انتقل إلى المحتوى

قد وجدت السهد أهدى للأسى

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

قد وجدت السهد أهدى للأسى

​قد وجدت السهد أهدى للأسى​ المؤلف إبراهيم عبد القادر المازني


قد وجدت السهد أهدى للأسى
ووجدت النوم أشجى للحشى
شد ما يظلمنا الدهر أفي
يقظةٍ دنيا وأخرى في الكرى
ويل هذا القلب من صرفهما
لا الكرى أمنٌ ولا السهد حمى
الردى إن كان لا منجى الردى
إنه للنفس غوث ونجا
إن للأحلام أما طرقت
نفساً مرّاً ودمعاً ولظى
كم غدا الخاطر في يقظته
حاملاً منها كأجبال الصفا
كم غدونا نشتكي من بعدها
نغرة الجرح الذي كان أرى
شاطرتنا عيشنا فيما مضى
فهي بعض ما طوى منا البلى
أتقيها والكرى يقذف بي
وأغض الطرف والقلب يرى
وعلى ما عذبت أو ملحت
حرقه الصدر نصيبي والظما
كلما قلنا نسينا قدحت
من دماء القلب نيران الأسى
خلق المقدار منها عالماً
يقهر النفس بسلطان الجوى
يا بنات النوم مالي أرتعي
في حماك الهم مرور الجنى
أبنات النوم تسطو في الكرى
وبنات الدهر تسطو بالأذى
أين يا سائقنا أين بنا
شد ما أنهكنا طول السرى
كيف به والجفاء يبعد به
وفرقة الصب منتهى أربه
تاللَه ما أن ينى يباعدنا
بالغدر في جده وفي لعبه
إن يصغ للشوق بعد ذاك فقد
أسرف في كبره وفي غضبه
وكيف يرجو البقاء من رجلٍ
لم يبق من وصلةٍ إلى سببه
إن مر لم يكترث لخطرته
أو قال لم يتلفت إلى خطبه
قد قل من يصدق الوداد فما
أحس من ودهم سوى كذبه
أعطشني الناس بعد أن رويوا
من مستهل الوفاء منسكبه
جفوا كما جفت الحاية فما
أعرف من عودهم سوى حطبه
مالي وما للزمان واعجبي
واعجب أن يكف عن عجبه
غضا غدير الوفاء في زمن
فاض بما لا يجف من نوبه
ما جو هذا الزمان من أربي
رجال هذا الزمان أخلق به
أصحب من لا أود صحبته
ومن أذوق البعاد في قربه
لم يبق عندي من الرجاء سوى ال
قنوط من برقه ومن صببه
وزفرةٍ تحطم الضلوع لها
على زمان عريت من قشبه
وحسرةٍ أثر غلمةٍ ذهبوا
عنّىً فلج الزمان في حربه
يسرع دمعي إذا ذكرتهم
إسراع فيض الغمام في صببه
أما فتىً صادق الهوى كأخي
شكري يرد الزمان عن نوبه
أوثق من تصطفي وأكرم من
تأخذ من عقله ومن أدبه
خلائقٌ سهلةٌ موطأة
كالبارد العذب غب منسكبه
كم مجلسٍ والوداد ثالثنا
والراح تجلى كالحق من حجبه
ذاك قريبي وليس من رحمي
وهو نسيبي ولست من نسبه
إن ضرب الدهر بيننا فلقد
لف كما كان قبل شملي به