قطب السفين وقبلة الربان
المظهر
قطب السفين وقبلة الربّان
يا ليت نورك نافع وجداني
يزجي منارك بالضياء كأنه
أرق يقلب مقلتي ولهان
وعلى الخضمّ مطارح من ومضه
تسري مدلهة بغير عنان
كمطارح الأفكار في لجج على
لجج من الشبهات والاشجان
تخفي وتظهر وهي في ظلمائها
باب النجاة وموئل الحيران
أمسيت احداق السفائن شرع
صور اليك من البحار روان
كالبيت يجمع بعد تشتيت النوى
شمل الاحبة فيه والاخوان
جوديّ كل سفينة لم يبنها
نوح ولم يمخر على الطوفان
فيها التقى برٌّ وبحرٌ واستوى
شرقٌ وغربٌ ليس يستويان
بسطت ذراعيها تودع راحلاً
عنها وتحفل بالنزيل الداني
زُمَر توافت للفراق فقاصد
وطنا ومغترب عن الأوطان
متجاوري الأجساد مفترقي الهوى
متبايني اللهجات والألوان
فانظر الى تلك الوجوه فانها
شتى ديار جمّعت بمكاني
في فرضةٍ متقاصرٍ عن متنْها
موجٌ اشم احمّ ليس بوان
موج يطيف بها وقد ران الكرى
فيها طواف الضيغم الغرثان
ألقت مراسيها السفائن عندها
وتحصنت منها بدار أمان
فكأن ضوء منارها نار القرى
لو كان يُبعث ميت النيران