انتقل إلى المحتوى

على الرابية

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

على الرابية

​على الرابية​ المؤلف بدر شاكر السياب


وحيدا هناك على الرابية
جلست أبث الدجى ما بيه
أعدد أيامي الذاهبات
فأبكي لأيامي الباقية
و جددت الحزن لي دمعة
محيرة بين أهدابية
عرفت بها قصتي في الحياة
و تضليل روحي و آمالية
لها بين عيني و بين الثرى
مسيل على زجنة ذاوية
فلي مثلها سفرة في غد
و لي مثلها قصة دامية
شكوت إلى الليل جور الح
اة فارتد يشكو أذاها ليه
فقال و إني أسير و تلك
النجوم المضيئات أغلاليه
فقلت و روحي بذل الأسار
رمتها قوى الجسد العاتية
فما خفقات فؤادي سوى
رنين سلاسلها القاسية
شكوت إلى الليل جور الغرام
فأرسل آهاته الباكية
فقال و أني أحب النهار
و يعشق أطرافي الساجيه
كلانا يفتش عن إلفه
و كل تفرق في ناحية
فقلت و في القلب من حبه
نواظر تحلم بالراعية
قسيمي بما أشتكيه الدجى
فهيهات أن أشتكى ثانية
و مرت على و جنتي الصبا
مكفكفة أدمعي الجارية