غرفة الشاعر
المظهر
غرفة الشاعر
أيّها الشاعر الكئيب مضى اللّيـ
ـل و مازلت غارقا في شجونك
مسلما رأسك الحزين إلى الفكـ
ـر و للسّهد ذابلات جفونك
و يد تمسك اليراع و أخرى
في ارتعاش تمرّ فوق جبينك
وفمّ ناضب به حرّ أنفا
سك يطغى على ضعيف أنينك
لست تصغي لقاصف الرّعد في اللّيـ
ـل و لا يزدهيك في الإبراق
قد تمشّى خلال غرفتك الصّمـ
ـت و دبّ السّكون في الأعماق
غير هذا السّراج في ضوئه الشّا
حب يهفو عليك من إشفاق
و بقايا النّيران في الموقد الذّا
بل تبكي الحياة في الأرماق
أنت أذبلت بالأسى قلبك الغضّ
و حطّمت من رقيق كيانك
آه يا شاعري لقد نصل اللّيـ
ـل و مازلت سادرا في مكانك
ليس يحنو الدّجى عليك ولا يأ
سى لتلك الدموع في أجفانك
ما وراء السّهاد في ليلك الدّا
جي و هلاّ فرغت من أحزانك؟
فقم الآن من مكانك و اغنم
في الكلاى غطّة الخليّ الطروب
و التمس في الفراش دفئا ينسّـ
ـك نهار الأسى و ليل الخطوب
لست تجزي من الحياة بما حمّـ
ـلت فيها من الضّنى و الشّحوب
إنّها للمجون و الختل و الزيـ
ـف و ليست للشّاعر الموهوب!