انتقل إلى المحتوى

عن خاطري نبأ الخيال الخاطر

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

عن خاطري نبأ الخيال الخاطر

​عن خاطري نبأ الخيال الخاطر​ المؤلف ابن القيسراني


عن خاطري نبأ الخيال الخاطر
فاعجب لزورة واصل عن هاجر
لم يعد أن جعل الرقاد وسيلة
فأتى الجوانح من سواد الناظر
خاف العيون فزار في جنن الكرى
أهلا وسهلا بالحبيب الزائر
حتى إذا طلبته عيني فاتها
والطيف ألطف من شعاع الباصر
قل للرقيب دهاه برق تبسمي
فرأى سروري دون كشف سرائري
هذي ودائع من أحب مصونة
دون الترائب تحت ختم محاجري
يئس العذول فكف من غلوائه
حتى شككت أعاذ لي أم عاذري
ملك الغرام علي فضل تماسكي
فانقدت منه لطوع ناه آمر
فإذا سطوت سطوت غير المعتدي
وإذا عفوت عفوت غير القاهر
ولقد علمت على تباريح الجوى
أن السلو خراب قلب عامر
وإذا استقل عن الفؤاد قطينه
لم يبق فيه سوى محل داثر
غار الفريق فغار صبري بعده
هيهات أطلب منجدا من غائر
كالدمع دل على الهوى حتى إذا
حم الفراق منيت منه بحائر
لاموا على فرط البكاء وفقده
فدهيت من قبل الوفي الغادر
وهب المدامع أخرست أفما رأوا
سهرا يصيح على جفون الساهر
ما زلت أرقب كل نجم طالع
حتى نظرت إلى البهي الزاهر
فرأيت نجم الدين في أفق العلى
أبقى على وضح الصباح النائر
قمرا تحاماه الأفول وإن علا
حدا على فلك الكمال الدائر
يقضي فيعدل في القضاء وإن يمل
ميل السماح رأيت غبن الجائر
حذفت أسانيد الرواة لمجده
حملا على متن الحديث السائر
فصوادق الآحاد من أخباره
نسخت وجوب العلم بالمتواتر
أقضى القضاة إذا تغلغل فكره
في شبهة والحكم حكم الظاهر
ما زال يوضح أمر كل خفية
حتى قضى بين القنا المتشاجر
قف يا منافسه وراءك صاغرا
فله التقدم كابرا عن كابر
من معشر نالوا العلى فتوزعوا
رتب الجلال على محيط دوائر
قوم إذا صدر الورى عن نسبة
ضربوا بقربى في العلى وأواصر
لا يطلعون صفاتهم وذواتهم
إلا بدور أهلة ومنابر
لبوا صريخ الحادثات بعزمة
بعثت على الأيام ثورة ثائر
وتخلصوا أسرى الزمان بأسرهم
من بين أنياب له وأظافر
حملوا الخصوص على العموم فلو فلوا
ملويه ما عثروا بجد عاثر
وسمى لمرتاد الكلام ثناؤهم
من غاية قطعت نياط الشاعر
ولذاك إن أغربت في أوصافهم
أعربت منك عن البديع الناضر
يا أيها النجم الذي حركاته
مترددات في بروج خواطري
أنت الذي إما سما كشف العمى
وإذا ارجحن أتى بنوء ماطر
ولأنت من بسط الكمال يمينه
فاقسم لنفسك قسمة المستأثر
لبست بك الخلع التي ألبستها
خلعا من الشرف البهي الباهر
جاءتك مالكة القلوب كأنها
في ناظري زمن الشباب الناضر
حاكت بواكير الخريف وإنما
حاكت به حلل الربيع الباكر
فتمل منها غرة زهرية
طارت بشائرها بأيمن طائر
سعدا لواجفة الفؤاد فإنها
نقلتك منه إلى محل الناظر
ولضمر سبقت إلى غاياتها
والسبق من شيم الجواد الضامر
من كل فاتنة إذا ما أنشدت
ألقت على الأسماع مسحة ساحر
نظمت مآثركم وسير مجدها
شعري فعدت من أجل مآثري
فاتت لواحقها الجياد وأطفأت
في نقعها غرر الكلام الغائر
فتهن نهب الناهبات مظفرا
من كل من طلب العلاء بظافر