عيون الأنباء في طبقات الأطباء/الباب السابع/أبو الحكم
كان طبيبًا نصرانيًّا عالمًا بأنواع العلاج والأدوية، وله أعمال مذكورة وصفات مشهورة، وكان يستطبه معاوية بن أبي سفيان ويعتمد عليه في تركيبات أدوية لأغراض قصدها منه، وعمّر أبو الحكم هذا عمرًا طويلًا حتى تجاوز المائة سنة، حدث أبو جعفر أحمد بن يوسف بن إبراهيم، قال حدثني أبي قال حدثني عيسى ابن حكم الدمشقي المتطبب قال حدثني أبي عن أبيه، قال ولي الموسم في أيام معاوية ابن أبي سفيان، ويزيد بن معاوية، فوجهني أبوه معه متطببًا له، وخرجت مع عبد الصمد ابن علي بن عبد اللَّه بن العباس إلى مكة متطببًا له، وقعدد عبد الصمد مثل قعدد يزيد، وبين وفاتهما مائة ونيف وعشرون سنة، قال يوسف بن إبراهيم حدثني عيسى بن حكم عن أبيه، أن جده أعلمه أنه كان حمّى عبد الملك بن مروان من شرب الماء في علته التي توفي فيها، وأعلمه أنه متى شرب الماء قبل نضج علته توفي، قال فاحتمى عن الماء يومين وبعض الثالث، قال فإني عنده لجالس وعنده بناته، وإذ دخل عليه الوليد ابنه فسأله عن حاله وهو يتبين في وجه الوليد السرور بموته فأجابه بأن قال:
وكان استفتاحه النصف الأول وهو مواجه للوليد، ثم واجه البنات عند قوله النصف الثاني، ثم دعا بالماء فشربه فقضى من ساعته.