انتقل إلى المحتوى

قد خططنا للمعالي مضجعا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

قد خططنا للمعالي مضجعا

​قد خططنا للمعالي مضجعا​ المؤلف حيدر بن سليمان الحلي



قد خططنا للمعالي مضجعا
 
ودفنا الدينَ والدنيا معا
وعقدنا للمساعي مأتماً
 
ونعينا الفخر فيه أجمعا
آه ماذا وارت الأرضُ التي
 
رمقُ العالم فيها اوُدعا
وارت الشخصَ الذي في حمله
 
نحنُ والأملاك سرنا شرعا
صاحب النعش الذي قد رُفعت
 
بركاتُ الأرض لمّا رفعا
ملكٌ حياً وميتاً قد أبى
 
قدرُه إلا الرواقَ الأرفعا
إنْ تسلني كيف من ذاك الحمى
 
فيه زاحمن العرينَ المسبعا
فبه أدنى إليه شبله
 
أسدَ الله وحيّاً ودعا
فأسلناها على إنسانها
 
حدقاً وهي تسمّى أدمعا
وبللنا تربة القبر الذي
 
دفنوا فيه التقى والورعا
وعقرناها حشاً فوق حشاً
 
يتساقطن عليه قطعا
ونضحناها ولكن مهجاً
 
صنع الوجدُ بها ما صنعا
فعلى ماذا نشدُّ الأضلعا
 
كذبَ القائلُ قلبي رجعا
وحللنا عقده الصبر أسى ً
 
وعلى الوجد شددنا الأضلعا
ورجعنا لا رجعنا وبنا
 
رمقٌ ممسكه ما رجعا
يا ابن ودّى إنَّ عندي فورة ً
 
تملأ الجنبين كيف اتسعا
فإلى مكة لي إنَّ بها
 
منتدى الحيِّ المعزّى أجمعا
ابتدرها واعتمد بطحاءها
 
إنها كانت لفهرٍ مجمعا
قف بها وانعَ قريشاً كلَّها
 
فقريشُ اليوم قد ماتوا معا
وتعمَّد شيبة َ الحمد وخذ
 
نفثة ً تحطمُ منها الأضلعا
قلْ له: إن متَّ قدماً وجعاً
 
فمت الآن بنعيٍ جزعا
صدعت بيضتكم قارعة ٌ
 
كبدُ الوحي عليها انصدعا
زال درعُ الهاشميين الذي
 
بردائيْ حسبيه ادَّرعا
وانطوى عزُّ نزار كلَّها
 
بمصابٍ سامها أن تخضعا
ما فقدتُ اليوم إلاّ جبلاً
 
نحوه يلجأ من قد روّعا
كان أرسى زمناً لكن على
 
مهج الأعداء ثم اقتلعا
شهرت أيدي المنايا سيفها
 
فاستعاذ الدهرُ منها فزعا
وحمى عن أنفه في كفّه
 
فإذا الأقطعُ يحمى الأجدعا
قرعت سمعَ الهدى واعية ٌ
 
أبداً في مثلها ما قُرعا
لو رأت ما غاب عينٌ لرأت
 
عيننا جبريلَ يُدمي الإصبعا
قائلاً: حسبُك ملْ عن هاشمٍ
 
وعلى الفيحاء عرّج مسرعا
إنها منعقدُ النادي الذي
 
قد حوى ذاك الجناب الأمنعا
قف بها وقفة عانٍ ممسكا
 
كبداً طاحت بكفٍ قطعا
وأنخ راحلة الوجد وقل:
 
لستِ يا أربعُ تلك الأربعا
إنما كنت على الدهر حمى ً
 
لم تجدْ فيك الليالي مطمعا
بعليم فيك قد أحيا الهدى
 
ومليكٍ قد مات البدعا
فالعمى والجورُ عنك افترقا
 
والجدا والعدل فيك اجتمعا
بأبِ الرشد إذا ضلَّ الورى
 
وأخي الجلّى إذا الداعي دعا
قد لعمري راعك الخطبُ بمن
 
كان في الخطب الكميَّ الأروعا
جدَّ ناعيه فقلنا هازلٌ
 
ليس يدري كنه مَن كان نعى
هاكِ يا أفعى اليالي كبدي
 
طارت الأحشاء منها جزعا
قد بكى الغيثُ أخاه قبلكم
 
فعمادُ المجد منك أو دعا
رحل «الصادقُ» منكم «جعفرٌ»
 
وبه الإسلامُ قسراً فُجعا
فإلى أين وهل من مذهبٍ
 
كابدوها غلة ً لن تنقعا؟
يا "أبا موسى " أضح لي سامعاً
 
وبرغمى اليوم أن لا تسمعا
بل كفاني لوعة ً أنّى أرى
 
منك أخلى الموتُ هذا الموضعا
أوما عندك في نادي العُلى
 
لم تزل تحلو القوافي موقعا؟
أين ذاك الوجهُ ما حيَّيته؟
 
بطريف المدح إلا التمعا
أين ذاك الكفُّ تندي كرماً؟
 
كلما جفَّ الحيا أو منعا
 
فانهشي منها بنابيك معا
مات من يثنيك يا نضناضة ً
 
ترشحين الموت سمَّاً منقعا
واقشعري أيها الأرضُ بنا
 
فغمامُ الجود عنا انقشعا
عثر الدهرُ فقولا لا لعاً
 
فخذا باللوم منه أو دعا
فلقد جاء بها قاصمة ً
 
خلعت صلبَ العلى فانخلعا
انتهت كلُ الرزايا عندها
 
فتعدّى العذلُ والعذر معا
أدرى أيّ صفاتٍ قرعا
 
أم درى أيّ قناة ٍ صدعا؟
فاستحالت مقلة ُ الدين قذاً
 
طبنه "المهديُّ" حتى هجعا
إنما "المهديُّ" فينا آية ٌ
 
بهر الخالقَ فيما ابتدعا
لم يزعزع حلمه الخطبُ الذي
 
لو به يقرع رضوى زعزعا
ملكَ الأجفانَ لكن قلبُه
 
والجوى خلف الضلوع اصطرعا
أيها الحاملُ أعباء العُلى
 
ناهضاً في ثقلها مضطلعا
مقتدى الأمَّة أنتم ولهم
 
بكم دينُ التأسّي شرعاً
يتداوى برقي أحلامكم
 
مَن بأفعى رزئه قد لُسعا
قد نشأتم في بيوتٍ لكم
 
أذن الله بها أن ترفعا
لا أرى الفيحاءَ إلا غابة ً
 
سبعٌ يخلفُ فيها سبعا
إن مضى عنها "أبو موسى " فها
 
"بأبي الهادي" إليها رجعا
من سراجٍ في سراجٍ بدلٌ
 
انطفى ذاك وهذا سطعا
ماجدٌ يبسط كفاً لم تزلْ
 
لمن ارتاد الندى منتجعا
ذو عُلى ً ما نالها العقلُ ولا
 
طائرُ الوهم عليها وقعا
سيّدٌ قال له المجدُ ارتفع
 
حيث لا تلقى السهى مرتفعا
وحّد القول له لكنَّه
 
"بأبي القاسم" ثنّى متبعا
فجرى في إثره مرتفعا
 
يركب الجوزاءَ ظهراً طيّعا
وسنا المجد الذي في وجهه
 
ذاك في وجه الحسين التمعا
سادتي عفواً دهتني صدمة ٌ
 
أفحمت منّي الخطيبَ المصقعا
لم أخل ينعى لساني جعفراً
 
وبودِّي قبل ذا لو قطعا