قد بعثت اليوم أحيا من جديد
قد بعثتُ اليوم أحيا من جديد
قد بعثتُ اليوم أحيا من جديد
فهو بعث من حياة خامدة
مر نصف العمر أو كاد يزيد
لهف نفسي – في حياة راكدة
،
في حياة لم أجد فيها حياة!
بلغَ العقم بها أقصى مداه
وتبدت بلقعاً مثل الفلاة
،
ثم لاحت تتراءى من بعيد
شعلة من نار حب واقدة
تلهب الحس وتستوحي القصيد
والأناشيد العذاب الخالدة
شاعر قد صيغ من فيض الشعور
ملهم الفطرة منهوم النظر
نابض بالعطـف حساس الضمير
يدرك الهمسة تسري في حذر
،
كيف يحيا – وهو هذا – في عماء
مغلق الإحساس مطموس الرجاء
مقفرا كالكهـف محجوب الضياء؟
،
هكذا عشت كسكّـان القبور
في ربيع العمر في العهد النضر
آه لو أسطيع للماضي الحسير
رجعة، من بعد ما جاء ومَر!
كنتُ أحييهِ كما يحيا الشباب!
نابضا بالحب جياش الأماني
ممسكا أهدابه خوف الذهاب
مستعزّا فيه حتى بالثواني!
،
طافراً أمرح فيه كالطيور
حينما تشدو بألحان البكور
بعدما تنفحها ريح الزهور
،
نصف عمري قد تولى في اكتئاب
فلأقض النصف نشوان الأغاني!
هائما ألهو بمعسول الرغاب
أو غني بالأمانيّ الحسان!
1932