انتقل إلى المحتوى

عصرنا هذا ملئ بالفتن

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

عصرنا هذا ملئ بالفتن

​عصرنا هذا ملئ بالفتن​ المؤلف محمد إقبال


عصرنا هذا ملئ بالفتن
طبعه خلق شرور ومحن
محفل الماضين فيه مقفر
صوحت فيه حياة تنضر
أنكرت أنفسنا أنظارنا
وجفت نغمتها أوتارنا
شعلة التوحيد فينا سلبا
ناره والنور منا سلبا
وإذا ما اعتل تقويم الحياة
فمن التقليد للقوم نجاه
سنن الآباء حبل الملله
ومن التقليد جمع الأمة
يا خليا في خريف من ثمر
ارقب الغيث ولا تجف الشجر
قد حرمت البحر فاذ كرخسر كا
يا قليل الماء واحفظ نهركا
فعسى سيل الجبال الهادر
منه في مجراك لج زاخر
حال إسرائيل فيها تبصره
إن تكن روحك روحا مبصره
انظرن كيف اتبلاها الزمن
وعرتها في الخطوب المحن
وجهها في كل حين يلطم
كاد في أعراقها يفنى الدم
عصرت عنقودها كف الخطوب
ذكر هارون وموسى في القلوب
إن خبا في اللحن منها قبس
لم يزل في الصدر منها نفس
سار في إثر الجدود المحمل
حينما انفض لديها المحفل
يا من انفض له جمع وجاه
وخبا في صدره شمع الحياه
آية التوحيد في القلب اسطرا
ومن التقليد أمسك بالعرى
اجتهاد في زمان القهقرى
يذهب الأقوام منه شذرا
اقتداء برسوم الأولين
هو أولى لا اجتهاد الغافلين
لم يصب آباؤنا بالهوس
طهرت أعمالهم كالأنفس
فكرهم كان رقيقا مرهفا
فعلهم أوفى بشرع المصطفى
فكر الرازي ونجوى جعفر
أين والعرب هداة البشر
ضيق الدين علينا يسره
وادعى كل لئيم سره
قد جهلت الدين عنه حائدا
الزمن يا حر نهجا واحدا
باح لي بالسر نباض الحياه
أنما في الخلف مقراض الحياه
وحدة الشرع حياة الأمة
فمن القرآن روح الملة
نحن طين وهو قلب لا جرم
هو حبل الله من شاء اعتصم