليدية ويمر بمركز دائرة التقاطع ويكون عموداً عليها هو يمر بمركز دائرة التقاطع بين سطحي الجليدية ويكون عموداً عليها لن هذه الدائرة مع دائرة التقاطع بين كرة العنبية وبين سطح مقدم الجليدية في سطح واحد كري وهو سطح مقدم الجليدية وهي موازية لها وكل دائرتين متوازيتين في سطح كرة فإن الخط الذي يمر بمركز إحديهما ويكون عموداً عليها فهو يمر بمركز الدائرة الأخرى ويكون عموداً عليها. وهذا الخط أيضاً يمر بمركز دائرة الالتحام ويكون عموداً عليها لن دائرة التقاطع بين كرة العنبية وبين سطح مقدم الجليدية في سطح واحد كري وهو سطح كرة العنبية وهي موازية لها فالخط الذي يمر بمركز كرة العنبية وبمركز السطح المتقدم من الجليدية يمر بمركز دائرة الالتحام على تصاريف الأحوال ويكون عموداً عليها كانت دائرة الالتحام نفس دائرة التقاطع بين سطح مقدم الجليدية وبين كرة العنبية أو موازية لهذه الدائرة. وأيضاً فإن سطح مقدم الجليدية وسطح بقية الجليدية سطحان كريان متقاطعان فمركز السطح المتقدم ابعد في العمق من مركز السطح المتأخر. والخط المستقيم الذي يصل بين هذين المركزين يمر بمركز دائرة التقاطع ويكون عموداً عليها قد تبين أنه يمر بمركز دائرة الالتحام ويكون عموداً عليها لأن هذه الدائرة إما هي دائرة الالتحام أو موازية لها فالخط إذن الذي يمر بمركز العنبية وبمركز مقدم الجليدية وبمركز دائرة الالتحام ويكون عموداً على هذه الدائرة يمر بمركز بقية الجليدية. وإذا كان هذا الخط يمر بمركز بقية الجليدية وبمركز دائرة الالتحام وهو قائم على سطح دائرة الالتحام على زوايا قائمة فهو يمتد في وسط تجويف العصبة التي العين مركبة عليها لن دائرة الالتحام هي طرف تجويف العصبة. وقد نبين أن الخط الذي يمر بمركز العنبية وبمركز القرنية وبمركز الثقب الذي في مقدم العنبية يمتد في وسط تجويف العصبة فهذا الخط إذن الذي يمر بمركزي سطحي الجليدية وبمركز كرة العنبية هو الخط الذي يمر بمركز القرنية وبمركز العنبية وبمركزي سطحي الجليدية وبمركز الثقب الذي في مقدم العنبية وبمركز دائرة الالتحام ويمر بأوساط جميع الطبقات المقابلة لثقب العنبية وهو عمود على سطوح جميع الطبقات المقابلة لثقب العنبية وعمود على سطح ثقب العنبية وعمود على سطح دائرة الالتحام ويمتد في وسط تجويف العصبة التي العين مركبة عليها. وإذ قد تبين أن مركز القرنية ومركز سطح مقدم الجليدية هما جميعاً على هذا الخط وهما جميعاً أبعد في العمق من مركز العنبية فالأشبه أن يكون مركز سطح مقدم الجليدية وهو مركز القرنية لتكون مراكز جميع السطوح المقابلة لثقب العنبية نقطة واحدة مشتركة فتكون جميع الخطوط الخارجة من المركز إلى سطح البصر أعمدة على جميع السطوح المقابلة للثقب ومع ذلك فإنه يتبين من بعد بالدليل عند كلامنا في كيفية الإبصار أن مركز سطح القرنية ومركز السطح المتقدم من الجليدية هو نقطة واحدة مشتركة.
طبقات البصر المقابلة لثقب العنبية سطوح كرية مركزها نقطة واحدة مشتركة. وأيضاً فلأن هذا المركز هو مركز السطح الظاهر من البصر المتصل بالسطح المشتمل على جملة العين فهو في داخل جملة العين فمركز سطوح طبقات البصر المقابلة لثقب العنبية هو في داخل جملة العين. فإذا تحركت العين فليس تتغير النقطة من العين التي هي مركز سطوح طبقات البصر ولا يتغير وضعها من هذه السطوح بل تكون حافظة لوضعها لأن العين إذا تحركت إنما تتحرك بجملتها وأوضاع أجزاء جملتها بعضها عند بعض ليس تتغير عند الحركة. وهذا المركز هو في داخلها فوضعه لا يتغير عند جملتها.
وكذلك وضع طبقات البصر عند جملة العين ليس يتغير عند حركة البصر. فوضع هذا المركز عند سطوح طبقات البصر ليس يتغير عند حركة البصر ولا عند سكونه. وقد تبين أن انحناء العصبة عند حركة البصر وعند سكونه إنما يكون عند الثقب الذي في مقعر العظم لأنه إنما يكون من وراء جملة العين فانحناء العصبة إذن عند حركة البصر وعند سكونه ليس يكون إلا من وراء مركز البصر. وأيضاً فإن جملة العين ليس يتغير وضع أجزائها بعضها عند بعض لا في حال حركتها ولا في حال سكونها فأوضاع مراكز طبقات البصر عند جملة العين ليس تتغير عند حركة البصر ولا عند سكونه. فالخط المستقيم الذي يمر بالمراكز ليس يتغير وضعه عند جملة العين ولا عند أجزائها لا في حال حركة البصر ولا في حال سكونه. وإذا كان وضع هذا الخط ليس يتغير عند جملة العين ولا عند أجزائها فوضع هذا الخط إذن ليس يتغير عند سطح دائرة الالتحام ولا عند محيطها وهذه الدائرة هي طرف تجويف العصبة فوضع سطحها من سطح تجويف العصبة وضع متشابه وميل الجزء المنخرط من العصبة على سطح هذه الدائرة ميل متشابه لان وضع الجليدية من هذه العصبة وضع متشابه. وإذا كانت جملة العين ليس يتغير وضع أجزائها بعضها عن بعض فسطح تجويف العصبة من لدن محيط دائرة الالتحام إلى وضع انحناء العصبة الذي هو الجزء المنخرط من العصبة لي يتغير وضعه عند جملة العين ولا عند دائرة الالتحام. وقد تبين أن وضع الخط الذي يمر بالمراكز ليس يتغير عند دائرة الالتحام وإنه يمتد في وسط تجويف العصبة. وإذا كان وضع هذا الخط ليس يتغير عند دائرة الالتحام وكان سطح تجويف العصبة الذي من لدن محيط دائرة الالتحام إلى موضع الانحناء ليس يتغير وضعه عند سطح تجويف العصبة إلى أن ينتهي إلى موضع الانحناء فالخط الذي يمر بمراكز طبقات البصر يمر بمركز دائرة الالتحام ويكون قائماً عليها على زوايا قائمة فيمتد في وسط تجويف العصبة المنخرطة إلى أن ينتهي إلى موضع انحناء العصبة ويكون وضعه أبداً من سطح تجويف العصبة الذي في داخل جملة العين ومن جميع أجزاء العين ومن جميع سطوح طبقات البصر وضعاً واحداً لا يتغير في حال حركة البصر ولا في حال سكونه.
فهذه هي أوضاع طبقات البصر وأوضاع مراكزها ووضع الخط المستقيم الذي يمر بمركزها. والعينان جميعاً متشابهتان في جميع أحوالهما وطبقاتهما وفي أشكال طبقاتهما وفي وضع كل واحد من الطبقات عند جملة العين. وإذا كان ذلك كذلك فوضع كل واحد من المراكز التي تقدم تفصيلها عند جملة العين وعند أجزائها وضع المركز النظير لذلك المركز من العين الأخرى عند جملة العين شبيهة بنظائرها في العين الأخرى كان وضع الخط الذي يمر بالمراكز في إحدى العينين عند جملة العين وعند أجزائها وعند طبقاتها شبيهاً بوضع الخط الذي يمر بالمراكز التي في العين الأخرى عند جملة العين الأخرى وعند أجزائها وعند طبقاتها. فوضع الخطين اللذين يمران بمراكز طبقات البصرين من البصرين معاً وضع متشابه في جميع أحوالهما. وكل واحدة من الملتحمتين تلتحم بها من خارج عضلتان صغيرتان إحديهما مما يلي موق العين والأخرى مما يلي مؤخرها. ويشتمل على كل واحدة من العينين الأجفان والأهداب. فهذا الذي شرحناه هو صفة تركيب البصر وهيئته وهيئة طبقاته وجميع ما ذكرناه من طبقات العين وتركيبها قد بينه وشرحه أصحاب التشريح في كتب التشريح.