انتقل إلى المحتوى

قف بالمنازل ان شجتك ربوعها

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

قف بالمنازل ان شجتك ربوعها

​قف بالمنازل ان شجتك ربوعها​ المؤلف عنترة بن شداد


قف بالمنازل ان شجتك ربوعها
فلعل عينك يستهلُّ دموعها
واسأَلْ عن الأَظْعانِ أينَ سَرتْ بها
آباؤها ومتَى يكونُ رجُوعُها
دارٌ لعبلةَ شطَّ عنْك مزارُها
ونأْتْ ففارَقَ مُقْلتيك هُجوعُها
فسقَتْكِ يا أرضَ الشَّرِبَّةِ مُزْنةٌ
منهلةٌ يروى ثراك هجوعها
وكَسا الرَّبيعُ رُباكِ في أزهاره
حللاً إذا ما الأرضُ فاح ربيعها
كم ليلة عانقتُ فيها غادة
وَلمن صَحِبنا خيْلُها وَدرُوعُها
شمسٌ إذا طلعت سجدتُ جلالة
لجمالها وجلا الظلام طلوعها
يا عَبلَ! لاَ تَخْشَيْ عليَّ منَ العِدى
يوْماً إذا اجْتَمَعت عليَّ جمُوعها
إنَّ المَنيَّة، يا عُبيلةُ، دَوْحَةٌ
وأنا وَرُمحي أصلُها وفُروعها
وغداً يمرُّ على الأعاجم من يدى
كأسٌ أمرُّ منَ السُّموم نقيعها
وأذيقها طعناً تذلُّ لوقعهِ
ساداتُها وَيَشيبُ منْه رَضيعُها
وإذا جيوشُ الكسروىِّ تبادرتْ
نحْوي وأَبدَتْ ما تكُنُّ ضلُوعُها
قاتَلتُها حَتّى تَمَلَّ وَيَشتَكي
كُرَبَ الغُبارِ رَفيعُها وَوَضيعُها
فيكون للأسد الضَّواري لحمها
ولمنْ صحبنا جيلها ودروءها
يا عبلَ! لو أَنَّ المَنيَّةَ صُوِّرتْ
لغدَا إليَّ سجودها وركوعها
وَسَطَتْ بَسَيْفي في النُّفوسِ مُبيدَةً
من لا يجيبُ مقالها ويطيعها