علم النجوم وأصول الحركات السماوية/الفصل الخامس
الفصل الخامس
في الحركتين الأولتين من حركات السماء اللتين أحديهمـا
حركة الكل التي يكون بها الليل والنهار من المشرق
الي مغرب والأخري حركة الكواكب التي يري
لها في فلك البروج من المغرب ألي المشرق،
وأذ قدمنا وصف هية السماء والأرض فلنتبع ذلك بوصف ما يري من أوايل حركات السماء فنقول أن أول الحركات اللواتي تري في السماء أثنتان والاولي منهما هي التي تحرك الكل وبهـا يكون الليل والنهار لأنها تدير الشمس والقمر وجميع الكواكب من المشرق ألي المغرب في كل يوم وليلة دورة واحدة بحال وأحدة وأدوأر متسوية السرعة علي قطبين ثابتين يسميان قطبي الحركة الأولي أحدهمـا مما يلي الشمال وقد ذكرنـاه فيمـا تقدم والاخر مقابله مـا يلي الجنوب ن
ويجب أن تكون الكواكب بأدارة هذه الحركة لهـا
يجري في دواير متوازية، فتسمي الدايرة العظمي منها
دايرة معدل النهار وهي منطقة الحركة الأولي لأنهـا
تقسم كرة السماء بنصفين وبعدهـا من القطبين من
كل الجهات بقدر واحد ن
وأنمـا سميت دايرة معدل النهار لأن الشمس أذأ جازت عليهـا أستوأ الليل والنهار في جميع الارض كما سنبين فيما بعد هذا من القول ن
والحركة الثانية هي التي تري للشمس والكواكب من المغرب ألي المشرق في خلاف جهة الحركة الأولي وعلي قطبين آخرين خارجين عن قطبي الحركة الاولي، وتسمي الدايرة العظمي التي بعدهـا من هذين القطبين الخارجين بقدر واحد التي في منطقة الحركة الثانية دايرة وسط فلك البروج ن
وهي التي يرسمها الشمس بمسيرهـا الخاص لها من المغرب ألي المشرق، وفي تقسم بأثني عشر قسمـا متساوية تسمى البروج وأسمأوهـا الحمل الثور الجوزا السرطان الأسد السنبلة الميزان العقرب القوس الجدي الدلو الحوت وكل برج يقسم بثلثين درجة فيكون جميع الدايرة ثلثماية وستين درجة وكل درجة ستون دقيقة ن
فبأضطرار أن تقطع دايرة فلـك البروج دايرة معدل النهار على نقطتين متقابلتين وتميل عنهـا في جهتي الشمال والجنوب بقدر واحد، فالنـقـطـة التي تجوز عليهـا الشمس مـن ناحية الجنوب ألي الشمال عن معدل النهـار تسمي نقطة الأعتدال الربيعي وهو أول برج الحمل والأخري التي تجوز عليهـا من الشمال ألي الجنوب تسمي نقطة الأعتدال الخريفي وهو أول الميزان، فتصير ستة بروج شمالية عن معدل النهـار وهي من أول الحمل ألي أخر السنبلة وستة بروج جنوبية وهي من أول الميزان ألي أخر الحوت ن
وتتشكل في الفلك دايرة ثلثة معترضة من الشمال ألي الجنوب تمر على أقطاب هـاتـيـن الدايرتين تسمي الـدايـرة المخطوطة علي أقطاب الفلكين تقطع كل واحد مـن فلك معدل النهار وفلك البروج بنصفين ن
فواجب أن يكون قطعها لفلك البروج علي النقطتين التين هما
في غاية الميل والبعد عن معدل النهار في جهتي الشمال والجنوب، فتسمي النقطة الشمالية نقطة المنقلب الصـيـفـي وهي أول برج السرطان والجنوبية نـقـطـة المنقلب الشتوي وهي أول الجدي ن
والقوس التي هي مـن هـذه الدايرة المخطوطة علي الأقطاب فيما بين كل واحدة من نقطتي المنقلبين وبين معدل النهـار هي مقدار ما يميل فلك البروج عـــن معدل النهـار وهي علي ما وجده بطليموس ثلثة وعشرون جزأء وأحدي وخمسون دقيقة أذا كانت الدايرة ثلثمـايـة وستيـن جـزأ وأمـا بالقياس الممتحن الذي قاسه المأمون رحمة الله عليه وأجتمع عليه عدة من العلماء فهي ثلثة وعشرون درجة وخمس وثلثون دقيقة ن
وقد تبين مـما وصفنـا أن الكواكب الجارية تدور علي قطبي فلك البروج مـــن المغرب ألي المشرق بمسيرهـا الخاص لهـا وتردها جميعـا وساير الكواكب الحركة الأولي من المشرق ألي المغرب وأن الدايرة التي تمر علي الأقطاب هي التي تكري الحركة الأولي ويجوزها وأن قطبي فلك معدل النهار الذين عليهمـا الدور الاول ثابتان غير