قطعت لسانك نفثة من أرقم
المظهر
قطعت لسانك نفثة ٌ من أرقمِ
قطعت لسانك نفثةٌ من أرقمِ
أعلمت من تنعاه أم لم تعلم؟
كيف استطعت تدير في فمك اسمه
ولقد يضيق به فمُ المتكلم؟
يا ناعياً للخلق روح حياتهم
أملك لساناً لا أبا لك واكظم
رفَّه على موتي نبلت قلوبهم
فتنبَّهوا بسهام نعيٍ مؤلم
فجميعهم تحت الثرى في ملحدٍ
وجميعهم فوق الثرى في مأتم
دعهم فقد غصُّوا بجرعة ثكلهم
وإلى الأئمة في نعائك يَّمم
وقل السلام عليكم دُرِس التقى
وعفتْ معالمه عفوَّ الأرسم
والدين هدَّ اليوم دين "محمدٍ"
ووهت دعائمه بفقد المحكم
كان الدليل أقمتموه على الهدى
علماً يدلُّ على الطريق الأقوم
والآن لمّا طوّحته يدُ الردى
غدت الأنام بمجملٍ مستبهم
حميت عليهم للرشاد مطالعٌ
لا تستبين اليوم للمتوسّم
غشيتهم سوداءُ أطبق ليلها
للحشر تلحفهم بليلٍ مظلم
يا خيرَ آباءٍ فقدنا برَّهم
فجعت يتاماكم بأرفق قيّم
فطموا فمن لهم بدرَّة فيئكم
أن يرضعوها بعد أكرم منعم
حسِّن مقالك ما الأئمة أهملوا
أبناءكم فيسوء ظنُ المعدم
بل كان شاقهم الإمام «المرتضى »
ولذاك قيل له على الرحب اقدم
ورأوا «محمد صالحاً» من بعده
لبنيهمُ يبقى فقيل له اسلم
دم للصلاح وللهداية والتقى
ولعلية العافي وحمل المغرم
قسماً بهديكَ بل بنسكك بل بمن
بالفضل خصك وهو جهدُ المقسم
ما فوق ظهر الأرض فوقك مقتفٍ
أثرَ الأئمة في تقىً وتكرّم
أنت الذي تنميك من سلف العُلى
زهرُ الوجوه لها المكارم تنتمي
ومعذبٍ بعُلاك قلت وقد سما
لينالها فانحطَّ موطىء منسم
أتعبت نفسكَ ليس تعلو شأوه
ولو ارتقيتَ إلى السماء بسلَّم
فاسلم على الأيام ربعك آهلٌ
وعُلاك سامٍ فوق هام المرزم