انتقل إلى المحتوى

قدم الربيع فحط في آذار

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

قدم الربيع فحط في آذارِ

​قدم الربيع فحط في آذارِ​ المؤلف الخُبز أَرزي


قدم الرَّبيع فحطَّ في آذارِ
بعساكرٍ للزهر والأنوارِ
فتناثرت لقدومها بتفصحٍ
بعد العجومةِ ألسُن الأطيارِ
وكأنَّ إقبالَ الزمان من الشتا
إقبالُ مسحور من الأسحار
ومضى الشتاء بقرِّه فتسربلت
بعد التجمُّد حَيَّةُ الأنهارِ
خلعَ الربيعُ على الرياض وألبَسَت
خِلَع الربيعِ مُشَهَّرَ الأقطارِ
فيها رُفُوضٌ كالعيون تفتَّحت
بعد الغُموض كليلةَ الأبصارِ
وكأنَّما للأُقحوانة مُقلةٌ
حَبّات دُرٍّ طُفنَ بالدِّينارِ
ترنو إلى ساقٍ لها من حالِقٍ
سمحٍ يجود بواكفٍ مدرارِ
ومُدير كأسٍ ديره في خصره
خَصرٌ يحاكي دقَّةَ الزُّنّارِ
وكأنَّ إبريقاً يصبُّ بكأسه
بازٌ يصبُّ دماً من المنقارِ
وتُخال إذ سُكبت لصفو مزاجها
ذوبَ اللجينِ على مُذاب نُضارِ
فانفِ الهمومَ عن الفؤاد بقهوةٍ
عذراء صافيةٍ كلون النارِ
يسقيكها حلو اللِّثام مُقَرَّطٌ
خَدَاه مصبوغٌ كصبغ عُقَار
والعندليب مُغَرِّدٌ بصَفيره
يحكي معاني رنَّة الأوتارِ
وكَرِينَةٌ عَذراءُ يونانيَّةٌ
كالبدر غُرَّتها لذي إقمار
والعودُ يبكي كالحنين بحجرها
وتلفُّ أُذنَيه كفعل صِرارِ
والشاهجان فما ألذَّ بكاءه
يحكي أَغاني ساكن الأشجارِ