انتقل إلى المحتوى

فقه اللغة وسر العربية/الباب الرابع والعشرون

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
​فقه اللغة وسر العربية​ المؤلف أبو منصور عبد الملك الثعالبي

الباب الرابع والعشرون - في الأطعمة والأشربة وما يناسبها


في الأطعمة والأشربة وما يناسبها

الفصل الأول: في تقسيم أطعمة الدعوات وغيرها

طعام الضيف القرى طعام الدعوة المأدبة طعام الزائر التحفة طعام الإملاك الشندخية عن ابن دريد طعام العرس الوليمة طعام الولادة الخرس وعند حلق شعر المولود العقيقة طعام الختان العذيرة، عن الفراء طعام المأتم الوضيمة، عن ابن الأعرابي طعام القادم من سفر النقيعة طعام النباء الوكيرة طعام المتعلل قبل الغذاء السلفة واللهنة طعام المستعجل قبل إدراك الغداء العجالة طعام الكرامة القفي والزلة

الفصل الثاني: في تفصيل أطعمة العرب

جل أطعمة العرب، بل كلها، على الفعيلة. وهي متقاربة الكيفية من الدقيق واللبن والسمن والتمر كالسخينة، واللويقة، والصحيرة، والربيكة والبكيلة السخينة تتخذ من الدقيق دون العصيدة في الرقة وفوفق الحساء وإنما يأكلونها في شدة الدهر وغلاء السعر وعجف المال وهي التي كانت قريش تعير بها الحريقة أن يذر الدقيق على ماء أو لبن حليب فيحسى وهي أغلظ من السخينة يبقى بها صاحب العيال على عياله إذا عضه الدهر الصحيرة اللبن يغلى ثم يذر عليه الدقيق العذيرة دقيق يحلب عليه لبن ثم يحمى بالرضف العكيسة لبن تصب عليه الإهالة وهي الشحم المذاب الفريقة حلبة تضم إلى اللبن والتمر وتقدم إلى المريض والنفساء الرغيدة اللبن الحليب يغلى ثم يذر عليه الدقيق حتى يختلط فيلعق الآصية دقيق يعجن بلبن وتمر الرهية بر يطحن بين حجرين ويصب عليه لبن ويقال: ارتهى الرجل إذا اتخذ ذلك الوليقة طعام يتخذ من دقيق وسمن ولبن اللويقة ما لين من طعام وفي حديث عبادة: "ولا آكل إلا ما لوق لي" والألوقة أيضاً الملين منه إلا أن اللويقة ألين الخزيرة شحمة تذاب ويصب عليها ماء ثم يطرح عليه دقيق فيلبك به وهي عند الأطباء ثلاث: الخبز والسكر والسمن وشتان ما بينهما الرغيغة حسو من دقيق وماء وليست في رقة السخينة الربيكة طعام يتخذ من بر وتمر وسمن ومنها المثل غرثان فاربكوا له التلبينة حساء يتخذ من دقيق أو نخالة ويجعل فيه عسل وإنما سميت تلبينة تشبيهاً باللبن لبياضها ورقتها. وفي الحديث: "عليكم بالتلبينة"، وكان إذا اشتكى أحدهم في منزله لم تنزل البرمة حتى يأتي على أحد طرفيه، ومعناه حتى يبل من علته أو يموت، وإنما جعلي هذان طرفيه لأنهما منتهى أمر العليل في علته.

الفصل الثالث: فيما يختص بالخلط من الطعام والشراب

البكيلة السمن يخلط بالأقط، عن الأموي، قال أبو زيد: هي الدقيق يخلط بالسويق ثم يبل بماء أو بسمن أو بزيت. وقال الكلابي: هو الأقط المطحون تبكله بالماء كأنك تريد أن تعجنه وقال ابن السكيت: هما السويق والتمر يبلان بالماء وقال غيره: العبيثة الأقط بالسمن والتمر وقال آخر: هي الأقط الرطب يختلط بالتمر اليابس الحيس الأقط بالسمن والتمر المجيع التمر باللبن، وهو حلواء رسول الله البسيسة السويق بالأقط والسمن والزيت، وهي أيضاً الشعير بالنوى، عن الأصمعي الصناب الخردل بالزبيب البريك الزبد بالرطب، عن عمرو عن أبيه الخبيط اللبن الرائب باللبن الحليب الخليط السمن بالشحم وهو أيضاً الطين المختلط بالتبن أو بالقت النخيسة لبن الضأن بلبن الماعز المرضة اللبن الحلو يخلط باللبن الحامض.

الفصل الرابع: يناسبه في الخلط

عن الأئمة الشوب والمذق خلط اللبن بالماء والقطب كذلك. ومن ذلك يقال: جاء القوم قاطبة، أي: جميعاً متخلطين بعضهم ببعض الغلث خلط البر بالشعير القشب خلط الطعام بالسم الإبسار خلط البسر بالتمر ونبذهما وهو أيضاً خلط الماء الحار بالبارد ليعتدل، وكثيراً ما يجري على ألسنة العامة بالفارسية الميش خلط الصوف بالشعر المجن خلط الجد بالهزل، عن عمرو عن أبيه المقاناة خلط لون بلون وهي أيضاً خلط الصوف بالوبر أو الشعر بالغزل.

الفصل الخامس: يقاربه من جهة ويباعده من أخرى

عن الأئمة الأبريق والبرقة حجارة وتراب مختلطة اللثق ماء وطين يختلطان العرة البعر المختلط بالتراب الخليس نبات أخضر يختلط به نبات أصفر وهو أيضاً الشعر الأبيض يختلط بالشعر الأسود وكذلك الشميط في النبات والشعر.

الفصل السادس: في تفصيل أحوال العصيدة

عن أبي عمرو عن ثعلب عن الأعرابي عن المفضل إذا كانت العصيدة ناعمة فهي الوطيئة فإن ثخنت فهي النفيثة فإذا زادت قليلاً فهي اللفيتة فإذا تعقدت وتعلكت فهي العصيدة.

الفصل السابع: في تفصيل أحوال اللحم المشوي

إذا ألقي في العرصة، فهو معرص فإذا ألقي على الجمر، فهو معرض فإذا غيب في الجمر، فهو المملول فإذا شوي على الحجارة والمحماة، فهو حنيذ فإذا لم يتكامل نضجه، فهو مضهب فإذا رد إلى التنور كي يتم نضجه، فهو مشيط فإذا شوي على الجمر بالعجلة، فهو محسوس إذا خرج من التنور يقطر، فهو رشراش سمعت الخوارزمي يقول في وصف طعام قدمه إليه بعض أصحابه: جاءني بشواء رشراش، وفالوذج رجراج.

الفصل الثامن: في معالجة اللحم بالودك

إذا شويت لحماً فكلما وكفت إهالته استوكفته على خبز ثم أعدته فهو الاجتمال عن أبي زيد فإذا فعلت مثل ذلك بالشحمة، فهو الاستيداف، عن الفراء فإذا أوسعت الثريد دسماً، فهو السغسغة، عن ابن الأعرابي فإذا دلكت الخبز بالسمن، فهو الترويل، عن الأصمعي فإذا طبخت العظام واستخرجت ودكها، فهو الاصطلاب، عن الكسائي.

الفصل التاسع: في أوصاف المخ

عن ثعلب عن صاحبه إذا كان المخ في العظم رقيقاً ممكناً من أن يحسى، فهو الرار والرير فإذا خرج يدقة واحدة، فهو الدالق فإذا لم يخرج إلا بدقات، فهو القصيد فإذا لم يخرج إلا بالخلال، فهو المكاكة.

الفصل العاشر: في الطعوم

سوى الأصول وهي الحلاوة والمرارة والحموضة والملوحة عن الأئمة إذا كان في طعم الشيء كراهة ومرارة وحفوف كطعم الإهليلج وما أشبهه، فهو بشع فإذا كانت فيه بشاعة وقبض وكراهة كطعم العفص، فهو عفص فإذا لم تكن له حلاوة محضة ولا حموضة خالصة لا مرارة صادقة، فهو تفه فإذا كانت فيه حرافة وحرارة وحراوة كطعم الفلفل، فهو حامز فإذا لم يكن له طعم، فهو مسيخ ومليخ.

الفصل الحادي وعشر: في تفصيل أشياء حامضة

التخ العجين الحامض الطخف اللبن الحامض الصقر أشد حموضة منه الخمطة الشراب الحامض الجلفت التفاح الحامض، وهو دخيل في شعر ابن الرومي من الرجز: كأنما عض على جلفت

الفصل الثاني عشر: في ترتيب الحامض

خل حامض ثم ثقيف ثم حاذق ثم باسل الفصل الثالث عشر في اتباعات الطعوم حلو حافت مر ممقر حامض باسل عفص لفص بشع مشع حريف حاد ملح أجاج عذب نقاخ حميم آن فاتر مرت.

الفصل الرابع عشر: في ترتيب أحوال اللبن وتفصيل أوصافه

عن الأصمعي وأبي زيد وغيرهما أول اللبن اللبأ ثم الذي يليه المفصح ثم الصريف فإذا سكنت رغوته، فهو الصريح فإذا خثر، فهو الرائب فإذا حذى اللسان، فهو القارص فإذا اشتدت حموضته فهو الحازر فإذا انقطع وصار اللبن ناحية والماء ناحية، فهو ممذفر فإذا خثر جداً وتكبد، فهو عثلط وعكلط وعجلط فإذا حلب بعضه على بعض من ألبان شتى، فهو الضريب فغذا مخض واستخرجت منه الزبدة، فهو المخيض فإذا صب الحليب على الحامض، فهو الرثيئة والمرضة فإذا سخن بالحجارة المحماة، فهو الوغير.

الفصل الخامس عشر: في تفصيل أسماء الخمر وصفاتها

الخمر اسم جامع وأكثر ما سواه صفات الشمول التي تشمل بريحها القوم المشمولة التي أبرزت للشمال، عن أبي الفتح المراغي الرحيق صفوة الخمر التي ليس فيها غش، عن أبي عبيد الخندريس القديمة منها، عن الفراء الحميا الشديدة منها، عن ابن السكيت، ويقال بل هي سورتها وشدتها العقار التي عاقرت الدن زماناً أي لازمته، عن الأصمعي، ويقال بل التي تعقر شاربها القرقف التي شاربها إذا أدمنها، أي: ترعشه، عن الأصمعي، وأنكر سائر الأئمة هذا الاشتقاق الخرطوم أول ما يخرج من الدن إذا بزل ويقال بل هي التي إذا أخذها الشارب قطب لها فكأنها أخذت بخرطومه، عن ابن الأعرابي الراح التي يرتاح شاربها روحاً، وقد جمع ابن الرومي هذه المعاني في قوله وأحسن من الكامل: والـلـه مـا أدري لأية عـلة يدعونها في الراح باسم الراح ألريحها أم ريحها تحت الحشا أم لارتياح نديمها المـرتـاح المدامة هي التي أديمت في مكانها حتى كنت حركتها وعتقت، عن الأصمعي القهوة التي تقهي صاحبها، أي: تذهب بشهوة طعامه، عن الكسائي السلاف التي تحلب عصيرها من غير عصر باليد ولا دوس بالرجل، عن الصاحب الطلاء الذي قد طبخ حتى ذهب ثلثاه وبعض العرب يجعله خمراً كما يدل عليه شعر عبيد الكميت الحمراء إلى الكلفة، عن الأصمعي الصهباء التي من العنب الأبيض، عن المراغي عن الأصمعي الباذق معرب، وهو أن يطبخ العصي بعض الطبخ وتطرح طفاحته ويطيب ويخمر، عن أبي حنيفة الدينوري.

الفصل السادس عشر: في تقسيم أجناسها

الصهباء من العنب السكر من التمر القنديد من القند النبيذ من الزبيب البتع من العسل السكركة والمرز من الذرة الفضيح من البسر ولا تمسه النار.

الفصل السابع عشر: في ترتيب السكر

إذا شرب الإنسان، فهو نشوان فإذا دب فيه الشراب، فهو ثمل فإذا بلغ الحد الذي يوجب الحد، فهو سكران فإذا زاد وامتلأ، فهو سكران طافح فإذا كان لا يتماسك ولا يتمالك، فهو ملتخ، عن الأصمعي فغذا كان لا يعقل شيئاً من أمره ولا ينطلق لسانه، فهو سكران بات وسكران ما يبت وما يبت، كلاهما عن الكسائي.