انتقل إلى المحتوى

علليني ياعبد أنت الشفاء

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

عَلِّلِينِي ياعَبْدَ أنْتِ الشِّفَاءِ

​عَلِّلِينِي ياعَبْدَ أنْتِ الشِّفَاءِ​ المؤلف بشار بن برد


عَلِّلِينِي ياعَبْدَ أنْتِ الشِّفَاءِ
واتْرُكِي مايقُولُ لي الأَعْدَاءٌ
كلُّ حيٍّ يقالُ فيه وذو الحلم
مُرِيحٌ، وللسَّفِيهِ الشَّقَاء
ليسَ منَّا منْ لا يعاتبُ فأغضي
رُبَّ زَادٍ بَادٍ عَلَيْهِ الزَّرَاءُ
أنا منْ قدْ علمتِ لا أنقضُ العهـ
ولاَ تَسْتَخِفُّنِي الأَهْوَاءُ
وعَجِيبٌ نَكْثُ الكَرِيم، وللنفْس
سِ معادٌ وللحياةِ انقضاءُ
فاذكري حلفتي أقارفُ أخرى
يومَ زكَّى تلكَ اليمينَ البكاءُ
يَوْمَ لا تَحْسَبِي يَميني خِلاَباً
بِيَمِينِي تُوَقَّرُ الأَحْشاء
فَتَصَدَّتْ بَعْدَ الصُّدُودِ وقَالَتْ:
قَتَلَتْنِي أنْفَاسُكَ الصُّعَدَاءُ
قُلْتُ: نَفْسِي الفِدَا عَلَى عَادَةٍ مِنِّي
ي جرى ما جرى وقلبي براءُ
فاعْذرِينِي ياشِقَّةَ النَّفْسِ إِنِّي
تبتُ ممَّا مضى وعندي وفاءُ
وجَوَارٍ إِذَا تَحَلَّيْنَ لَمْ تَدْ
رِ أشاءٌ في حليها أمْ نساءُ
يومَ سلوانَ إذْ ينا.....
إلينا فعندنا ما تشاء
يتعرَّضنَ لي بفاترةِ الطَّر
فِ إِذَا أقبَلَتْ ثَنَاهَا الحَيَاء
مِنْ بَنَاتِ المُلُوكِ لاَ....
نماها إلى العلاء العلاءُ
كمهاةِ الكناسِ تطوي لنا النَّفـ
سَ على ودَّةٍ وفينا جفاءُ
رحنَ يدعونني إليها فأمسـ
فَأَمْسَكْتُ بِسَمْعِي فَضَاعَ ذَاكَ الدُّعَاء
ضَامَهُنَّ الذِي تَمَنَّيْنَ شُغْلِي
بفَتَاةٍ مِنْهَا التُّقَى والحَيَاء
نعمتْ في الصِّبا فلمَّا اسبكرَّتْ
خَفَّ قُدَّامُهَا وَجَلَّ الوَرَاء
ورآها النِّساءُ تغلو فسبَّـ
حنَ غلاء لمَّا استبانَ الغلاءُ!
هي كالشَّمْسِ في الجَلاَءِ وكالبَدْ
رِ إذا قنِّعتْ عليها الرِّداءُ
أنسيتُ قرقرَ العفافِ وفي
العينِ دواءٌ للنَّاظرينَ وداءُ
فَخْمَةٌ فَعْمَةٌ بَرُودُ الثَّنَايَا
صعلةُ الجيدِ غادةٌ غيداءُ
أزِّرتْ دعصةً وتمَّتْ عسيباً
مِثْلَ أيْم الغَضَا دَعَاهُ الأَباءُ
وثقالُ الأوصالِ سربلها الحسـ
الحُسْنُ بياضاً، والرَّوْقةُ البيْضاءُ
زانها مُسْفِرٌ وثغْرٌ نقِي
مثلُ درِّ النِّظامِ فيهِ استواءُ
وقوامٌ يعْلُو القوام ونحْرٌ
طَاب رُمَّانُهُ عليْهِ الأَياء
وبنانٌ يا ويْحهُ مِنْ بنانٍ
كنباتٍ سقاهُ جمّ رواء
ولها وارِدُ الغدائِرِ كالكرْ
م سواداً قدْ حان مِنْهُ انتهاءُ
وحدِيثٌ كأنَّهُ قِطعُ الرَّوْ
ضِ زهتهُ الصَّفراء والحمراء
لمْ يُعلَّلْ بِها سِواي ولم تبدُ
لنارٍ......الصّلاءُ
وإذا أقبلتْ تهادى الهوينى
اشرأبَّتْ ثمَّ اسنتار الفضاءُ
لم تنلها يدي بحولي ولكنْ
قضيتْ لي وهلْ يردُّ القضاءُ
كان وُدِّي لها خبيّاً فأسر
عتُ إليها والأمرُ فيهِ التواء
وسألتُ النِّساءَ: أبصرن ما أبـ
صرتُ منْ حسنها فقال النِّساءُ
دون وجهِ البغيضِ وحشةُ هولٍ
وعلَى وجْهِ منْ تُحِبُّ البهاء