قل للمليك ابن الملوك الصيد
المظهر
قلْ للمليكِ ابنِ الملوكِ الصِّيدِ
قلْ للمليكِ ابنِ الملوكِ الصِّيدِ
قوْلاً يَسُدُّ عليه عَرْضَ البيدِ
لِهفي عليكَ أما ترِقُّ على العُلى
أم بينَ جناحتيكَ قلبُ حديد
ما حقُّ كفكَ أن تمدَّ لمبضعٍ
من بعد زعزعةِ القنا الاملود
ما كان ذاك جزاؤها بمجالِهَا
بينَ النَّدى والطعنةِ الاخدود
لو نابَ عنها فصدُ شيءٍ غيرها
لوقيتُ معصمها بحبل وريدي
فارْدُدْ إليك نجيعَها المُهْراق إنْ
كان النجيعُ يُرَدُّ بعدَ جُمود
أو فاسقنيهِ فإنّني أولى به
من أن يراقَ على ثرىً وصعيد
ولئِنْ جرى من فضَّةٍ في عسجدٍ
فبغيرِعلم الفاصدِ الرَّعديد
فصدتكَ كفّاهُ وما درتا ولو
يَدْري غَداةَ المشهد المشهود
أجرى مباضعهُ على عاداتها
فجَرَتْ على نهجٍ من التّسديد
واعْتاقَهُ عن مَلكِها الجزَعُ الذي
يعتاقُ بطشةَ قرنكَ المرّيد
قد قلتُ لآسي حنانك عائداً
فلقَد قَرَعْتَ صَفاة كلِّ ودود
أوَ ما اتَّقَيْتَ الله في العضْوِ الذي
يَفديه أجمعُ مُهجةِ الصِّنديد؟
أوما خشيتَ من الصّوارمِ حوله
تهتزُّ من حنقٍ عليكَ شديد
أوَلم تُهلْ من ساعِد الأسَدِ الذي
فيهِ خضابٌ من دماءِ أسود
و لما اجترأتَ على مجسَّة كفِّه
إلاَّ وأنتَ من الكُماة الصيِّد
وعلامَ تفْصِدُ منَ جرىَ من كفِّه
في الجود مثلُ البحرِ عامَ مُدود؟
فبحسبه ممّا أرادوا بذلَهُ
في المجدِ نفسُ المتعَب المجهود
قالوا دواءٍ نبتغي فأجبتهمْ
ليسَ السَّقامُ لمثِلهِ بعَقِيد
لمَ لا يداوي نفسه من جودهِ
مَن كان يمكنُه دواءُ الجود؟
ما داؤهُ شيءٌ سوى السرفِ الذي
يمضي وماالإسرافُ بالمحمودِ
عشقَ السَّماحَ وذاكَ سيماه وما
يخفى دليلُ متيَّمٍ معمود
إنَّ السقيمَ زمانُهُ لا جسمُهُ
إذ لا يجئُ لمثله بنديد
قعدَ الزّمانُ عن المكارم والعلى
إنَّ الزّمان السَّوءَ غيرُ رشيد
حسبي مدى الآمال يحيى إنّه
أمْنُ المَرُوعِ وعصْمةُ المنجود
لقد اغتدىَ والمجد فوق سريره
والغيثُ تحت رِواقِهِ الممدود
أوحَشتنَا في صدرِ يوْمٍ واحِدٍ
وفّيتَ حقَّ النقض والتوكيد
و أقلُّ منهُ ما يضرّمُ لوعتي
و يحول بين الصَّبرِ والمجلود
لمَ لا وقد ألبستني النِّعمَ التي
لم تبقِ لي في النَّاسِ غير حسود
حمَّلتني ما لا أنوءُ بحملهِ
إلاّ بعونِ اللَّه والتَّأييد
لولا حياتُكَ ما اغتبطتُ بعيشةٍ
و لو أنَّني عمِّرتُ عمرَ لبيد
هدى السلامُ لك السلامَ وإنّما
عيشُ الودودِ سلامةُ المودود
أوَما ترى الأعمارَ لو قسمت على
قدرِ الكرامِ لفزتَ بالتَّخليدِ؟
أنتَ الذي ما دام حيّاً لم يكُنْ
في الملكِ من أمتٍ ولا تأويد
ما للسهامِ ولا الحمامِ ولا لما
تمضيه في العزماتِ من مردود
ولقد كفيتَ فكنتَ سيفاً ليس بالنـ
ـبي ورُكنْاً ليسَ بالمهدود
و إذا نظرتَ إلى الأسنَّةِ نظرةً
ألقَتْ إليكَ الحْربُ بالإقليد
وإذا ثنَيْتَ إلى الخلافة اصبعاً
وفَّيتَ حقَّ النَّقد والتوكيد
و إذا تصفَّحتَ الأمورَ تدبُّراً
خيِّتَ في التَّوفيق والتَّسديد
و إذا تشاءُ بلغتَ بالتَّقريبِ ما
لا يبْلُغُ الحكماءُ بالتبعيد
وقبضتَ أرواحَ العِدى وبسَطْتَها
ما بينَ تليينٍ إلى تشديد
و لقد بعدتَ عن الصِّفاتِ وكنهها
و لقد قربتَ فكنتَ غيرَ بعيد
فكأنّكَ المقدارُ يعرفُه الورى
من غيرِ تكييفٍ ولا تحديد
كلُّ الشهادة ممكنٌ تكذيبُها
إلاّ ببأسِكَ والعُلى والجُود
كلُّ الرجاءِ ضلالةٌ ما لم يكن
في اللَّهِ أو في رأيكَ المحمود
لا حكمةٌ مأثورةٌ ما لم تكنْ
في الوحي أو في مدحك المسرود
لم يَدَّخرْ عنك المديحَ الجَزْلَ مَن
وفّاكَ غايتهُ من المجهود
ولما مدحْتُكَ كي أزيدك سودداً
هل في كمالك موضعٌ لمزيد
ما لي وذلك والزّيادة عندهم
في الحدِّ نقصانٌ من المحدود
أثني عليك شهادةٌ لك بالعلى
كشهادتي للّه بالتّوحيد