عشائر العراق/11
صدر هذا الكتاب آليا بواسطة الموسوعة الشاملة (اضغط هنا للانتقال إلى صفحة الموسوعة الشاملة على الإنترنت)
الصفحة السابقة // الصفحة التالية
الكتاب : عشائر العراق المؤلف : عباس العزاوي مصدر الكتاب : الوراق
[ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ]
(3)العبودي. رئيسهم عمران بن حسين العلي النمل. والمشهور أنهم من تميم. 7 - الجعفر: رئيسهم علي الدنبوس في مهروت. ومنهم العوادل، والبو شديد، والشهيلات، والسكوك، والبو نصيف، وهم من (العلي). 8 - الاكرع: وهؤلاء يسكنون الدغارة أغلبيا. ولهم أيام مشهورة. أبدوا فيها تفاديا عظيما وشجاعة. وأصل هذه العشيرة من شمر. وهم اخوان (البو حسان). قال ذلك الشيخ وداي العطية (على هامش الجزء الخامس من كتاب العراق بين احتلالين). وهم من شمر من الجعفر على ما قاله فخامة الأستاذ مصطفى العمري. وفروعهم: 1 - آل أحمد. رئيسهم الحاج سعدون آل رسن. توفي في 19 كانون الاول سنة 1370ه يدعون أنهم من الصايح من شمر ونخوتهم (علية). ويتفرعون الى: (1)البو عليوي. رئيسهم رسن العهد. (2)المناصير. رئيسهم مطلك الحمود. (3)زبيد الفليت. رئيسهم عودة الحمد. عدها فخامة الاستاذ العمري عشيرة. (4)زبيد الوجيه. رئيسهم ظاهر الكاظم. عدها فخامة الاستاذ العمري وسماها زبيد الحية. وهؤلاء نخوتهم (حمير) ولم يكونوا منهم... (5)البو عويمر. رئيسهم محمد البريت. (6)الغانم. رئيسهم جاسم الصدام. (7)الطوال الداود. رئيسهم سيد عبد تيلة. 2 - البو نايل. يرأسهم علوان آل محمد، وصالح بن عبد الرسالة. من الجعفر من شمر قاله فخامة الاستاذ مصطفى العمري. وينفرعون الى: (1)البو ناهض. رئيسهم صالح بن عبد. (2)الغوانم(1). رئيسهم راضي العليوي. (3)الدبالجة. رئيسهم حسين آل محمد علي. (4)البو بركة. رئيسهم جاسم الكاظم. (5)البو جسام. رئيسهم محمد الظاهر. (6)البو شهيب. رئيسهم طراد الحاج رميح. (7)النواصر. رئيسهم حسين الزبارة. 3 - العمرو. رئيسهم الحاج حمزة السلمان. وهؤلاء أيضا من الجعفر من شمر عن الاستاذ العمري. ويتفرعون الى: (1)الداود. رئيسهم عطيوي الحاج حمزة. (2)الزلازلة. رئيسهم عبد الحمزة المهدي. (3)البو مويلة. رئيسهم جواد الحواس. 4 - آل شبانة. رئيسهم الحاج شعلان العطية. وفروعهم: (1)عجمين. رئيسهم موجد الحاج شعلان. (2)البو خزعل. رئيسهم تهلوك العراك. (3)البو صالح. رئيسهم تايه العليوي. (4)الشديدة. رئيسهم مهلي الحاجم. (5)البو جريد. رئيسهم حسن المهجهج. (6)المحرولين. رئيسهم شدهان الموسى. (7)الحجلة. رئيسهم حمزة الخوان. (8)البو عبيد. رئيسهم محمد الكاظم. (9)الخلاط. رئيسهم دهش الحاج عطية. 5 - الكروش. رئيسهم عبد الرضا الرشيد. هم من آل علي من فرقة جبريل من شمر. وكانت رئاسة الاكرع منهم. قال فخامة الاستاذ العمري. ثم صارت الرئاسة إلى آل أحمد ويتفرعون الى: (1)نفس الكروش. رئيسهم عبد الرضا الرشيد. (2) الشواظي. رئيسهم جبر الحاج حسين. 6 - الهلالات. رئيسهم سعيد ابن الحاج حسين الصالح وهم من عبدة من شمر قال فخامة الاستاذ العمري. (1)الحمادي. رئيسهم سعيد ابن الحاج حسين. (2)العميش. رئيسهم علي الحمادي. (3)الزحيم. رئيسهم دخنة الحمد. (4)البو حميد. رئيسهم حسين الحسن. (5)البو جمال. رئيسهم محمد الهلال. 7 - المجاوير. رئيسهم سلمان الجبار وتوفي سنة 1931م. ويسكن في الديوانية. وغالبهم في ناحية الشنافية على جانبي نهر الديوانية ويتفرعون الى: (1)مزاريج. رئيسم عودة الهداي. (2)العماريين. رئيسهم محمد المطر. قسم منهم في الدغارة. (3)العفالجة. رئيسهم نجم العبود. ويتفرعون إلى البو غانم والبو فياض. (4)البو حسن. رئيسهم كمر الطجور. (5)البو خنيفس. رئيسهم جلاب الرطان. (6)البو عرب. رئيسهم حسين المايع. (7)البو حي الله. رئيسهم حلواص الحبيش. (8)البو صالح. رئيسهم صالح المرسول. (9)البغادة. رئيسهم الحاج علاوي الحتروش. وعد فخامة الاستاذ العمري آل خليفة منهم ولم يعد المزاريج. 8 - آل خليفة. 9 - الطواريف. رئيسهم محمد الحميد. 10 - البو عزيز. رئيسهم جاسم الجبر، ونخوتهم (عكبة) ويلحق بهم: السادة المحانية، والسيد منصور، والقزاونة، والخميس، والبو علي خان، والعويديين، وساعدة. 9 - البو حسان:
(1/269)
رؤساؤهم الحاج غيدان آل حسين ومحسن آل علي العبد الله وسليمان الناصر. ونخوتهم (اولاد عامر)، (عمور) ويسكنون في الرميثة في أراضي ابي واوية والعوجة من الرميثة. وقال الشيخ وادي العطية من الحميدات: " كانوا يسكنون مع اخوانهم قبيلة الاكرع الشمرية. وعلى اثر معركة حصلت بين الاكرع وعفك اتفقت القبيلتان بعد المعركة على جلاء البو حسان ونفيهم. وعلى اثر ذلك ارتحل البو حسان وسكنوا برهينية غربي الرفيع من أراضي الحسكة، ثم انتقلوا منها وسكنوا الصويحية من ناحية الرميثة مسكنهم الحالي. ولهم تأريخ حافل بالحوادث الجليلة ولم تكن هذه القبيلة كلها من شمر بل حالها كحال أكثر قبائل الفرات مجموعة من عدة قبائل. ومن البو حسان هؤلاء فخذ يسكن مع قبيلة السواعد الزبيدية في لواء العمارة... " اه(1). أخذت المعلومات عنهم من الشيخ خوام، والشيخ محمود الساجت رئيس الظوالم. ويتفرعون الى: 1 - آل خميس. يرأسهم الحاج غيدان بن حسين العريعر(2) ومحسن آل علي. الرؤساء. يقيمون في العلاوية. ويرجعون إلى شمر. 2 - آل عبد الحسين. رئيسهم خفيف العبد. في شط خنجر. 3 - آل جليل. رئيسهم مجهول آل محمد. في شط خنجر. 4 - آل أعبس. رئيسهم نجد الرحال. في شط خنجر. 5 - البو عينين. رئيسهم عباس الحمادي. في شط خنجر. 6 - آل سحور. رئيسهم سراج الوالي. في شط خنجر. 7 - الجلابطة. رئيسهم كاطع الصياد. في شط خنجر. 8 - الحماش. رئيسهم الحاج غيدان والآن سلمان الناصر. وفروعهم: (1)آل عذار. رئيسهم خافور الشمار. في سويجة. (2)العيسى. يرأسهم إبراهيم الحسين ونجد. (3)الجلابطة. رئيسهم عبد السادة. (4)الخميس. رئيسهم علي العبد الله. (5)العبد الحسين. رئيسهم عبد الدرويش. (6)البراهنة. رئيسهم عكلة الحمادي. وجاء ذكرهم في (عامان في الفرات الاوسط). ويدعون انهم من شمر الا انهم في عداد بني حجيم. ونرى الفرق موزعة ومشتركة. وهذه تعين سلطة الرؤساء. 2 - عشائر بني لام 1 - بنو لام: قال لقيط بن وداعة:(1) اذا ما ابتنى الناس الحصون فإنما ... حصون بني لام مثقفة سمر وأرض فضاء ليس فيه معاقل ... ولا وزر لا الصوارم والصبر لا نرى عشائر ريفية الا التزمت موطنا بعينه، ولا تتزحزح عنه أو تميل إلى غيره الا لضرورة قاهرة أو منفعة جليلة. وأمثلة ذلك كثيرة. وهذه العشيرة لا تزال أقرب إلى البداوة منها إلى الحضارة وان كان مكانها محدودا نوعا. من جراء الاتصال بأيران ومجاورته بقيت بعيدة عن الزراعة وتتعاطى تربية الماشية. والاغلب الابل، فتقوم بالرعي، والتجول أو التحول من مكان إلى آخر ولم تكن كشأن البدو، وأنما كانوا في نطاق واسع لعدم المانع... وان بداوتها في أيامها السابقة مكنتها من السيطرة على لواء العمارة أو أكثر بقاعه، ولكن العشائر التابعة لها بدلت أوضاعها، والتزمت مواطنها فاستقرت فيها، وأنحسر نفوذ بني لام رويدا رويدا. وهذا لا يتعين بسهولة، وانما يحتاج إلى معرفة أكثر حالاتها، والعشائر التي ساكنتها أو تابعتها مدة أو أنضوت إلى قوتها. وهكذا كانت علاقات الدوله بها، والصلات السياسية بأيران وبهذه العشائر مما لا يرتاب فيه. وهي من عشائر طيء(1) ولا توازيها عندنا من عشائر طيء الا شمر. ولا يرتاب في أن بني لام من طيء بل أنهم من أقدم العشائر التي أحتفظت بأسمها القديم. امتدت سلطتها قديما من القرنة إلى الشاطيء الشرقي من نهر ديالى مما هوقريب من بغداد الا ان هذا تقلص رويدا رويدا، وانتزعت سلطتها من بعض المواطن مثل (لواء الكوت)، وانقطعت الصلة الا قليلا، فبقي موطنها محصورا فيما هو لا يزال الآن بأيديها، كما ان عشائر أخرى في الجنوب قلت سلطة بني لام عليها بل انعدمت.
(1/270)
وفي تاريخ وقائعها ما يعين توسع سلطانها في الماضي وتقلصها في الحاضر. وكان يعد تاريخ اللواء متكونا من (حوادث بني لام)، وعلاقاتها بولاة بغداد كثيرة. وكانت الدولة تأخذ منها المقرر سنويا في منتصف المائة الثالثة عشرة ثمنمائة الف قرش تدفع إلى خزانة بغداد(2). ولا شك أن عشائر اللواء من غيرها كثيرة الا انها كانت واسطة التفاهم، وتعد امارتها عامة وتأخذ اللواء بطريق الالتزام أو المقطوع، فالقدرة والإدارة لها. ومن جراء ذلك كانت الوقائع محصورة فيها لأتصالها بالدولة... فكان من الضروري الاتصال بتاريخ هذه الامارة. وكانت عشائر بني لام تسكن الحجاز في جبال أجا وسلمى. واصل موطنها اليمن، والتاريخ مملوء بحوادثها، وسبقت عشائر شمر في سكنى العراق وذلك في نحو القرن الثامن الهجري. ويحكى عن بداوتها أنه كان بعض رؤسائها ابن عروج من الفضول. ومنهم من يقول ابن ياسر. كان تزوج بأمرأة ثم توفي عنها، وكانت قد عرفته بصفات حربية، وشجاعة عظيمة. ثم تزوجت بأخيه بعد وفاته فقالت في وصفه حينما سئلت عنه: الزول زوله والحلايا حلاياه ... والفعل ماهو فعل ضافي الخصائل تريد أن تقول ان هذا يشبه زوجها الاول في شكله وعلاماته الشخصية مشابهة تامة الا انه يختلف عنه في أنه لم يكن فعله فعل زوجها ذاك، ولا عمل ما عمله. وكان كامل الاوصاف دونه. ويقال انه طرق سمعه ما نطقت به، فعزم على الغزو. ذهب في طريقه وبعد أمد عاد إلى أهله بغنائم كبيرة وأموال وافرة ربحها في هذه الغزوة، فاراد أن يبرهن على أن خصاله كاملة، فأنتبهت للامر، فرحبت به بقصيدة كانت السبب في ان يغضي عنها، ولا ينتقم منها. وردوا العراق، وحصلوا على ما يعيشون به دون عناء مما أمات فيهم روح الغزو رويدا، وزالت نفسيات الحروب، مضى أمد طويل قضوه بالحروب للتسلط بنطاق واسع في لواء العمارة وما والاها. وأن هذه الحالة أدت إلى الراحة والدعة. وفي هذه الحالة قطعت مراحل. وأصابتها حوادث فلت من قوتها. ومن نظر إلى مئات السنين وجدها تطوى سريعا، والتبدل يشاهد قليلا. وجل ما هنالك أنها تحكمت بالعشائر الصغيرة مدة، ثم قويت، فأنتزعت منها السلطة رويدا رويدا. ويحتاج تاريخ تلك الحياة في العراق إلى بسط زائد. وهذا محل ذكره التاريخ. 2 - الانساب والفروع: بعض العشائر تحتاج إلى الاستدلال بأوضاع لمعرفة أصلها، وعلاقة نسبها الا ان هذه العشيرة حافظت على أنسابها وعلى كثير من عوائدها القديمة مما لانضطر في معرفته إلى بذل جهود. وان أهم ما هنالك اسم العشيرة القديم و(نخوتهم). قال الشاعر: الا ابلغ بني لام رسولا ... فبئس محل راحلة الغريب اذا عقدوا لجار أخفروه ... كما غر الرشاء من الذنوب وما أوس وان سودتموه ... بمخشي العرام ولا أريب أتوعدني بقومك يا ابن سعدى ... وذلك من ملمات الخطوب وقال آخر: كيف الهجاء وما تنفك صالحة ... من ابن سعدىبظهر الغيب تأتيني جاء هذا صفحة كاشفة عن نخوة قديمة(اخوة سعدى) وينطقون بها (سعدة) ولعل أعظم شئ فقدته لغتها القحطانية. زالت الفاظ كثيرة منها، وتغيرت لهجات عديدة من جراء الاختلاط بغيرهم... وقال البسام: " بنو لام ذوو القدرة والتمام، والاكرام لنزيلهم والانعام. وهذه القبيلة السامية الجليلة تنقسم إلى فرقتين وهم البلاسم، والعبد الخان. وشيوخهم عرار وعلي خان. عددهم ثلاثة آلاف سقمان. وأما الخيل فألفان، كلهم فرسان. " اه وجاء في نهاية الارب: " قبيلة من قبائل طئ، وهم بنو لام بن عمرو بن علية بن مالك ابن جدعان بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن قطرة ابن طئ... قال ابن سعيد ومنازلهم في المدينة إلى الجبلين، وينزلون في أكثر أوقاتهم مدينة يثرب، وذكر الحمداني ان بني لام داخلون في امرة امراء آل ربيعة من عرب الشام... " اه(1) وهذا النص المذكور يشير إلى أيامه بوجودهم في الحجاز، وأيام امارة آل ربيعة في عهد المغول، وجعلهم داخلين في امارتها. وهؤلاء امراء طئ. وزاد الحيدري:
(1/271)
" هي كثيرة العدد والبطون، حمائلهم من أكابر الناس كرما ونجابة وبأسا، بطن من طئ القحطانية ... وكانت منازل بني لام في الاصل في المدينة إلى الجبلين ... ثم أتوا إلى العراق. " اه(2) 3 - بيت الرئاسة: ان هذه العشيرة توسعت كثيرا، وتفرعت إلى فروع جديدة، منها من تولى الرئاسة ثم ان الاوضاع تنوعت، فلم تذعن لرئيس بعينه، وانما نرى كل رئيس اختص بمقاطعة أو مقاطعات بمن معه من عشائر. وفي حوادث عديدة جاء ذكر رؤساء توالى ظهورهم. قالوا: وأول من نزح إلى العراق الشيخ براك بن مفرج بن سلطان ويتصل نسبه بأوس بن حارثة. وهذا عبر شط العرب من أنحاء البصرة، ومال إلى المولى(بركات) من المشعشعين فأحسن نزله، ونال مكانة عنده فمنح ابنه حافظا أنحاء العمارة، فاستقر فيها، وبعد مدة اذعنت له الاطراف، ولم يعد يطيع الموالي المشعشعين، وانتصر عليهم. وان حافظا هذا ترك ولدين نصيرا ونصارا، وان نصيرا ولي الرئاسة بعد والده. واعقبه ابنه فرج وهذا ترك له من الاولاد (عبد الشاه)، و(عبد الخان)، و(بلاسم)، و(معلى)، و(طعان). ومن هؤلاء (عبد الشاه) ولي الامارة بعد والده، وبعد وفاته صار مكانه أخوه (عبدالخان)، ثم مات فخلفه ولده (جادر)وهو (عبد القادر). وبعد وفاة عبد القادر تقلد الرئاسة سيد (عبد السيد) بن بلاسم. وهذا ولى بعده ابنه (مذكور). وأما نصار فانه صار رأس فخذه ومنه تفرعت افخاذ تالية (رحمة)، و(خميس)، و(مرمر)... كما يستفاد من المشجرات الموجودة. وفي موجز تاريخ عشائر العمارة ان امارة بني لام من حين استولت على أنحاء العمارة تمكنت ودفعت سلطة الموالي المشعشعين، وان المولى فرج الله حارب مذكورا، فانتصر مذكور عليه. ولما توفى مذكور خلفه ابنه مشعل. وهذا تقلد محله ابنه جنديل الاول، وعرار بن عبد العالى بن مذكور. وبعد وفاة جنديل صار ابنه مذكور الثاني وكل من اخوته علي خان ومحمد.(1) وأمثال هذه نراها في عشائر كثيرة فان فكرة (بيت الرئاسة) تعد أصلا في تكون العشيرة وان باقي العشائر تتفرع منه وهذا مشهود في الكثيرين حتى في الدول لانكاد نجدها تنسب حادثا الا اليها. وربما لاتذكر من يبدى انتصارا للعشيرة أو العشائر التابعة. وانما يقتصر العمل على بيت الرئاسة وحده. وفي بني لام وتكونهم لانرى ما يختلف عن هذا. فلم يعرف منهم غير شخص واحد عبر العراق من أنحاء البصرة وهو الشيخ براك بن مفرج قتل عمه فمال إلى الموالي (المشعشعين)، وابدى قدرة ومهارة وحل ابنه حافظ لواء العمارة وتجلت قدرته أكثر وحكم العشائر هناك. ومنه تفرعت الفروع المشهودة من عشائر بني لام من ذريته... والحوادث التاريخية المدونة تطعن في هذه الفكرة وتبطل القول بها مع وجود العشيرة سابقة لهذا العهد، وانها كانت في الحجاز فمالت إلى العراق بعد ان كانت مع طيء بل من أشهر عشائرها. فكان الميل للعشيرة لا لشخص بعينه. ولنا من التاريخ ما يؤيد هذه الجهة فان عشائر بني لام مالت إلى العراق واكتسبت المكانة في محل وجودها اليوم. وكانت سلطتها أقوى واكبر. ورجالها لا يزالون على البداوة والكفاح، وانهم في نشاطهم الاول فتمكنوا ولم يؤثر فيهم الركود والاستقرار الا بعد ان غلبت عليهم حالة الارياف. فهذا (يوسف عزيز المولوي) يكر في كتابه (قويم الفرج بعد الشدة) من الحوادث ما يبصر انهم كانوا من أوائل العهد العثماني يحكمون هذه البقاع من أيام السلطان سليمان الذي ورد بغداد سنة 841ه - 1534م. ولا شك انهم اغتنموا فرصة انشغال بال الدولة العثمانية، ودولة إيران فعز جانبهم، وتقووا على العشائر، ومكنوا السلطة. فلما فرغت الدولة العثمانية من مشاغل إيران التفتت إلى حوادثهم فكانوا حجر عثرة في طريقها إلى البصرة. وفي الغالب اختارت طريق المنتفق لما رأت من أوضاع هؤلاء وتخريبهم الطرق أو حالاتهم المعاكسة لها، أو رأت سهولة السير من طريق الشامية لئلا تكون المياه عثرة في طريقهم.
(1/272)
وللتحقيق عما جاء في محفوظات عن بني لام وتثبيت صحتها يجب أن نتبين قيمة ودرجة قبوله علميا. وبذلك نفهم (تاريخ بني لام) بما هو الاقرب إلى الصحة. وعندنا (كتاب موجز عشائر العمارة) دون ما سمع ولم يكن تاريخا عن نصوص منقولة من مؤلفات معاصرة. ولعله اعتمد على (كتاب الاعرجي) في المشجر وما دون من محفوظات زمانه كما راجعنا المشجر الذي كتبه المرحوم (محمد فهمي) معاون الشرطة سابقا هناك فقد كان مكث مدة طويلة توغل في التحقيق وفي خلال ذلك تمكن ان يكتب مشجرا عن بني لام فكان ذلك كله من المحفوظات. وكلاهما بذل جهدا يشكر عليه. ومهمتنا ان نتخذ هذه أصلا للمنقول عن الافواه ونقرب بينها وبين المدونات التاريخية مما كتب في حينه أو كان معروفا في زمن حدوث وقعة ما. وبهذا نتبين أصل ما جرى ليتعين الوضع الحقيقي ويزول الابهام بقدر الامكان، وتصحح الحالة بما تيسر، ونترك الباقي إلى ما يظهر من وثائق. والذي يدعو إلى الالتفات معرفة عهد (بركات) أمير الموالي (المشعشعين) والمولى (فرج الله). والاخير معروف في التاريخ. ومنه نعلم قرب العهد بالموالي وبأوائل العشيرة ومن ثم نناقش النصوص ونبين ما لدينا من تعليقات على ما جاء في (موجز تاريخ عشائر العمارة) وهو الاصل. أو مشجر (محمد فهمي)... ومن ثم نعلم المعاصر لفرج الله وهو (مذكور بن سيد بن بلاسم بن نصيري بن حافظ بن براك). والاخير ورد ديار الموالي واستولى ابنه على انحاء العمارة. 1 - من هذا يتحتم علينا أن نعرف بركات من امراء المشعشعين. وبهذا نعرف زمن ورودهم العمارة مع احتمال ان يكون هذا الاسم مغلوطا، أو أنه لا وجود له، أو بينه وبين المعلومين بعده مسافة بعيدة. 2 - المولى فرج الله معروف. ومعاصره (مذكور) من رؤساء بني لام. فهذا يصح أن نعين تاريخه لنثبت من الحالة، ونعلم ضبط التاريخ. 3 - نلتمس الوقائع الاخرى. لعل فيها ما يبصر أكثر، فيؤيد ما جاء في المسموعات أو يخالفها فيصححها. 4 - كان من رؤساء بني لام عبد العال. وهذا عرفت وقائعه وعلمنا تاريخه بالضبط. فما هي النصوص المؤيدة لوجهة نظر العشيرة ومحفوظاتها، وهل هناك غلط في المحفوظات، أو أضطراب؟ 5 - الوقائع التالية ونصوصها. وهذه تدعو إلى الالتفات من ناحية تاريخ (بيت الرئاسة) وما يتعلق به للاطلاع على توالي الرؤساء وبذا تصح المعلومات. ولا يهمنا تعيين النهج بقدر ما نأمل ان نقدمه للقاريء من التحقيقات وذلك ان هذه العشيرة ذكر عنها أنها من أيام السلطان سليمان القانوني تذعن للدولة. وانما اعتزت بموطنها. ومن حوادثها المهمة ما كان سنة 1089ه، وسنة 1106ه ولا يهمنا أن نتناول عشائر بني لام ووقائعهم. وانما المهم أن ندون بيت الرئاسة للتحقيق عن صحة المحفوظ. وأول ما وصل الينا خبره من رؤسائهم (عبد الشاه). وهذا ورد ذكره في حوادث سنة 1112ه. ومن حوادثه مع الدولة ما كان سنة 1116ه، وما بعد ذلك إلى سنة 1123ه. فتحدد تاريخ امارته على عشائر بني لام مع العلم ان التاريخ دون وقائعها قبل هذا بكثير. واذا رجعنا إلى المشجر علمنا ان عبد الشاه بن فرج بن نصيري ابن حافظ أول من ورد إلى أنحاء العمارة. والوقت لا يفي لارجاع هؤلاء إلى أيام السلطان سليمان القانوني كما جاء في تاريخ (قويم الفرج بعد الشدة) مع العلم بأن عشائره كانت تبلغ عشرين الفا مما لا يأتلف والمؤسس المذكور، ولم يأتلف والواقع. وجل ما نفسره ان عشائرهم الاخرى ممن لم يتولوا الرئاسة ألصقوا بأعلى رؤسائهم القدماء لتوكيد الصلة بهم مع أنهم لا يشك في أنهم من بني لام، وانهم اقدم مما قالوا او انهم نسوا ما تجدد، وما كانت صلته بالاعلى بأن تفرع منهم فروع جديدة لا تبلغ أقدم عهد. ومن أمثلة ذلك رحمة وخميس ومرمر فأن هؤلاء تكونت منهم عشائر. وروعيت صلتهم القريبة بأنهم من أولاد نصار ليتصلوا ب (نصيري) جد الرؤساء. وما ذلك الا لانهم لم تتأهب الافكار لحفظ نسبهم كالرؤساء فالصقوا بأقرب المحفوظ مع أن البحث يجلو عن خلافه. علمنا تاريخ (عبد الشاه) من رؤساء بني لام وعرفنا النصوص التاريخية فثبتنا ما وصل الينا، ولزم أن نعين تاريخ المولى بركة المشعشع وهل هو المذكور في المجلد الثالث من (تاريخ العراق بين احتلالين).
(1/273)
ولنرجع إلى المطالب الاخرى. فأن مذكورا شيخ بني لام جاء أن معاصره فرج الله فب حين أن المولى فرج الله معاصر لعبد الشاه لا للشيخ (مذكور) كما جاء في (موجز تاريخ عشائر العمارة). فأن مذكورا هو ابن سيد (كذا. وصوابها عبد السيد) بن بلاسم. وبلاسم هذا هو أخو عبد الشاه. وقد صار قبله رؤساء سابقون له. وان عبد الشاه دامت رئاسته إلى سنة 1123ه. ثم ان أمير الموالي عبد الله كانت حروبه مع بني لام سنة 1127ه وكان شيخهم عبد العال. ومن وقائعه ما حدث سنة 1130ه. ثم صار الشيخ فارس رئيسا، وبعده الشيخ عبد السيد سنة 1131ه. وبعد ذلك صار الشيخ عبد القادر أخو عبد العال رئيسا. وهو عبد الجادر في نفس السنة 1131ه. ودام الشيخ عبد القادر إلى سنة 1150 ه وكان له ابن اسمه موح. والملحوظ ان من عمود النسب ان بلاسم أخو عبد الشاه و (عبد السيد)، وان مذكورا ابنه. وأما عبد العال فانه ابن مذكور بن عبد السيد بن بلاسم... ومن وقائع عبد العال ما كان سنة 1131ه. وهكذا توالوا بالوجه المذكور. وفارس لا نعرف مكانه من بين اشخاص الرؤساء. وأما الشيخ عبد السيد فهو ابن بلاسم ولي بعد عبد العال سنة 1131ه. وهذا خلفه في السنة المذكورة عبد القادر بن مذكور بن عبد السيد ودام في الرئاسة إلى سنة 1150ه وربما تجاوزها. وابنه موح لا ندري عنه أكثر من اسمه. وبيوت الرئاسة تفرعت كثيرا. ولم يتعين لنا ضبط أسمائها سوى المحفوظ. ومنهم تكونت الافخاذ. ومن الرؤساء الوارد ذكرهم في كتاب عشائر البسام (عرار) و (علي خان) فمن هؤلاء (عرار) فهو ابن عبد العال ابن مذكور بن سيد بلاسم السابق الذكر. وأما (علي خان) فانه ابن جنديل الاول ابن مشعل بنمذكور بن سيد بلاسم. ومن مراجعة محفوظات بني لام ان الرئاسة فيهم تكونت من حافظ ابن براك وله أخ اسمه حويفظ أيضا. ومن حويفظ تكون (الحويفظ). وأما حافظ فانه تكون منه (النصار)، و (النصيري). ومن النصار تفرعت (الرحمه)، و (الخميس)، و (المرمر)... ومن نصيري تكونت بيوت عديدة يطلق عليها (آل نصيري) وانحصرت الرئاسة فيهم. وتكونت من نصيري بيوت عديدة أصلية (البلاسم)، و (عبد الخان)، و (عبد الشاه)، و (المعلى)، و (الطعان). وهؤلاء في الاصل أولاد فرج (فري) بن نصيري بن حافظ ومن هؤلاء تفرعت بيوت أيضا. وفي موجز تاريخ عشائر العمارة رؤساء بني لام بالتوالي: حافظ، نصيري، فرج، عبد الشاه، (أخوة عبد الخان)، جادر (عبد القادر) بن عبد الخان، سيد بن بلاسم. وبه انتقلت الرئاسة إلى بيت بلاسم، مذكور الاول (ابنه)، مشعل (ابنه)، جنديل الاول، عرار ابن عبد العالي بن مذكور، ومذكور الثاني واخوته علي خان ومحمد(1) وعرار وعلي خان من الرؤساء ذكرهم البسام في عشائره. وهذه القائمة لاتخلو من نقص أو خلل. والصواب ما قدمنا بيانه بالنظر للنصوص ولعل هناك تصحيحات أخرى تظهرها الوقائع. ورؤساؤهم في الوقت الحاضر من بيت جنديل وهم: (1)شبيب المزبان. (2)جوي اللازم المزبان. (3)حاتم الغضبان البنيان المزبان. (4)سكر الفالح البنيان. (5)علوان الفليح الحسن الجنديل الثاني. (6)ناصر الماجد الجنديل الثاني. (7)أخوه حسن. (8)يعقوب بن يوسف بن علي المحمد العلي خان. (9)ذياب الجتب السعيد الموسى المذكور الثاني ابن جنديل. ورؤسائهم من بيت عرار: (1)قمندار الفهد الغضبان النعمة العرار. (2)حسين بن ابي ريشة الغضبان(2) وهنا لا نمضي دون ايراد ما جاء في (سياحتنامهء حدود) من أنه قبل أكثر من مائة سنة حدث نزاع بين رؤسائهم في الرئاسة، فاتخذت الدولة ذلك وسيلة للتدخل، ففصلت الرئاسة بعضها عن بعض فجعلت ما كان يمين دجلة لشيخ، والآخر في يسارها وفصلت ما كان من القرنة إلى النهر (أم الجمل) فأعطته إلى المنتفق. وصارت سلطة بني لام من أم جمل إلى شط الغراف، ومن يمين دويريج من يساردجلة إلى بدرة وجسان وتورساق (طرسخ) وزرباطية لبني لام. ولكنهم يتجولون في إيران دون مانع.
(1/274)
وذكر صاحب سياحتنامهء حدود حادثا جرى معه بقوله انه كان يوما قد ذهب أحد شيوخ بني لام إلى مواجهة الوالي. جاء بأبن أخيه الصغير معه. وفي أثناء الصحبة التفت إلى الصغير وسأله هل تقرأ وتكتب؟ فأجاب عمه لا! فأنه من أولاد الشيوخ، فلا يرى حاجة إلى ذلك. وقال ان اسرتنا لا تقرأ ولا تكتب، ولا تترتب علينا القراءة والكتابة، وابدى عظمة وبين ان من تعلم القراءة والكتابة يعاب. وبهذا أظهر جهله وانه حيوان أعجم. والحق ان العشائر كانت في الاغلب تعد التعليم عيبا وفي هذه الايام دبت روح التعلم ولم يعد من يقرأ ويكتب مستحقرا، ولكننا لا ننكر أن بعضهم كان يقرأ ويكتب، تكاثر في أيامنا المتعلمون منهم. وان كانوا يعوضون عن ذلك بأستخدام الكتاب، والعلماء للوعظ والارشاد وقراءة بعض القصص التاريخية في مجالسهم. 4 - تفرعات بني لام: هذه العشائر تستند إلى أنها من رجل واحد. وفي هذا نظر وعشائر بني لام كثيرة. وبينها ما لا يصح ان يعد منها، وبينها ما هو متكون حديثا من بيت الرئاسة، أو أنه من عشائرها القديمة والصق باجداد بيت الرئاسة ومتفرعاته. فهي امارة كبيرة. وفي سياحتنامهء حدود جاء بيان عشائر العمارة، واعتبرها من بني لام ولم يفرق بين أصولها واتصالاتها وانما لحظ البداوة والريفية. وهذا مشهود من كل من لا يعرف العشائر وأنسابها وانما يراعي المجموعات ولا يهمه سوى ذلك وسوى السلطة وما دخل في حوزتها، ومواطن هذه. ومن الكتب المؤلفة في بني لام (كتاب الاساس لانساب الناس) لسيد جعفر الاعرجي الفه سنة 1329ه. ودون ما علمه في أيامه أو سمعه من الافواه أو لم يذكر الا الصلة بين الرئاسة. وذكر بعض الافاضل أنه رأى نصوصا منه. ولا يختلف عما هو معروف اليوم. أبدى أن سلطة بني لام كانت واسعة تشمل اللواء كله. والرئاسة العامة انعدمت منذ مدة الا ان الرئاسات المتعددة لم تخرج من بيت الرئاسة. أما إدارة كل عشيرة فانها تابعة لرؤساء الفروع. وجاء في سياحتنامهء حدود من عشائر بني لام: المعلى، والطعان، والحمد، والرحمة، والخميس، والعبد الشاه، والظاهر، والعبد الخان، والبلاسم. عدهم بدوا. وعد عشائر أخرى لا تمت بصلة إلى بني لام ومنها ما يرجع إلى بني لام، فاختار الارياف. ونحن نذكر المعروف من عشائرهم: 1 - آل نصيري: وهؤلاء من بيت الرئاسة. تفرعوا من نصيري من حافظ بن براك. والمشهور انهم فضول. و (افخاذهم): 1 - الطعان. أولاد فرج بن نصيري. يسكنون في قضاء بدرة. يرأسهم حمد المعلى. ونصيف الشاطي. 2 - المعلى. أولاد (معلى) بن فرج بن نصيري. يسكنون في أنحاء جسان ومندلي وبدرة. يرأسهم سلمان العزي، ومهيلي السويح، وفرحان البلاسم، ومحمود الصجم. ونخويهم (اخوة صيتة). 3 - العبد الشاه. من أولاد فرج بن نصيري. رئيسهم رحمة ابن عبد علي والآن ابنه رسن الرحمة. ونخوتهم (اخوة شايعة). وهم في أنحاء العمارة وبدرة. 4 - آل عبد الخان. من أولاد فرج أيضا. نخوتهم (اخوة نايفة) رئيسهم عزيز الفيصل في أراضي خير آباد من منطقة ميناو في ايران، وفي أبي حلانة في العمارة. رئيسهم نعيمة بن مسيلم. 5 - البلاسم. من بلاسم بن فرج بن نصيري ونخوتهم (فضول) و (أولاد فضل) و (سعدى). ومن فروعهم: (1)بيت عبد العال. وهذا ابن مذكور بن سيد بن بلاسم. ورئيسهم قمندار بن فهد في علي الشرقي ويقال لهم (بيت مذكور). ومنهم ذياب ابن جتب بن سعيد بن موسى بن مذكور. (2)بيت عرار. وعرار ابن عبد العال. ومن رؤسائهم حسين بن أبي ريشة بن غضبان بن نعمة بن عرار(1). (3)بيت جنديل. هذا ابن مشعل ابن مذكور بن سيد بن بلاسم رئيسهم علوان ابن فليح في (شيخ سعد). (4)بيت مزبان. ابن مذكور الثاني ابن جنديل. فهم فرع من بيت جنديل. ومن رؤسائهم. شبيب المزبان، وجوي اللازم المزبان، وحاتم الغضبان البنية المزبان، وسكر الفالح البنية المزبان. ومزبان هذا هو ابن مذكور بن جنديل بن محمد. (5)بيت علي خان. ابن جنديل. منهم اليوم يعقوب بن يوسف ابن علي بن محمد بن علي خان. ويعد من (آل نصيري): 1 - بيت عبد الشويخ. نخوتهم (حبشة). ولم نستطع ان نعين اتصالهم. 2 - الربود. وهؤلاء جدهم براك بن فضل. ومن فروعهم: (1)الخرسان. رئيسهم فرج السلمان. (2)الصرخة. رئيسهم راضي الحسين.
(1/275)
(3)الرويشد. رئيسهم شاطي. ويقال انهم من السراي. (4)المقارفة. 3 - الحمد. رئيسهم فرحان الاسماعيل (الاسماعين). 4 - الظاهر. وقالوا ان هؤلاء جدهم براك آل فضل. ومنهم من يعدهم من جنانة. 2 - آل نصار: وهؤلاء ينسبون إلى نصار بن حافظ بن براك. ويتفرعون الى: 1 - الرحمة(1). ويتكون منهم فرع بهذا الاسم. وهو رحمة ابن نصار. ورؤساؤهم مولى بن مشكور، وعبد الحسن اليوسف، وشياع الصفوك، وعباس المولى. ومنهم في مندلي (بندنيج). 2 - الخميس. وهذا أخو رحمة بن نصار. ومنهم في أنحاء بدرة وجسان. ونخوتهم (اخوة عبدة). برأسهم محمد الخميس، واسماعيل العباس. 3 - المرمر. رئيسهم رحمة بن نصار. 3 - الحويفظ: وهؤلاء يدعون أنهم من أولاد حويفظ بن براك. وهو أخو حافظ ابن براك. وهؤلاء فخذ يرأسهم. ويعد من أقدم الافخاذ يتصل ببراك رأسا. ويلحق بعشائر بني لام ان بني لام اكتسبوا مكانا مهما بين العشائر، فمالت اليهم عشائر عديدة وبمرور الايام صارت تعد منها في حين أنها لا صلة لها نسبية بها. وبينها ما كان من جذم عدناني. وذكر صاحب (سياحتنامهء حدود) عشائر العمارة من السواعد والبو محمد والازيرج واخرى عديدة منها. وبينها من ربيعة وكعب. ولا نتعرض لما يأتي ذكره أو سبق أن ذكرناه. وانما نعد بعض العشائر التي ليس لها شخصية مشخصة بنفسها وانما هي تابعة: 1 - جنانة. يرأسهم مسلم الدنبوس، وزامل الضمد. ويعدون من ربيعة بل عشيرة مستقلة فهم من العشائر العدنانية وهي (كنانة). ويظهر ان قد دخلتها بطون من غيرها. وفروعها: (1)الكمر. فخذ الرؤساء. رئيسهم دنبوس المحسن. ومنهم بيت شمر، والزريجات، والعمارنة، وبيت سنيد، والحجاج (حياي). (2)الدريسات. رئيسهم زامل بن عصاد بن شنان. ومنهم الجلالات، والضامات، والنوكية، والداينية. من قيس ولم يكونوا من هؤلاء. والشحينات. (3)خسرج. رئيسهم تغي (تقي) العباس. ومنهم جنادلة، وعثوك، ولطيف. وهؤلاء من القحطانيين مبثوثون في أماكن عديدة. (4)بني عكبة. يرأسهم حسين المولى وسعيد الاسماعيل ونخوتهم (اولاد الحصان). (5)الصكور. رئيسهم علوان بن حسين. وهؤلاء من عنزة من الصكور. (6)الشياخنة. يرأسهم عبد الله بن سعيد، وعلوان بن حسين (من السراي). (7)كعب (جعب). رئيسهم علي الهميم. وهم من عشيرة كعب المعروفة. ومنهم الدبيس من بني لام. ورئيس الدبيس في العمارة جبر بن مهلهل. (8)الزبيدات. رئيسهم محيسن بن سموم. وهم من عشائر زبيد. والالف والتاء للقلة. (9)الدلفية. رئيسهم فياض الموسى. من شمر طوكة. (10)الصبيح. منتشرون في أنحاء عديدة منهم في لواء ديالى. ولعلهم فرع من المجمع. (11)الجمالة. (12)البهادل. (13)المواجد. تلفظ (موايد). (14)فراكي. (15)السراي. من ربيعة. ومنهم عكيل، وشرفات، وعذار. (16)ابيض. نخوتهم (مامو). وممن عدهم صاحب (سياحتنامهء حدود): بنو سالة، والبو دراج، والرسيتم، والبو فرادي، والذهيبات، وبيت علاك، وبيت دجن، والنجاة، وبيت دخيل. سادة، وبيت هماش. وهؤلاء لم يتعين لنا اتصال الكثير منهم وبينها ما لا يعرف له اليوم ذكر بل بعثرتهم الحوادث أو مالوا إلى القرى والمدن. وبنو سالة من طيء. هذا وان وقائع بني لام مذكورة في تاريخ العراق بين احتلالين. والفضل لا يختلف عن البو محمد الا في المقدار مع بعض تفاوت ويأتي الكلام عليه عند ذكر العرف. وعندهم من الشعر ما هو معروف ب (اللامي) المنسوب اليهم. وعند بني لام (العيادة) وهذه أمرأة تحث على الحروب، وتحرض على القتال. وعندما ترى آثار هزيمة أو انسحاب في القتال تدعو إلى (العودة) وتهيج الشعور، وتحرك الهمم... وفي عنزة وغيرها يقال لها (العمارية). ومر ذكرها. والهودج الذي تكون فيه يقال له (العطفة). وعند بني لام تصعد البنت الجميلة، وتظهر بزينتها. وتكون في الاغلب بارعة في دعوتها وبيانها فتشير إلى قومها بالتأهب للقتال. واذا حدث حثت على العودة اذا رأت خللا. ومن هنا جاءت تسميتها. وكان آنئذ الحروب غير منقطعة. وفي هذه الايام زالت أو سارت على الزوال. وفي الشعر القديم: يقدن جيادنا ويقلن لستم ... بعولتنا اذ لم تمنعونا
(1/276)
وهذا عين ما يراد ب (العيادة). وفي هذه الايام تغير الاتجاه في الحروب وتبدلت أسلحته وصار العلم أقوى سلاح وأنصرف الناس إلى المصالح العامة والنظر في شؤونها. وصارت قوة العشيرة لا تعد شيئا تجاه قوة الامة فالحاجة تدعو إلى اعزاز الامة لتعز العشيرة. 3 - عشائر بني لام الاخرى 1 - الغزي: عشيرة من الفضول (بني لام)، وهو المعروف المتحقق من الكثيرين، وتؤيد النصوص التاريخية ويعدون من عشائر الاجود وان لم يكونوا منهم. رئيسهم منشد آل حبيب، وتوفي سنة 1948م والآن ابنه الشيخ محمد عضو المجلس النيابي. ومنشد بن مناحي بن حبيب بن شبيب بن محمد بن ناهض بن فارس. يسكنون في لواء الناصرية في صوب الشامية في أراضي السايح والمضيمات والبطحاء (ناحية اور)، ونخوتهم (أولاد محفوظ). وهم زراع، ولهم المكانة المعروفة في الطعن والضرب، ولا يحملون ضيما... وجاء في نهاية الارب أنهم أحلاف آل مرا، ولم ينسبهم إلى قبيلة كذا نقل عن الحمداني(1). وفرقهم: 1 - آل موليه: فرقة الرؤساء. وفروعهم: (1)البو برهي. الرؤساء. (2)آل نصير. (3)آل مويجد. (4)الطحيلات. (5)الطوامي. ويتبعهم آل طشيش من الاعبس وآل غزيج من بني اسد. 2 - البو علي: رئيسهم عطشان آل عباس والآن علي آل جودة ونخوتهم (علاوشة) وفروعهم: (1)الشويبات. رئيسهم عطشان العباس توفي والآن عداي الكاظم ابن عمه. (2)آل بصري. رئيسهم بجاي المطير. والآن ابنه فرحان. (3)آل جريب. رئيسهم علي الجودة. (4)المجانية. رئيسهم عداي آل كاظم. 3 - آل غفلة: رئيسهم عنيطل آل مشل. توفي والآن حفيده محمد ابن درويش. وفروعهم: (1)العرار. الرؤساء. (2)آل زريف. (3)آل شهيب. (4)آل شتاتي يسكنون مع الطوكية. 4 - آل صوايح: رئيسهم جلعود آل دريعي والآن ابنه سالم ونخوتهم (برشان) وفروعهم: (1)آل صوايح. (2)آل بصل. رئيسهم صكبان الغمش. (3)البو خبيزة. (4)البدة. (5)الشبيب. 5 - آل الاجود. رؤساؤهم زياد آل تولة وجبرآل ظفير وكطع آل نهاب. وفروعهم: (1)البو حمد. رئيسهم جبر ل ظفير. (2)السويديون. رئيسهم نهاب الشراد. (3)البو نصيري. رئيسهم زياد آل تولة. ويرجع هؤلاء إلى الصوائح. 6 - آل بو غنم. رئيسهم كاطع آل صراخ. ومنهم آل سماع وآل عليان. 7 - اهل العرجة. رئيسهم حمد آل مرزوك والآن ابنه كاطع ويرجعون إلى عشيرة العبيد ونخوتهم الخاصة (عزاب) ونخوتهم العامة محفوظ. وفروعهم: (1)البو عبد الحسن. (2)المصطفى. يرأسهم كاطع الحمد والحاج حميد آل صافي. (3)السحوم. (4)العمر. 8 - آل عليوي: رؤساؤهم حسن آل مصعط، والحاج جابر آل مهني، وثجيل آل نعيمة وهم رحالة ومن الغزي ومعهم. وفروعهم: (1)آل كريم. رئيسهم عطية القطان. (2)آل خشيلة. رئيسهم ثجيل آل نعيمة. (3)آل رميض. 9 - آل معن: رؤساؤهم مزهر آل حسين وصيهود آضباح وشحم آل جرمد. وفروعهم: (1)المويلحيون.رئيسهم نجم آل ضباح. (2)آل سلمة. رئيسهم مزهر آل حسين. (3)البو عكاب. رئيسهم سعيد المبارك. والآن يسكنون في الشطرة مع بني زيد. وصلاتهم لا تزال مع آل غزي. وهم من آل غزي. 10 - آل حسين: يسكنون مع آل معن. وهم غزي وقسم منهم مع مياح. وفروعهم: (1)الكوام. يسكنون مع الغزي. (2)البو زركة. يسكنون مع الازيرج. 11 - آل نصر. من الغزي يسكنون مع بني زيد الدجة قسما، وقسما مع الغزي وقسم مع بني رجاب. رؤساؤهم حسن آل مزيغيل وسايب آل فهد وعبيد آل هداد. ومنهم: آل محمد والزغيريون. 12 - آل فرطوس. أصلهم غزي رئيسهم جاسم الفارس في أراضي العبد في الجبايش ومنهم في لواء العمارة رؤساؤهم سكران آل ركن وكريم وعبود. ومنهم من يقول خفاجة. وأكد الغزي أنهم منهم. وفروعهم: (1)آل عطاس. (2)البو زبارة. يمتون إلى الصوائح. (3)البو راسي. (4)العبادة. من الغزي. (5)آل سلمة. ويلحق بهم: 1 - العبيد. رئيسهم الحاج حسين شيخان. وتوفي والآن ابنه حسن وفروعهم: (1)الاعجام. (2)الهطراويون. رئيسهم عطية. (3)الجفال. رئيسهم عودة الوهام. (4)الجديح. رئيسهم عجة الجديح. 2 - آل بدر: وهؤلاء من عبس واصلهم في حدود السماوة وهم في عداد الغزي قديما. وفروعهم: (1)البو عبيدة. رئيسهم ذياب بن عجيل. (2)البو ضويو. رئيسهم ذياب بن عجيل. (3)آل صياح. رئيسهم صكر آل عنبر.
(1/277)
(4)البو حسون. رئيسهم حمادي آل واوي. 3 - البو طبر:وهم من عبس ليضا. يرأسهم فرحان آل زين ومزهر آل زين وقد توفيا والآن يرأسهم مطيني آل مايع وسعيد آل صفحي. وفروعهم: (1)آل وايل. رؤساؤهم جاسم الهداد وصياح آل شهد وغيلان آل عنكك. (2)البو رسن. رئيسهم مايع آل زين والآن مطيني آل مايع. (3)نفس البو طبر. (4)آل مساليم. (5)آل شهد. رئيسهم صياح العواد. 4 - البو نوار. من عبي ايضا. رئيسهم همريع آل فرحان. وتوفي والآن اخوه الحاج خليبص. وفروعهم: (1)نفس البو نوار. (2)آل غرير. (3)آل وازي. (4)آل جدوع. (5)آل حرة. يرجعون إلى البو علي من الغزي. (6)آل طعس. وباقي فروعهم تأتي عند البحث عن عشيرة آل عبس في المجلد الرابع.
5 - الشريفات: ويسمون عرب المناع ورؤساؤهم مطر آل حايف وحيوان آل دويان العجيل ومسعط آل صالح وشلواح آل مشاي. يرجعون إلى بني تميم وقسم منهم يساكن الطفيل ورحالة مع الغزي وفروعهم: (1)آل عويد. رئيسهم حايف الشديد. (2)آل شريف. رئيسهم حيوان بن دويان العجيل. (3)الدراوشة. رئيسهم مصعد الصالح السحاب. (4)آل صلال. رئيسهم شلواح آل مشاي. (5)آل طوي. يرأسهم خاطر الجثير ونجم الشمر. (6)آل عاصي. رئيسهم ثجيل بن عداي البردي. ويلحق بهم: الجري رئيسهم مهنا بن مناحي. ومنهم (الكعيشيش) ورئيسهم منهي الكعيشيش و (الملالي) ورئيسهم مارد الدمدوم. علمت ذلك من الشيخ ثامر بن دحام بن مناحي ومن كاظم بن منشد في 2 - 5 - 1955 ومن آخرين قبل هذا التاريخ.
2 - الجوارين: تكوينها من عدة قبائل وليس من نجار واحد . ويعدون في عداد الاجود. وأكد لي ذلك المرحوم الشيخ زامل المناع ويؤيده صاحب (سياحتنامهء حدود) وكتب اخرى. نخوتهم ( مجايسة) يقيمون في أطراف سوق الشيوخ. ولهم مزارع ومنهم رحالة أشتهروا بالشجاعة ورئيسهم ناصر بن حسين الكبيح. وفرقهم:
1 - الدريس. الرؤساء رئيسهم ناصر الكبيح. ومنهم الكراغول وآل غلبون.
2 - المحمد. اصولهم من عبدة من شمر رئيسهم محمد الشنان. 3 - العبابسة. من عبس رئيسهم دحام الجرو. 4 - التيوس. بهم الشيخ محمد العثمان من حرب رئيسهم تركي الكطان الغنام. ومنهم النعيمة والغنام. 5 - آل نبهان. واصولهم من شمر وقد اتى سالم النبهان الزميلي الزوبعي من سنجاره من حائل قديما بعد خلاف مع أبناء عمومته وهو ملقب بسالم ابوالعنن لكرمه رئيسهم بهلول الثامر ومنهم المزعل والحايف والعشوان. 6 - الرفيعات. رئيسهم عناد الجفيل ومفضي بن مرعي. وفروعهم: الجفيل، والمرعي والحداد وآل مانع. 3 - الجشعم (القشعم): من عشائر الاجود بل في عدادها ولم تكن منها. راجعنا الكثيرين وحققنا عن أصلهم، فلم نظفر بطائل. فمنهم من يقول ان قشعما هو ربيعة بن نزار من العدنانيين، ومنهم من يقول انه من بني ماء السماء من القحطانيين والتدوينات جاءت للجهتين. ورد ذكره في مطالع السعود، وفي القاموس المحيط. وفي هذه الحالة رجعنا إلى ما يتصلون به من نسب، والعلاقة بين العشائر الاخرى، فلم يعوزنا أن نرجع أو نرجح بعض الاقوال. وذلك انهم من غزي رؤساء هذه العشائر. فهم بلا ريب من بني لام من طيء من قحطان. وهذا الذي نرجحه. ويؤيد عمود نسب هؤلاء على ما يأتي: أستقلت بتسميتها من أمد بعيد. والقول بأنها الاصل ذو مغزى كما ذكر لي الشيخ محمد أخو الشيخ عقاب رئيسهم. ومنه اقتبست غالب ما دونت. وكانت لهذه العشيرة الرئاسة العشائرية مدة ولكن الايام جردتها من عشائرها فمالت إلى الأريافوبقيت محافظة على بداوتها. وأول ما ورد ذكرها في تاريخ ابن الفرات في حوادث سنة 795ه. جاء خبر ثامر ابن قشعم. وهذا كان قد تألم من الأمير نعير أمير طيء ومن حكومة الشام، فأمر عربانه بالرحيل إلى جهة نعير، فجاوزوا على أملاكه بالبصرة فأستولوا عليها ونهبوها(1). وهذه تعد أول علاقة بالعراق واماراته العشائرية. وان ثامرا أول رئيس عرف. ومن الاتصال بطيء وامرائهم نعلم العلاقة. والظاهر انه مال بعشائره بني لام فتمكنوا في العراق من ذلك التاريخ.
(1/278)
وفي تاريخ العراق بين احتلالين في حوادث سنة 953ه - 1456م ذكرهم فضولي البغدادي الشاعر بقصيدة مدح بها اياس باشا والي بغداد في انتصاره على هذه العشيرة. ثم توالى ذكرها في حوادث عديدة(2).والمعروف ان الرئاسة العشائرية كانت معروفة لابن قشعم الا ان العشائر التي كانت تحت سلطته انعزلت عنه واستقلت بتسميتها أو مالت إلى الأريافوعرفت بأسمائها الحالية مثل الغزي وهي تسمية أصل العشيرة، ومثل الجوارين... فتكونت من بيت الرئاسة أفخاذ صارت عشيرة مستقلة. وكنت أظن انها من الاجود وانما صارت في عدادها ولم تكن منها. كان الاستاذ يعقوب سركيس نقل بعض ما علمه من رئيسهم الشيخ عقاب وهو أخو الشيخ محمد الذي نقلت منه. فذكر لي أن أخاه الشيخ عقابا هو الرئيس وهو: " عقاب بن صقر بن ثويني بن عبد العزيز بن حبيب بن صقر بن حمود ابن كنعان بن مهنا بن ناصر بن مهنا بن سعد بن المنذر بن قسام بن (من) ابن قشعم بن غزي. " اه وسبق أن ذكر ثامرا في حوادث سنة 795ه مما يدل على ان الحافظة لا تستمر كثيرا، ولكن المقطوع بهم انهم يتصلون ب (الغزي) ويدعون انهم نزحوا من نجد في أيام جدهم الاخير. ولا شك أنه فاتته اسماء عديدة. ويصعب ضبط الاسماء. وبين ما علمته من الشيخ محمد وما ذكره الاستاذ تفاوت يسير. والملحوظ ان هذه العشيرة ليست أكثر من أمارة' أو رئاسة بدوية على عشائر عديدة فتعتبر ناظمة لها ومشتقة منها. وان امارة المنتفق غطت عليها أو دخلت هي ضمنها بل ضمن أحد أثلاثها، وصار للخزاعل ذكر بعد ذلك، ومثله لعشائر زبيد وعشائر أخرى... ومالت عشائرهم إلى الأرياف فضعفت تلك الوحدة أو القوة وتبعثرت الامارة. وهكذا كان شأن العشائر كلها في تحول مستمر وتطور لا حدود له. ونخوة الجشعم (عبد المشورب). وهو ناصر المشورب. أخذت فرقها عن الشيخ محمد وهي: 1 - الشيوخ. جنعان واسرته. ويتفرعون إلى الحسين والثويني. 2 - الناصر. رئيسهم سلطان بن ناصر. 3 - آل جنعان. وجنعان ورد في عمود نسبهم. ورئيسهم اليوم سرحان بن جنعان. 4 - آل بندر. رئيسهم حسن. 5 - اللهيب. رئيسهم شافي. وهم من عشيرة اللهيب. 6 - آل شليهب. رئيسهم بريجي بن مطلك الرحال. ويلحق بهم: 1 - المخالي. رئيسهم شعلان آل صران. 2 - الشهبان. ويساكنهم الجنابيون. والمسعود، والبو براطم وهؤلاء الجشعم في المهناوية المنسوبة لجدهم (مهنا). وفي أنحاء الكوفة (كرمة الجشعم) عرفت بهم. وكانت لهم الرئاسة العامة على عشائر كثيرة أذعنت لهم بالطاعة. وكان العثمانيون استغلوهم للقضاء على المنتفق فلم يفلحوا. والآن في حالة ضعف ولكنهم لا يزالون محافظين على عزة نفوسهم، لا يفترقون عن البدو في اللهجة ويتعاطون قصيد البدو، والحداء وسائر آداب البادية. وكان الشيخ محمد أكثر حفظا لشعر (رميزان) و (راكان) من شعراء البادية. ويجاورهم بنو مالك في فروع كثيرة منهم، وخفاجة، والاجود، وعشائر كثيرة. عشائر سنبس (معن) 1 - سنبس: هذه اليها غالب طيء في العراق الا انها أستقلت بأسمائها الخاصة ونخوتها (معن). وتشمل عشائر كثيرة. والقربى والصلة مشهودة وان كنا لا نستطيع تعيينها بأجدادها لتوالي عددها. وكفى أن نعلم انها تمت إلى سنبس العشيرة المعروفة. والى النخوة المذكورة. وسنبس لا يزال منها ما هو معروف بهذا الاسم وإن كان ما تفرع منها استقل بأسماء جديدة. وتفرقت وتوزعت كثيرا. ومالت إلى مواطن عديدة. وتمت اليها تلك العشائر. ويهمنا الكلام في سنبس ثم ما تفرع منها واستقل بأسمائه الجديدة من عشائر. وهؤلاء منهم مقدار كبير في ربوع الشام وحلب. وفي عشائر الشام مباحث وافرة عنهم وتفرعاتهم كثيرة. وفي العراق تسكن سنبس في شمامك بين الزابين. ويقولون هذه عشيرة حاتم. ورئيسها الشيخ حنش ابن الشيخ حمود. ويسكن قرية هويرة، وقرية زمزموك من شماشك. ورؤساؤهم الآخرون حسن العباوي وتوفي. والآن ابنه مرعي، وسرهيد الحسن العباس. وهذا توفي ايضا. ويقطنون الزاب الاعلى ويسمونه (زاب شمامك). ومنهم من يقيم في قضاء مخمور في وادي الفضاء من لواء اربل. وكثير منهم في بغداد يعرفون بالطائية. ويتفرعون الى: 1 - المدللين: رئيسهم علي المحمد الكلبو. يقطنون في قرية (روالة)، وقرية الكرعة من شمامك. ومنهم صديقنا الاستاذ خضر الطائي الشاعر من فرع (الخنيزات).
(1/279)
2 - الضريس: رئيسهم حسن العباوي. ومنه حصلت على المعلومات وعد لي منهم اليسار، والبو عامر، والحريث، والفرير من رؤساء المسعود. وتفرعوا قديما من سنبس، فأنفصلوا من مدة، واستقلوا عن سنبس وان كانوا منهم. 3 - الرشيد أو الهيثم: رئيسهم سرهيد الحسن والعباس وتوفي. وهم في شمامك وقراهم: زمارة وكنهش، وعمر مندان، وروالة في قراج قرب جبل (قراجوق)، وجادر من مخمور. 4 - الراشد: نخوتهم مرشود. وموطنهم سورية. ورئيسهم عبد الله الحسو. منهم في قضاء مخمور، ومنهم في الكوير. وفروعهم: (1)البري. (2)المسعود. ورؤساء المسعود وهم الفرحان يرجعون اليهم. (3)النفيش. (4)الحلف. (5)الحسان. (6)المطاهير. وغالب هؤلاء في سورية. ومنهم الشيخ نعمة الفرحان كان نائبا. ومنهم الحليبيون. 5 - العساف: في سورية. يرأسهم الشيخ محمد العبد الرحمن وأخوه الشيخ طلال نخوتهم (عمشة). ومنهم (البو عيسى). ومنهم في العراق في ناحية الكوير من قضاء مخمور. ومنهم من هو تابع مركز القضاء. ورئيسهم الشيخ حنش الحمود الهوار رئيس سنبس جميعها في العراق وهو امير طيء يسكن في ناحية الكوير في قرية الهويرة وهو من اقارب محمد ابن عبد الرحمن الشيوخ وحسن المحمد الفارس في شمامك. ويتبعهم اللهيب. رئيسهم محمد بن شحاذة. ومن هؤلاء صديقنا الاستاذ كمال الدين الطائي. 6 - اليسار: نخوتهم (معن). والخاصة (سعدى). وغالبهم في سورية. ويأتي الكلام على اليسار في الحلة. وفروعهم: (1)الفرهود. الرؤساء وهم الشيخ علي السلطان العبوش الفندي ومحمود الحسين الفندي. وفي الحلة (الهديب) منهم يتصلون بهم بجد. وباقي الفروع لهم مثل فروعهم. (2)الحباب في الموصل. (3)الرطالة. في الموصل. (4)الخاروف. في الموصل. (5)العراعرة. في الموصل. (6)السنان. في الموصل. (7)الشهيبيون. في الموصل. (8)المحاميد. رئيسهم محمد العبد الرزاق وتوفي والآن علي العباوي في الخازر في ناحية الحمدانية (قراقوش). (9)البو جواري. ومنهم في أنحاء سامراء. يأتي الكلام عليهم. ومن هؤلاء في نفس الموصل في أراضي خراب من باب سنجار. والعشائر بناحية عوينات في أطراف تلعفر. 7 - الزرازير: رئيسهم حموش بن رومي. 8 - المعاجلة: متفرقون. ومنهم في قامشلي. 9 - حرب: نخوتهم (السودة). في الحدود وفي ناحية الكوير. رئيسهم الشيخ طعمة الصالح. ومن قراهم قرية (خالد). 10 - السناجرة: في الموصل رئيسهم محمد علي بن فتحي. 11 - الجوالة: رئيسهم فتحي بن عبد الله يسكنون في قرية (تل البعرور) ويسميها الكرد(شماملي). وهم في الاكثر رحالة والاغلبية هناك كرد. وفروعهم في العراق: (1)البسابسة. رئيسهم درويش الحسين في شماملي. (2)البو شريف. رئيسهم سلوم الحميد. ومنهم في سورية. (3)الهناريون. (4)المشاعلة. ومنهم في أنحاء العبيد. نخوتهم (مرشود). وفروعهم الاخرى: البو ثابت، والكديرات، والبو رمثة، والبو صلحة، والعيدان، والطماسة، والجعافرة، والطربوك. 12 - الحريث: متفرقون. يسكنون سورية والعراق. ويقولون ان رؤساء زوبع منهم. ومن فروعهم المازن، والمهاني في سورية. وفروعهم في العراق: (1)النعيرات. رئيسهم شياع العباس الصالح. يسكنون (العكر) ومهروت وحد مكسر ومواطن اخرى. نخوتهم (معن). (2)البو عيثة. رئيسهم سلوم بن احمد المطر وتوفي. ويسكنون (أبا جحاش) و (دريدر) و(أم العصافير) و (دبي) في أنحاء بغداد وما يقرب منها. وفروعهم: (بو جميل) رئيسهم نصيف العلي. و (حليفات) رئيسهم وادي البلاش، و (البو سلمان) ويقال لهم (الرجيبيون) رئيسهم سلمان العلي. و (بو عوين) رئيسهم محمد السلمان. و (البركات) رئيسهم علوان ابن عبد الله. علمت ذلك من رشيد السلوم في 2 - 3 - 1933م. وتوفي نحو سنة 1944م. وكذا من مصلح الحبيب أحد رؤساؤهم. وهو الذي ذكر الفروع. ومنهم في الموصل يرجعون إلى (البركات) في ناحية تلكيف رئيسهم شهاب الاحمد. ومنهم في اليوسفية وفي الصمدية وفي الحويجة مع العبيد. والبو عامر يعدون البو عيثة منهم. 13 - البو شري: رئيسهم غافل بن عباس. ونخوتهم معن. في أراضي شيشبار في اليوسفية. وفروعهم: (1)البو علي. الرؤساء. (2)البو حمد. وهؤلاء يرجعون إلى سنبس رأسا. 14 - العاصي.
(1/280)
15 - الفليتة: وهم (زبيد). ويعدون في عداد طيء. رئيسهم دحام ابن معرف في شمامك من ناحية الكوير. وقراهم: أبو شتيتة، ومطراد شرابي. ونخوتهم (العمرو) و (حمير). ويرأسهم حلو المطلك ومحمد الفارس وهم نحو ستين بيتا. ومنهم من يسمى (زبيدا) ومنهم من يسمى (فليتة) ولا نعرف ما اذا كانت لهؤلاء علاقة بآل فليت من السعيد. 16 - الغنامة: أصلهم (العراعرة). رئيسهم حمو اليوسف. ونخوتهم شمخة. 17 - بنو فرير: رئيسهم الشيخ إبراهيم بن رومي في نفس الموصل. ومنهم في سورية. 18 - المعامرة: رئيسهم احمد العازل. نخوتهم (العمرو). وهم نحو 150 بيتا. ويصعب تحديد عشائر طيء، ومنهم العراعرة والرزيج والمسارة. وهم متفرقون في انحاء عديدة ومنهم في تلعفر وغيرها من انحاء الموصل والوية العراق وفي جنوب الفرات (العليات) من طيء. أكد لي ما ذكرت الشيخ أحمد الصالح العباوي وابن أخي الشيخ حسن العباوي في 27 - 2 - 1955م وان والده الشيخ صالح العباوي هو الرئيس اليوم. ويلحق بهم: 1 - الجبران. رئيسهم طاهر التمو. في قرية مركيبة في شمامك. 2 - البو عامر: نخوتهم (كوشة). وفي اليوم الكبير (معن). وهم من سنبس من عشائر طيء. استقلوا بأسمهم. يقيمون في الراشدية واليوسفية وفي ابي غريب وانحاء الحلة، وقسم منهم في الكوفة. ويرجعون قسما إلى المدللين وقسما إلى الضريس. ولم نستطع ان نعين هذه الاقسام. وهذه فرقهم: 1 - البو غزال: رئيسهم فياض الشيخان. في أبي غريب وقسم منهم في الراشدية. (1)بو حسن. رئيسهم نصر بن محمود. (2)البو ثامر. (3)البو يوسف. الرئيس منهم. 2 - المواهبة: رئيسهم الشيخ ثامر المحسن بن محمد بن حمد الشبلي وهو رئيس الكل في أنحاء اليوسفية والحلة. وفروعهم: (1)البو عساف. (2)البو جسام. (3)البو درباس. (4)البو دندل. (5)البو شبيب. (6)البو شبلي. الرؤساء. 3 - البو شعبان: رئيسهم محل الدرويش في اليوسفية. وتوفي والآن ابنه عبد المحل. وفروعهم: (1)البو علي. الرؤساء. (2)البو ناصر. (3)البو كاظم. (4)البو فياض. (5)البو بحر. 4 - بو خميس: رئيسهم شيخ علي الفياض العلي. فرقة الرؤساء في الراشدية. وقد توفي. والآن رئيسهم فهد الفياض. وفروعهم: (1)بو علي. أولاد فياض العلي منهم. (2)البو حمد. (3)البو عويد. (4)العتوج. (5)البو طعان. (6)البو عليوي. (7)البو عبد الامام. (8)الشولي. (9)المطاردة. ومنهم البو شعيب. وهؤلاء جميعا في الراشدية. (10)بو جلب علي. في الرزازة (كربلاء). 5 - حرارنة: رئيسهم محمود المغير. والآن ابنه عبد الله في الراشدية ومنهم البو هلال رئيسهم سكران الجواد، والبو حمود رئيسهم علي العيسى. 6 - الكطيشات. رئيسهم خضير العباس وتوفي والآن ابنه عبد الله. وهم في الراشدية والفلوجة والرمادي. 7 - صباخنة. رئيسهم عبد الله العودة في الراشدية وتوفي والآن ابنه نجم. وسكناهم في الكشك في اليوسفية ومنهم المخالبة وهم الرؤساء والبو صبيخ رئيسهم حسين الصناع والبو ياسين رئيسهم عبد المحسن، والبو سويد، والبو عيسى رئيسهم موسى الصالح والبو فراج رئيسهم علي الصالح وهم في الراشدية واليوسفية. 8 - البو عيادة: رئيسهم كهية العساف وتوفي والآن ابنه علوان. في ابي غريب ومنهم: البو كيلان الرؤساء والبو بادي رئيسهم عبد الحميد الجعاري والبو مجبل رئيسهم جواد الكاظم. 9 - العميشات: رئيسهم حسين الهويجل في اليوسفية. ومنهم في ابي غريب. 10 - بو غزلان: رئيسهم مهدي الحسن. في الراشدية. 11 - بو عطا الله: رئيسهم ناصر الحسين. في اليوسفية. ومنهم البو رحيبي الرؤساء والبو سليمان رئيسهم حسين الناصر. 12 - بو محيي. رئيسهم علوان الشلال في اليوسفية. وفي أراضي أبي حلان. ومنهم البو طي رئيسهم علي الثاجر، والبو زهو ومنهم البو دندل. رئيسهم حسين العلوان والبو عري رئيسهم خضير المخيلف. 13 - المسارة: رئيسهم حمد الفياض. في الراشدية. ومنهم الرشيد رئيسهم جاسم المحمد، والفرحات يرأسهم محمد المحمود وعبيد الفيصل. 14 - البغادة: رئيسهم عباس الشيمر في الراشدية. 15 - العامرية: رئيسهم عبد الله السيف في أراضي الزبيلية التابعة لكربلاء والحاج كريدي الذرب وقد توفي.
(1/281)
16 - البو حجي طينة. رئيسهم مزهو الوناس. في الكوفة عند الجسر. ويقال ان (الشمرت) في النجف منهم كما ان الانباريين يعدون منهم. هذا ما علمته من أولاد فياض العلي في 25 حزيران سنة 1936م ومن غيرهم ممن في أبي غريب ورئيس الكل ثامر بن محسن بن حسين ابن حمد الشبلي ويدعون أنهم في الاصل متكونون من ثلاثة اخوة سار ومسار وعامر... 3 - الخزاعل: الشائع أنها من (خزاعة) المعروفة، ويقال لهم اليوم (الخزاعل)، ويقطعون بأنهم من أولئك ولم نجد هذه العلاقة. ولعل التقارب اللفظي في الحروف ساق إلى ذلك. كنت ذكرتهم في المجلد الخامس والسادس من تاريخ العراق بين احتلالين وبينت ان الخزاعل جمع خزعل وهو ابن الضبع والتسمية به شائعة. ومن مراجعة صبح الاعشى تبين ان طيئا تقسم إلى قبائل عديدة منها سنبس. والرئاسة فيهم للخزاعلة في أنحاء مصر. وهي في بني يوسف بمدينة (سخا) من الاعمال الغربية. وذكر الحمداني أن منهم طائفة في البطائح من بلاد العراق. اه(1) فلم يبق ريب في أنهم من طيء من سنبس، ولم يكونوا من خزاعة لما ورد في هذا النص. وذكر منهم العبيد. وهل هؤلاء من سنبس؟ والمحفوظ خلاف هذا والظاهر أنهم غيرهم اذ لم يتعرض لورودهم العراق. وما جاء عن الخزاعل في بعض الاشعار للمتأخرين من أنهم من خزاعة يدل على عدم المعرفة بأصل نسبهم. ولا يلتفت إلى ما جاء في كتاب (عامان في الفرات) وكذا ما جاء نقلا عنه في كتاب (معجم قبائل العرب). وكذا ما ورد في كتاب (على هامش الجزء الخامس من تاريخ العراق بين احتلالين) فهذه متأخرة ونقلت المسموع ووقفت عنده. ومن النص المذكور علمنا أقدم ذكر لهم، ووجودهم في العراق من القرن الثامن الهجري بل من أيام الحمداني وقبل ذلك. فهي من أقدم العشائر الطائية المعروفة في العراق. وفي القرون الاخيرة كانت لها الامارة المعروفة في حوادث تاريخ العراق. وفي عشائر البسام: " نازلون غربي السماوة، والقول فيهم انهم السحاب اذا انهالت، والاسود اذا صالت، كرامهم شجعان، وشجعانهم أكرم من كان، نفوسهم على الكرم محافظة... شرقوا في العلى واتهموا، وغربوا في نيلها واشاموا، يحمد طارقهم ويشتغل بذكراهم مفارقهم... أبناء رجل واحد. " اه. وذكر من عشائرهم: 1 - الشيب. 2 - الصكر. 3 - الحاج عبد الله. 4 - آل غانم ويقال لهم السلمان في الرميثة. قال: وعددهم ستة آلاف سقماني، واربعة آلاف من الفرسان... إلى أن قال أما مكاسبهم فهي الحراثات في الشلب على الانهار المتصلة ليلا ونهارا... وقال السيد رشيد آل السعدي في كتابه (غاية المراد في الخيل الجياد): " هم في غاية القوة والكثرة والشجاعة والكرم... وكان شيخهم مطلك ابن كريدي، وهو رجل ذكي فارس. " اه(1) ونخوتهم (أخوة فاطمة) وقديما كانت إمارة قوية حدودها من العرجة إلى نهر الكوفة كما هو المحفوظ المعروف منذ القرن الحادي عشر فما بعده وهذا زمن نهوضهم ولهم صلة بوقائع عديدة... وبالعبيد وبالمنتفق على ما هو مبين في تاريخ العراق بين احتلالن. وهؤلاء يتفرعون اليوم إلى فروع عديدة: 1 - آل شلال: رئيسهم محمد آل عبطان. وتوفي سنة 1937م فخلفه اخوه الشيخ سلمان وهو نائب سنة 1938م ويدعى خيال الخيل أبو ياسر. والآن الرئيس الشيخ ياسر آل سلمان العبطان. وهذه سلسلة الرئيس الشيخ سلمان فهو ابن عبطان بن طلال بن بلبول بن شلال. وشلال هذا بن صكر بن سلمان بن عباس بن محمد. ويقولون ان أصل هذا الفخذ غانم ولعله أبعد أكثر. وللرئيس أخوة وهم سرحان ومحمد ومشذوب، وان محمد العبطان توفي وله ابن اسمه فرحان. والرئاسة اليوم موزعة. وجاء تفصيلها في كتاب قلب الفرات الاوسط (ج2 ص95). يسكنون في الشنافية، وناحية الغماس، والرويجي في ناحية المليحة، والطويلة من ناحية الصلاحية وهور ابن نجم وهؤلاء لم يكونوا رؤساء عامين. وأفخاذهم: (1)آل بلبول. الرؤساء. رئيسهم سلمان العبطان. والآن ابنه الشيخ ياسر. (2)الرواشد. فرع من آل بلبول. رئيسهم دغيم آل براك، ومنهم الكرفوش. رئيسهم فرج آل ناصر في الرميثة في الطحيرية. (3)آل حمود. رئيسهم محمد آل غازي بن دريس. (4) آل محسن. رئيسهم جريو بن علي آل حمود. وعد صاحب قلب الفرات الاوسط من فروعهم: (آل دجين)، و (آل سبتي)، و (آل محمد)، و (آل صكر).
(1/282)
2 - آل مغامس. يرأسهم جساب آل حمادي، وشعلان آل سلمان الظاهر. يسكنون مع آل شلال ومغامس أخو بلبول بن شلال. وأفخاذهم: (1)آل محيسن. الرؤساء. (2)آل ظاهر. رئيسهم شعلان آل سلمان الظاهر. (3)آل مرزوك. رئيسهم شعلان آل سلمان الظاهر. (4) البو كريدي. رئيسهم شعلان آل عبار بن كريدي. (5)آل ذرب. رئيسهم سربوت بن صحن. (6)آل بندر. رئيسهم لطيف بن سلطان آل حمود. (7)الظويريون. رئيسهم أبو عمشة آل رميح. 3 - البو حمد: يرأسهم عزوز وسلمان أولاد شرماهي بن محمد آل رخيص. وهم في أراضي مخيرة التابعة للشافعية ويسكنون في أراضي الشبل، وفي الرميثة، وفي العطشان وفي المشخاب. وهم أولاد (حمد الحمود) المشهور. وتوفي حمود الحمد سنة 1191ه. وتوفي ابنه حمد الحمود سنة 1214ه(1). وهذا الاخير رأس الفخذ. 4 - البو محمد: وهؤلاء مع البو حمد يقال لهم (أهل الطحين)، والرئاسة في البو حمد وجدهم الاعلى حمد الحمود. ومن فرقهم: (1)آل شبيب. وهؤلاء في الشافعية في الملاحة. رئيسهم حسن آل باجي وأعمامه في المنتفق. (2)آل الحاج عبد الله. يرأسهم كوك آل وليد ومدلول آل مشاري. يقيمون في الرميثة في أراضي الطحيرية. (3)أل الحاج محسن. رئيسهم شمران آل وادي في المشخاب. والآن قليلون مع الفتلة وفي الصلاحية مشتتون. (4)البو صكر. رئيسهم حريز آل حمود بن محسن وقد توفي والآن شاني النبهار وهم في العطشان من الشنافية. ويتصلون مع الخزاعل بصكر بن سلمان بن عباس باشا. قال فخامة العمري: هم من الخزاعل الا أنهم مستقلون بإدارة زراعتهم في ناحية الشنافية وكثرتهم متجولة بأغنامهم. 5 - آل كرنوص. رئيسهم مسعر آل مزعل. وقد توفي، يسكنون في الرميثة في أراضي طحيرية. ومن مراجعة كتاب عشائر العرب للبسام والحوادث التاريخية وما بينه لي الشيخ سلمان العبطان نقطع بمكان الفروع المذكورة. وهؤلاء بعثرت قسما منهم الوقائع، منهم في المنتفق أعمام حسن الباجي، ومنهم في أنحاء بلد ولا يزالون يحفظون صلتهم. وكثرتهم في الديوانية في الشنافية وفي الغماس والمليحة والصلاحية، والرميثة. أقتبست غالب أحوالهم الحاضرة من الشيخ سلمان العبطان ومن اخيه الشيخ مشذوب آل عبطان وكانا ذوي خبرة تامة. وكانت بيانات الشيخ مشذوب في 2 نيسان سنة 1934. 4 - آل شبل: من عشائر الشامية في الغماس من حد الشنافية إلى الاوريج. قال فخامة الاستاذ مصطفى العمري: أنهم من أكبر عشائر اللواء وأهمها بأعتبار عددها ونفوذ رجالها الا ان ماليتهم ضيقة، فيميل بعضهم إلى السرقات وتعتبر قبيلتهم من الخزاعل. وأن قوة الخزاعل بها، وكان من رأيه ان تعطى لهم أراضي ليقوموا بزراعتها. وقال لي الشيخ وداي العطية انهم من طيء ولم يستطع أن يرجعهم إلى عشيرة من عشائرهم المعروفة ولاشك أنهم من عشائر سنبس لايختلفون عن رؤسائهم.وهذا يؤيده الاتصال بالخزاعل أو الخزاعلة.ورئاسة الخزاعل عليهم رئاسة نفوذ والا فهؤلاء لهم رؤساء منهم.ونخوتهم (أولاد شبل)، و(حيزة). وسمعت أنهم من شمر. والظاهر أنهم دخلهم بعض عشائر شمر فقيل ذلك.ولهذا لم نلتفت إلى ماجاء في نهاية الارب عن الشبل من أنهم بطن من بني مهدي من القحطانية،(1) عدها الحمداني. ولعل المنقول المحفوظ من أنهم من طيء كان سبب الصلة والمرجع أنهم من سنبس من عشائر الخزاعل أنفسهم.وفرقهم الحاضرة: 1 - آل لجام: يرأسهم سلمان العبطان ومحمد العبطان من الخزاعل.وفروعهم: (1)آل صادج.ورئيسهم كاظم آل علي آل عميش في الغماس وأبي زريج.ومنهم آل منصور.رئيسهم عبود الصايل، وآل ماضي.يرأسهم عباس الرغيد، ومحمد الخشان، وآل قطان (كطان).رئيسهم عيدان الصويلح، والبو الدين.رئيسهم عباس العلي، وآل عميش.الرؤساء.رئيسهم كاظم بن علي آل عميش، وآل عسكر.رئيسهم عليوي آل سبية، ونفس آل صادج. (2)آل دهيم.رؤسائهم جاسم آل محمد آل دخين وحسن آل حمزة وموجد آل سماوي في أراضي البطيلة.ومنهم نفس آل دهيم.يرأسهم محمد الحمزة العواد، ومناحي بن حمود العواد، وهم آل جريم.رئيسهم هديرس آل عبود، وآل هديب. رئيسهم سماوي آل عطية.ومنهم آل سويد.رئيسهم جاسم آل محمد، وآل خنفر.رئيسهم عباس المظيهر، وآل سليمة. رئيسهم عبد آل محمد، وآل ناصر. رئيسهم موجد السماوي، وآل هرموش.رئيسهم جاسم آل محمد آل دخين.
(1/283)
(3)آل بصري.رئيسهم أبن فرج. 2 - آل خزيم. رئيسهم شعلان بن سلمان آل ظاهر من الخزاعل.وفروعهم: (1)آل حوير. رئيسهم حسين آل زغير وهم الرؤساء. والمعروف أنهم من العزة. والشيخ حسين كبير النفس، قوي الارادة، صادق القول. قال ذلك فخامة الاستاذ مصطفى العمري. ومنهم الشمير. منهم الرئيس. والخليفة رئيسهم عبيس آل سراج. والحاجم. رئيسهم عبد الزهرة الزعيور. (2)البو بديوي. يرأسهم موجد السلطان آل جاسم، وكريم الساجت. ومنهم: العيسى، والبو خرسة. (3)اللهيبات. رئيسهم مطلك آل عبطان. وهم من اللهيب. ومنهم: آل سالم، وآل ظلال، والقبوي (الفبوج). (4)آل فرطوس. رئيسهم عبد الرضا آل مدب وهؤلاء أصلهم من خفاجة الشنافية ومنهم من عدهم من غزي. وهو الاشبه بالصواب. وسكنوا معهم. ونخوتهم (كوشة). ومنهم قسم كبير بين ربيعة والمياح ومن افخاذهم في الشبل: أ.آل حمد. رئيسهم احمد العيسى. ب.آل حمود. رئيسهم حرجان الدغيث. ج.آل شتيوي. رئيسهم عبد الرضا المدب. ومنهم مع ربيعة: البو جابر وهم الرؤساء، والبو خليفة والحجية، والجروخ، والبو حسين، والبو ملوح، وبيت وريد، والبو مويغر والبو حامد، والبديرات، والبو شوكة، والكوامات والسمران. وهم تبع السراي وهم في علي الغربي والكوت والعمارة. ويزرعون الشلب والدجن (الحنطة والشعير) وغنامة ومجموعتهم كبيرة. (5)آل شاووش. ويرأسهم بازول آل عفان وعلج العواد، وناطور. ومنهم آل بشن، وآل جنديل، والبو زوي، والبطوش، وآل كنوش. رئيسهم صلبوخ النويصر. (6)البو سويعية. رئيسهم ديوان القنين (الكنين). (7)آل سباهي. رئيسهم كصاب الهبري. آل شبل الجلتة: يسكنون في ناحية الجعارة (الحيرة) التابعة لقضاء أبي صخير في هور المايح. رئيسهم حسين الزغير. واكثر افخاذهم مشتركة. وهذه فرقهم: 1 - آل حوير. رئيسهم حسين آل زغير. فرقة الرؤساء. وقد اكد الكثيرون انهم من عشيرة العزة. وافخاذهم: (1)آل خليفة. (2)آل شمير. منهم الرئيس. (3)آل حاجم. 2 - اللهيبات. اصلهم من اللهيب. وفروعهم: (1)البو بديوي. (2)البو سويعية. (3)آل سباهي. ويرأسهم عبد المهدي الحاج جبار، وحمزة الكسار. وهم من أقارب بيت توحلة في الموصل. ومن فرق اللهيبات الساكنين في الجعارة: 1 - آل شاتي. رئيسهم عبد المهدي الحاج جبار فرقة الرؤساء. 2 - آل زكي. 3 - البو شاهر. 4 - البو حسين. 5 - البو حوطة. 6 - الفنهرة. 7 - البو شيخ علي. ومن اللهيبات (بنو ليث) وهم مع الفتلة. 3 - آل فرطوس. أصلهم من خفاجة أو من غزي. رئيسهم عبد الرضا المدب. وقد مر ذكرهم. 4 - آل مايح. رئيسهم جبار أبو حليل وهو عارفة آل مايح وابنه مدفون. 5 - البو زيارة. 6 - آل كاصي. 7 - العكارات. رئيسهم فرهود الحرمك. يسكنون في هور المايح. 8 - آل عبد عون. رئيسهم عبد علي الكاظم. 9 - الجلالدة. 10 - البو خليوي. 11 - الجواسم. وهؤلاء في الحيرة في أراضي الكرثة. حصلت على هذه المعلومات من الشيخ مشذوب آل عبطان وهم أخواله فكانت معرفته متينة تدل على خبرة تامة، وهكذا قابلتها مع ما حصلته من غيره فوجدته موافقا، وفيه تفصيلات زائدة... وكان ذلك في 2 نيسان 1934م. ونظرا للعلاقة المشهودة ليس من الصواب أن تنفك أحداهما عن الاخرى. لاسيما اننا نرى رؤساء أفخاذهم من الخزاعل. ولذا ذكرناهم بعدهم. 5 - اليسار:
(1/284)
من عشائر طيء الكبيرة. نخوتهم (اكطع) جاءتهم من اخوالهم والا فهم معن من سنبس من اليسار المذكورين رئيسهم رشيد بن عنيزان. توفي والآن يرأسهم شنان بن عنيزان، وطامي بن سلمان الكعيد، يسكنون في المهناوية، وفي المحاويل في البدع والعبارة والويسية ومرونية وهمينية وفي الخواص، والناصرية من الحلة، وفي ابي سميج، وفي الحسينية، وفي نهر الحر والجمالية، في كربلاء، ويقال لهم الظواهر، وكثرتهم في المهناوية وما يجاورها. وهم أكثر من الفي نسمة. ومنهم في سورية رئيسهم علي السلطان. وفي تلعفر رحالة. ومنهم من نخوته (معن)، و (سعدة)، و (هميان). ومنهم في شمامك ورئيسهم حسين المحمد وقد توفي. ويتكلمون الكردية. وكانت بينهم وبين ديزه يى حروب فتصالحوا أخيرا فتزوج الرئيس من كل عشيرة بنت الآخر. وصارت بينهم الفة ومات النزاع. وان امير طيء حنش الحمود الهوار من العساف في ناحية الكوير في شمامك تابع قضاء مخمور. تزوج بنت خضر بك من امراء ديزه يى كما ان هذا تزوج بنت حمود اخت حنش. وفرقهم: 1 - الهديب: يرأسهم شنان بن عنيزان وشافي بن كعيد وقد توفي. وهؤلاء في أراضي المهناوية بجوار الفتلة. ومنهم في جهة الموصل والحلة. وفروعهم: (1)الرزيج. رئيسهم سلمان الكعيد. توفي والآن ابنه طامي. ومنهم في شمامك رئيسهم محمد الجاسم. (2)الظويهر. (3)نفس الهديب. الرؤساء. (4)الصلبوخ. رئيسهم عليوي الياس في المهناوية ومنهم من يعدهم تبع الهديب. ويسمون في سورية (سنانة). 2 - الدولة. يرأسهم دهش الحسين وحتروش بن عيال. وهم أهل بادية. ويسمون في سورية (الخاروف) ورئيسهم فيها لالو بن خاروف. 3 - الكوام: يرأسهم لفتة الحسين وحسين السليم. 4 - السبطة: رئيسهم ردام الشلاش توفي والآن هادي الجبر في المحاويل في أراضي البدع وحصن جعفر ويسمون (بو شاجم). ويتفرعون الى: (1)الجوادر. رئيسهم عبد الكاظم ابن الحاج جبر. في كربلاء وهم (العراعرة) ومنهم من يعدهم فخذا مستقلا. (2)الحمام. رئيسهم جبارة الحاج كاظم. (3)نفس السبطة. رئيسهم ردام الشلاش. توفي والآن أولاده. (4)الجشفي. رئيسهم نجم العبد العودة. من الصاخنة. (5)العرادة. رئيسهم سالم السلطان. (6)الزيارة. رئيسهم خليف الحمزة. (7)البو طلال. رئيسهم حسين العباس. (8)البو خضير. رئيسهم علي الكاظم. (9)البو علي. رئيسهم عبد بن حمزة. (10)البو علي. رئيسهم عبيد بن ناصر. (11)البو خليل. رئيسهم منديل السماوي. 5 - الهيجل: رئيسهم طراد الحاج محمود. 6 - المعيبد: رئيسهم دهش العودة. توفي. 7 - الليلي: رئيسهم محمد الحسن الليلي. 8 - الشهاب: رئيسهم علي بن ظاهر الناعور. ويقال لهم (الشهابات) في المهناوية. 9 - النعيم: رئيسهم صبري العمران. 10 - البراطم: أو البو براطم رئيسهم دلي الشبيب في الويسية. وزنكاح في اليهودية قرب الحلة. ومنهم من يقول من الجشعم. 11 - النواصر: رئيسهم مدودي. يعدون من الجشعم. 12 - البو زيد: رئيسهم زنكاح السلوم. في اليوسفية وفي القاضية من الحلة. ومنهم من يعدهم تبعا. 13 - الناعور (الشهاب): رئيسهم علي الظاهر في المهناوية. 14 - المسافر: يرأسهم ياسين الحسون، وابنه خرباط ويعدون تبعا. وهم في الخواص. وقسم منهم شمر. وفروعهم: (1)الحميد. رئيسهم عمران في الخواص. (2)الرحمة. رئيسهم عبد ربه. (3)الخميس. (4)المحمد. (5)المظهور. (6)الخاروف. (7)الخدام. (8)السليمان. (9)البو جمعان. رئيسهم عبود الرستم في كربلاء. 15 - الشكر: رئيسهم ابن سماوي. 16 - الحثيان: 17 - الظاهر: رئيسهم بحر. في نهر الحسينية ويجاورهم المسعود. وهم فروع عديدة. 18 - العراعرة: منهم في الحلة وفي الموصل. يرأسهم عبوش الهويري وظاهر الجاسم. وتوفي. ومنهم: المناكطة. رئيسهم حسن الخضر، والمنصور. رئيسهم ظاهر وعبوش اولاد هويري. 19 - السنان: منهم في الحلة وفي الموصل. رؤساؤهم حنش الحديد وكلبو بن حميد الصلاوة ومحمد الحمزة. 20 - الشواجم: منهم في الموصل. رئيسهم جاسم الرعوي. 21 - الشهيبيون: رئيسهم عويد المنوخ. 22 - الذياب. 23 - العساف: رئيسهم بحر. ومنهم في أنحاء الموصل. 24 - الرطاطلة: رئيسهم أحمد الدياب. ومنهم في أنحاء الموصل. 25 - السوكي: رئيسهم عبد الله المطر.
(1/285)
26 - المحاميد: في الخازر نحو مائتي بيت. رئيسهم حصيني. منهم في أنحاء الموصل. 27 - البو جواري: يرأسهم إسماعيل العموري والحاج عبد الله العساف. 28 - الصوافة: رئيسهم عويد المحمود. 29 - الحباب: يرأسهم خضر الصويلح. ونجرس العويد. 30 - الفرهود: رؤساء الكل. رئيسهم علي السلطان العبوش الفندي. ومنهم: الهبو، والحليحل، والفرهود. 31 - الفواضل: يرأسهم خلخال المصحب المدلب وحسن العاصي في أنحاء المحاويل. نخوتهم (اخوة موزة). ويقال انهم يرجعون إلى الجشعم. 32 - الفريجات: هم الفريج. رئيسهم جاسم المحمد في المهناوية. ومنهم من يعدهم تبع الهديب. 33 - الشفاتة: رئيسهم شخير الموسى تبع السبطة. ويجاورهم الكريط والفتلة وخفاجة. 6 - البو جواري: من اليسار ونخوتهم (اكطع) رئيسهم شهاب بن احمد المحيمد. في الضلوعية التابعة لناحية بلد من قضاء سامراء. وفي البحرية من الضلوعية وهي جزيرة كبيرة. أقرب إلى الضلوعية. وفي شرقيهم خسرج. وفروعهم: (1)البو عفير. منهم في الضلوعية. رأيسهم شهاب بن احمد المحيميد. وأصلهم من تلعفر. ولقبوا بهذا الاسم وأصله من عفر ويريدون تلعفر. (2)دواغنة (البو دوغان). رئيسهم سلمان العلي الحمد. توفي والآن حسين العلي العيط. ومنهم في تكريت وفي مندلي وفي الضلوعية وفي البحرية. ومنهم: 1.البو شوك. منهم في الضلوعية. رئيسهم حسين العلي العيط. 2. - والبو سلمان العلي. ومنهم في أراضي الطحماية من مندلي. رئيسهم علي المطلك. وهم: آل اسماعيل. فخذ الرؤساء. والفياض رئيسهم ملا نصيف العبد. (3)البو شاجم من طي. يسكن قسم كبير منهم مع العزة. ويعدون منهم ويقال انهم من الشواجم الفخذ المذكور. وأفخاذهم: 1 - البو صفيف. رئيسهم عباس بن محمود بن صالح بن حمد الصفيف. 2 - البو حسن العلي. رئيسهم هلال ابن حاجي سلمان. ومر بنا ان البو جواري منهم في أنحاء الموصل، ومنهم مع اليسار في أنحاء الحلة وكربلاء. 7 - المعين: من طيء. يرجعون إلى سنبس وهم في اليوسفية والجيبة جي في هور رجب رئيسهم نوار الامين الصالح. وهم فخذ مستقل. ومن رؤسائهم بداع العفن وهم متجولون في الجزيرة. ومن هؤلاء (البو حداد). وكثرتهم في البيجي والفتحة. 8 - الغرير: ومن هؤلاء (الفرير) رؤساء المسعود. ويقال لهم (بنو فرير). و (الزرازير). وهؤلاء من سنبس وهم قليلون ليس لهم مجموعة كبيرة. وقسم منهم في الموصل رئيسهم الشيخ إبراهيم بن رومي. والباقون في سورية، وفي كربلاء ذكرتهم في المجلد الاول. 9 - البو عيسى: من العشائر الكبيرة في لواء الدليم. ونخوتهم (عاوس). ويتفرع هؤلاء الى: 1 - البو مهنا رئيسهم هراطة البني رئيس الكل وتوفي وخلفه ابنه عيفان. وقد توفي والآن ابنه حسناوي. ومن أجدادهم خليفة من طيء تزوج بنت عيسى. وسموا آل مهنا. ولم أعلم من محفوظهم أكثر من هذا. وفروعهم: (1)البو كريطي. بالعامرية يرأسهم فرحان الحميد ومركب المطر. ومنهم: الجوثيات. رئيسهم فرحان الحميد، والبو مرير. رئيسهم مركب المطر. (2)الهريمات. بالمويلحة رئيسهم فرحان الظاهر. ومنهم: البو مرزوك. و بو ظاهر الحمد. (3)البو عابد. بالحصي في جانب الشامية من الفلوجة. رئيسهم رشيد السعود. ومنهم: العمور. والبو عابد وهما اخوان. (4)البو هوا. بالحصي. رئيسهم علي السويط. والآن ابنه إبراهيم ومنهم: الحنافيش، والبو سلطان. (5)البو خالد. بالحصي. رئيسهم محمد الصالح. (6)البو خميس. بالحصي. يرأسهم رشيد الشحان ودلف العلي. ومنهم: البو سباع، والبو خميس. (7)البو يوسف. بالحصي. رئيسهم جاسم السعود. (8)البو محمد الجاسم. بالعامرية. رئيسهم عباس العبد الفرحان. ومنهم: البو ظاهر، والمناصير، والبو حوري، والبو عطوان. (9)الفحيلات. بالحصي. رئيسهم علي الفحيل. (10)البو مهنا. أصل الفخذ وهم الرؤساء. ومنهم: البو عبد الجادر، والبني، والبو دعيج. رئيسهم مهنا الظاهر. 2 - البو صالح رئيسهم دحل العبد الباقي بن خلف بن علي بن جابر بن علي بن خليفة ابن سالم. نخوتهم (عوس). ويتفرعون الى:
(1/286)
(1)البو حاتم. بالحصي من سن الذبان والنساف. رئيسهم سالم ابن فاضل الحبيب. وهم من اخوة صالح رأس الفخذ. ومنهم: البو فاضل: رئيسهم سرحان العبد الفياض، والبو سلطان. رئيسهم عيفان العنفوص، والبو كذيلة. رئيسهم سالم الفاضل. (2)البو دهام. بالنساف. رئيسهم عبد الله الجرنان. توفي والآن ابنه شويش. وهم من أبناء صالح رأس الفخذ. ومنهم: البو ثليج، والبو حسين الرديني. (3)البو خالد. بالنساف. رئيسهم فرحان البطي. ومنهم: البو محمد الجرب، والبو حسين الخالد، والبو غانم، والبو رملة. رئيسهم فرحان البطي بالشامية. غنامة ورحالة. (4)العواجيون. في بزيبز من أراضي الصخرية. ومنهم البو جابر. (5)البو سلامة. بالنساف. رئيسهم عليج الجاسم (البعة). من أبناء صالح أي من ذرية رأس الفخذ ومنهم: البو غريبة، والبو عساف. (6)البو علي الخليفة. الرؤساء. يسكنون في بترة وبزيبز. علمت عنهم من علي الجولان من البو سلامة وجماعة عن أصلها وفروعها ومواطنها. في 23 - 10 - 1939م. ويلحق بهم: (1)العويسات. ليسوا من البو صالح ولم يستطع أحد من الجماعة الذين أخذت عنهم أن يرجعهم إلى ما يرجع اليه أولئك. ولعلهم أعرف من غيرهم بذلك. ومن البو عيسى فرقة كبيرة تسكن مع بني حسن وتعد منها. ويقولون انهم من البو عيسى هؤلاء. البو عيسى في أنحاء سامراء وأما البو عيسى في أنحاء سامراء فأنهم من البو مهنا على ما نقل الكثيرون وان المرحوم الشيخ علي الكريم رجح أنهم من أولئك. ويقولون أنهم أولاد خليف العيسى. وهم في مكيشيفة تحو ثلثمائة بيت. ونخوتهم (أولاد الشايب)، و (عوس). ويجاورهم البو عباس، وبيكات تكريت والجزيرة. ويعدون من أقاربهم هراطة البني من البو مهنا. وقالوا منهم (جمعة العيسى) في سورية. ومن البو عيسى من أكد أنهم سادة من اولاد زين العابدين. وان تركي الفارس منهم سرد اسماءهم. وكان شيخا طاعنا في السن، وانكر ان يكونوا من البو عيسى الذين في الدليم. وفروعهم: 1 - البوسليمان. الرؤساء. رئيسهم الشيخ علي الكريم. والآن ابنه الشيخ غازي. 2 - البو أحيمد. يرأسهم تركي الفارس ومصطفى بن محمد بن الفارس ابن حسن بن مصطفى بن احيمد بن حسين. واحيمد رأس الفخذ وان أخاه سليمان رأس الفخذ السابق. 3 - البو جلو. رئيسهم الحاج محمد الابراهيم بن محمد بن إبراهيم ابن خليل بن أحمد بن جلو بن جميل بن خلف. وخلف هذا وحسين الخلف أخوة. 4 - البو خضير. رئيسهم منصور بن حسين الحمادي. 5 - المخالبة. رئيسهم محمد الصالح. وهؤلاء أولاد أخت وأصلهم من ربيعة. 10 - عشيرة بني سبعة: هؤلاء من طيء الا ان بعض البيوت منهم تدعي انها سادة. وهي في قلة، والمشهور انهم من طيء ويؤكدون أنهم من العزة ومنهم في دير الزور وفي تركيا. وفرقهم: 1 - البو خضر: في تركيا. رئيسهم محمد السليمان الغنام. ولم يتعرض البسام لاصلها وانما ذكر منها الخضر فقال: " ومنهم الخضر ذوو العيش النضر، والجيش المضر، القامعين المعادين. مسكنهم بين نصيبين وماردين. لم يبق لغيرهم مطمعة الا من خيرهم، ولم تعارضهم السحب الروائح الا بتكرار حمدهم والمدائح. فاقوا من قبلهم، فاشتاق أهل زمانهم بعض فضلهم، ولم تدرك لهم غاية، ولا وقف على نهاية. واما الحرب فهم ولدها، والبالغ أشدها، والمعجلي قراها، إذا التقت قراها، بيض قواضب، وجرد سلاهب. وأما خيلهم فما تجاريها الرياح، ولا تباريها خطوات البارق إن لاح. عددها 700 سابق، وألف من الرماة الحواذق. " اه(1) 2 - الشللة: ونخوتهم (العمرو). ولعل هذا السبب في عدهم من العزة. يسكنون المسطاح في لواء كركوك وفي تل الشعير مع اللهيب دون الزاب الكبير في شمامك. وجدهم محمد الخضر أعقب موسى وعامرا. وهم من بني سبعة. كما أكد لي الشيخ أحمد الصالح. ويرأسهم احمد الجاسم ومحمد بن عامر العبد اللطيف بن خضر ومر البحث عنهم في ص94. وفروعهم: (1)الموسى. يرأسهم محمد الموسى ومحمد العامر. ومنهم: العمران والدروبي والحيادرة والجاسم الشاعر والموسى المحمد. (2)المحمد العامر. رئيسهم محمد الصالح ومنهم: الجاسم والسوادي والحمد الجبر واللجي والكردي والحمد الظاهر والجنعان والحمزة والسلامة والسمان والو شارد والجليب والبو دنون والمفتاح. (3)الكرعان. ويرأسهم محمد الغنام وجلو قرب العكيدات في دير الزور.
(1/287)
(4)البو دلوه. رئيسهم صنيف العبد الرحمن. (5)الحسين العامر. رئيسهم حميد النايف. (6)العلي العامر. (7)العرار. وهؤلاء في الموصل. رئيسهم محمد صالح بن عبد العال في الجديدة والطواحية. ومن قراهم في كركوك: الفاخرة والمسطاح في تل علي. وقراهم في مخمور: الحلوه، وسيدوة، وكديلة، والصلاحية، والخالدية، وخريدان، ومهانة، وهيهاو. 11 - الموالي: وهؤلاء من طيء من بيت الامارة على ما هو المسموع. ويقال لهم (الصبيحات). وهم في لواء الدليم. رئيسهم أحمد المناور. يسكنون الكرمة في أبي غريب ونخوتهم (صبحي). وتجاورهم عشيرة الجميلة وزوبع. وفروعهم: (1)البو حماي. (2)البو ساير. (3)البو حمود. الرؤساء. (4)الجواهنة. رئيسهم عويد بن علص. يسكنون مع البو عيثة من الدليم. هذا. (والشورتان) يدعون أنهم من الموالي. يرأسهم فرحان ابن إبراهيم السبع، ونايل الكعيد. والمعروف أنهم تبع الموالي. وغالب ما علمته كان من رئيسهم احمد المناور في 18 تموز سنة 1943م. 12 - البو مفرج: أصلهم من طيء من الموالي كذا قالوا يسكنون الحويجة من لواء كركوك مع العبيد، وبين الحويجة والعظيم. رئيسهم عبد الرحمن الطيار. وهو شيخ طريقة. والآن ابنه سلمان العبد الرحمن نخوتهم (اخوة فرجة). وهم متجولون. وليس بصحيح عدهم من العبيد ومنهم في أراضي دحيلة والحركاوي وما جاور من أنحاء اليوسفية. يرأسهم صالح المحمد العمر وملا علي المحمد العمر. وفروعهم: 1 - البو صالح. رئيسهم مجيد. 2 - البو زركة. رئيسهم سلمان بن عبد الرحمن. 3 - الخشافنة. 4 - الجكاكات. رئيسهم حميد الذابل. 5 - البو عابر. رئيسهم جاكة بن بتسين. وهؤلاء أخوال صاحب الفخامة الاستاذ جميل المدفعي. 6 - البو حيد. منهم بيت الطيار. 7 - البو جامل. رئيسهم إسماعيل العباس. 8 - البو رزوقي. رئيسهم مطر الحسن. يسكنون سامراء مع البو ناز. 9 - البو عليوي. 10 - الطوابنة. في أنحاء الموصل. 11 - البو ظاهر. رئيسهم صالح المحمد العمر. 12 - العلاونة. رئيسهم سهيل المصيبح 13 - المداهنة. يعدون تبعا. رئيسهم كامل العفون. 13 - البو حمدان: هؤلاء يعدون من الغرير والشهوان. تشتتوا كثيرا وقد تكلمنا على الغرير في المجلد الاول. ومنهم من يعدهم من طيء رأسا. تفرقوا في أنحاء مختلفة. ويتفرعون الى: 1 - البو سلمان. في الزاب الاعلى. ومن قراهم (تل حميد). و (الكهنش) على الزاب تماما. 2 - البو حسين. يسكنون قرية (قبر العبد) بأرض الحاوي المتصل بقرية حمام علي. ومنهم في عدة قرى من ناحية حمام علي (ناحية الشورة). رئيسهم علي بن داود الصالح. ولهم قربى بالغرير. 3 - الشهوان. في ناحية شوان. والآن كلهم يتكلمون الكردية. ذكرتهم في المجلد الثاني ص253. 4 - البو صباح. رئيسهم حافظ بن جناز. ويسكنون الحويجة قرب الزاب. ويعدون أخوة البو حمدان. ومنهم من يجعلهم في عداد شمر. وقديما يقال لهم (الغرير والشوان). وكان يتكون منهم (لواء البو صباح)، فبعثرتهم الحوادث. وغالبهم مال إلى الغرير. ومنهم في الصخريجة وشيشبار. رئيسهم الحاج حسين العبد الله الحمد الحسين الراشد. وهؤلاء من الغرير من البو جنديل. ويقال لهم (البو جناد). ومنهم البو حسن، والمظالمة، والبو حسين، والبو عيادة، والمراشدة، والبو سيد، والبو ياسين. 5 - الساجد. في طوز خورماتو. في أراضي الحليوة مع البو جنديل. ويقال لهم (البو سيد). ويسكنون مع الغرير. 6 - اللطيف. في أراضي الحليوة. 7 - البو حمدون. في أراضي الحليوة. 8 - البو حياص. في بلد روز (براز الروز) مع بني تميم. 9 - البو جنديل. في الزاب. ومنهم في اليوسفية. والبو جناد منهم مع الغرير. ويسكنون في قرية صابونجي ودروم في القنطرة والكبية التابعة لناحية حمام علي. 10 - البو اسحاك (اسحق). ومنهم (البو شرف) قرب القنطرة (آلتون كوبري). 11 - البو دولة. قرب الزاب الاسفل. 12 - البكر. 13 - الشكر. 14 - البو حمد المحمد. 15 - البكعان. في أراضي الحلوة. 16 - البو سيود. في أراضي الحلوة. 17 - البو حادث. في أراضي الحلوة. 18 - الغرير. في قرية صابونجي وما جاورها. الاحوال العامة 1 سياسة العشائر
(1/288)
العشائر لم يكونوا كأهل المدن يرضخون للاوامر رغبة أو رهبة. فليس من السهل حكمهم أو التحكم فيهم. وما ذلك الا لقلة السلطة أو ضعف الإدارة في التسلط عليهم... وكيف تستطيع السلطة أدامة السيطرة والعشائر الكبيرة تعتمد قوتها، فلا ترضى بالانقياد لكل أمر. وربما كان هذا مما يمنع الدولة أن تتدخل في الصغيرة والكبيرة. ويصعب أمر الإدارة. فتكتفي تارة بالطاعة الاسمية أو بالضرائب النزرة... وتظهر حوادث الدول في العشائر الضخمة وفي عشائر الحدود وما ماثل بخذلان ذريع في حين أو أحيان. وكانت عشائر زبيد ذات قوة وسلطة. ويتكون منها غالب العشائر التي اشتركت في الفتوح، واستمرت في المحافظة على قوتها مدة طويلة. ومثلها العشائر القحطانية، فتتركها الدول وشأنها في غالب الازمان. وفي الحكم العثماني شغلت الدولة كثيرا بهؤلاء أو لم تجد وقتا للالتفات اليها. وامارة طيء جرت لها من الحوادث المهمة ما يبصر بحالتها السياسية وبقدرتها، ولا نريد أن نعيد ما جاء في التاريخ. وانما نشير إلى بعض الامثلة للوقوف على الوضع. ومن ذلك ما كان أيام (قراسنقر) حينما التجأ إلى العراق ومعه (أمير طيء)(1). ومن هذا القبيل أن بعض أمراء الجيش قال لسلطان مصر بعد عزل أمير طيء ونصب غيره ان الفرصة سانحة ان نوقع بالامير المعزول فقال له اياك ثم اياك ان تعيد مثل هذا القول او تفوه به. وظهر الجواب في التجاء الامير المعزول الذي رأى نفرة من دولته ما رأى فمال إلى العراق. ومن ذلك ما وقع لشيخ الاسلام ابن تيمية حينما غضبت عليه الدولة المصرية لمسائل دينية سخط بها بعض العلماء عليه، فجاء أمير طيء ملتمسا العفو عنه فأجيب طلبه مع أن السلطان كان في حذر من مخالفة العلماء مع الرغبة في أن يكون بنجوة من التضييق عليه. خاف أن يميل الامراء مع أحد فيعلن سلطنته، ومن ثم تكون الوقيعة به. ففي هذه المرة رأى الخوف من أمير طيء أكبر فيما لو خالفه. واعتقد ان خطر مخالفته صار أشد ضررا من مخالفة العلماء الذين هم تحت مراقبته والاتصال به. ومن الأمثلة ان دولة مصر أدخلت أمر العشائر في الصلح المعقود بينها وبين المغول. وان لا يتدخل بشؤونها للغاية نفسها والخشية من اثارة القلاقل من طريقها كما وقع ذلك فعلا في حوادث سابقة... ولعل هذا أول اتفاق دولي لمنع العشائر من التدخل في أمور الدول في الحدود لإيجاد قلاقل أو أحداث نزاع قد يؤدي إلى حرب بين دولتين متجاورتين. وهكذا تحري الامثلة في الحوادث العديدة التي لا تحصى... ولا شك ان تاريخ الامارة يشعر بسياستها الداخلية والخارجية. وفي تاريخ الجلائرية والتركمان ما يعين الاوضاع أمثال هذه. وفي العهد العثماني استخدمت الدولة عشائر الكرد، وعشائر العرب لحروبها، أو للقيام بأمر بسط سيطرتها في الوقائع. وهذا كثير في التاريخ العثماني وظهر في اليزيدية والمنتفق وزبيد والغرير والشهوان وآل بابان، وأمراء العمادية. ويهمنا هنا (عشائر العرب) ومن أكبرها عشائر طيء. فقد كانت الرئاسة فيها بدت في أمرائهم (آل أبي ريشة) ظهروا في حصار بغداد أثناء الحروب الايرانية، ومما يعين سياسة الدولة مرة في أستخدامها، وأخرى في أمر القضاء عليها. وتظهر قيمة العشائر في العلاقات الدولية. أو في الحاجة الملحة للعشيرة أيام القحط وقلة الامطار، أو الالتجاء عندما تتدافع العشائر أو عندما يقع النزاع بين العشيرة والدولة أو في حالة التجول لطلب الكلأ في أراضي دولة مجاورة، إلى آخر ما لا يحصى من الاسباب. وفي هذه الحالة يحتاج الاداري إلى مهارة، وان يكون مزودا بوقائع القطر لا سيما العشائر والا وقع في أخطاء ضارة بالعشائر والدولة معا. وان هذه الإدارة من أعظم ما يتطلب في عشائر الحدود. ومن حوادث الحدود ما أوقع السردار الاكرم عمر باشا بعشيرة الهماوند الكردية مما دعا إلى غضب دولته عليه من جراء هذه الفعلة المغلوطة في وقيعته بعشيرة من عشائر الحدود. وكانت قبل ذلك جربت في البلباس غلطها وأملها ان لا ترتكب مثل ذلك.
(1/289)
ولا يقل الامر أهمية فيما يقع بين العشائر المتجاورة في المملكة الواحدة. فأن النزاع البسيط قد يؤدي إلى حروب طاحنة ومتوالية. والاداري الحازم من أعظم واجب عليه أن يشعر بما يتوقع حدوثه فيتدارك أمره، أو أنه اذا سبقه الحادث تمكن من السيطرة عليه ليحدد النزاع ويقطع دابره بين عشيرتين أو عشائر. وفي حوادث التاريخ الشيء الكثير من ذلك. ومنها يعرف الخرق او الحزم. فهو محك. ومن جهة اخرى ان رؤساء العشائر قد يظهرون القدرة والموهبة في وضع اليد على الحادث فلا يدعون مجالا للتوسع فيقمع في الحال. وقد يفرط الامر في النزاع بين العشائر المتجاورة فيحاولون تحديده وتضييق نطاقه. ولا شك ان هذا الاجمال يعين الحالة. وهناك الاتفاقات بين العشائر لحفظ كيانها تجاه ما تشعر بقوة من ندها (ضدها). ويطول استعراض ذلك مما يحتاج إلى حنكة ومهارة ونفوذ نظر من الرؤساء أو الإدارة. والضرورة تدعو إلى التوسع في الامثلة ونقدها وتحرير ما فيها بسعة الا اننا لا نزال في حاجة إلى بيان مذكرات في وقائع خاصة أو استعراض الوقائع وما أرتكب فيها من أخطاء. وفي التجارب عبرة ودروس عظيمة لمن يتأهب لإدارة مثل هذه المجموعات. والامثلة على الغلط وسوء التدبير كثيرة لا تحصى. وهي مشاهدة في وقائع كثيرة جدا. وليس من ببعيد ما كان بين عشائر شمر وبين عشائر الحدود في الشام في أيامنا كما وقع بين شمر والعكيدات أو البكارة أو ما حدث بين عشائر العراق بين شمر والبو متيوت. وبين العزة والعبيد وعشائر أخرى. وحوادث الحدود لا تحصى وتدعو دائما إلى التفاهم بين الحكومتين لتلافي الخطر، والتقليل من الضائعات أو ما يخشى أن تؤدي اليه الحالة. مما كان يودع في الحال إلى (مجلس التحكيم). وكان العقل رائدا، والحكمة من خير ما يتذرع به. والغرض أماتة الضغائن أو الغضاضة بأي وجه كان والا فأن الدول قد تستفيد أحيانا من ذلك لاثارة الفتن وتوليد الخصام أو الشحناء. وحدود العراق كثيرة. ومن الضروري التيقظ في أمر إدارة العشائر حذر حدوث ما يكدر الصفو بين المتجاورين وهكذا بين عشائرنا في الحدود أو بين هؤلاء وبين المجاورين. وقدرة الإدارة تتجلى في حسن التوفيق بينها وبين هذه العشائر. والسلطة القوية لا يفيد وحدها ما لم تكن مقرونة بحكمة وعدل. وحوادث بني لام وكعب لا تحصى كما أن حوادث الضفير وشمر، وعنزة كثيرة. وهكذا سائر العشائر حتى الضعيفة تنضم إلى القوية. أو تهرب من وجه الدولة فتكلفها العناء. وفي الداخل يحتاج الامر إلى التعقل والبصيرة أكثر والا أدى الحادث إلى ما يجر اليه من مصائب تدمير وقتل. والسياسة القويمة لا تهمل وسيلة، ولا تغفل معرفة بل تكون على بصيرة تامة. وفي هذا لا تخسر الدولة بل ربحها في ان لا تخسر ما يتوقع حدوثه من جراء حركة طائشة أو خرق من موظف فتؤثر فيها وفي العشيرة أو العشائر. ولا نقطع بأهمال الوقائع أو وهنها. وليس كل الوقائع مما يصح أن ينتفع به. ولا يقال في الاهمال و الاغفال الا لما كان تافها لا يستحق الالتفات. والامر المهم ان لا تعد من المصلحة اذلال هذه العشائر بالنظر لما وقع أو يقع. وانما المطلوب التفاهم من طريقه وان لا ترضى بوجه ان تتحكم هذه وامثالها بالعشائر الصغيرة بل يجب الاحتفاظ بالموازنة، ومراعاة العدل، فلا تقبل الدولة بالاعتداء بامل كسر نشاط عشيرة واذلالها لتنقاد للموظف الطائش واتخاذ الذرائع للوقيعة بها لا ان تفسح المجال بل تمنع من الاعتداء في مراعاة الهدوء والراحة. وفي هذا ربح. والطيش مذموم في كل الاحوال. وفي آب سنة 1946م وشهر رمضان سنة 1365ه جرى حادث مؤلم بين شمر وبين البو متيوت والجحيش في أنحاء الموصل، فوقعت مذابح طاحنة بين الفريقين تضاربت الآراء في أصل وقائعها، والسبب الداعي لها. ومن مراجعة حوادث سنين نرى وقائع عديدة بين شمر والعكيدات، وبينهم وبين عشائر أخرى. والسبب ان هذه العشيرة لها مكانتها من أيام العثمانيين، وحوادثها معروفة في أنحاء سنجار. وهي شغل الحكومة الشاغل. ولكنها اليوم صارت في (الحدود) من العراق فلا تنكر مكانتها من حيث السياسة ومن نواحي عديدة لا يهمل شأنها، ولا يصح أن تترك...
(1/290)
ومن أخرى قوة لا يخشى منها المجاورون، وربما تتحكم بهم ولا تلين لهم، وعلى كثرتها ليس لها مواطن رزق، ولا مدار معيشة فتضطر أن تأخذ (الخاوة) أو (الخوة)، وان تشتغل بالتهريب، وان تتولى بعض الالتزامات من الدولة، والعقود معها وتستدعي ما أدى إلى سخط المجاورين، وغضب بعض التجار في الموصل بوضع اليد على مثل هذه الأمور، فزاد التذمر منهم، وكان هؤلاء أي شمر يملكون قرى في سنجار، فأدى ذلك إلى نفرة أصحاب القرى مثل البو متيوت فتجمعت النفرة واتفق الكل على معارضة هذه العشيرة، والتنديد بها في كل حادث يصدر منها... ومن أكبرها نفرة أولئك التجار من أهل الموصل من اجل انهم لم يكونوا أحرارا في تصرفاتهم مع الخارج وهو مورد رزق الكثيرين، فسلب منهم، واستولى على مرافقهم رجال هذه العشيرة فحرموا الفائدة ولم يتفاهموا معهم. كل هذا أدى إلى التشنيع عليهم، وسبب أن ينطق جماعات بأقلامهم، ويتشكوا بلسانهم، ويتظلموا منهم الامر الذي جعل صوتهم عاليا في الصحف، والتنديدات عظيمة منهم، ولكنها من جهة واحدة ولا مناضل أو مدافع عن رجال شمر. وقد صدق سعد الشيرازي في قوله ما معناه ان القلم بيد الاعداء يكتبون ما أوحاه لهم من حنق، وما دعا من تنديد، فاتخذ وسيلة على خلاف حقيقة الوضع أو اكباره وعلى ما هو مؤثر في الرأي العام باظهار ان شمر من الجناة العتاة في وقت نرى الرزق عندهم محدودا، ولا طريق للتعيش، بل ضاق كثيرا. يراد منهم أن يموتوا جوعا دون أن يعملوا لبقائهم، وان يتحرروا موارد رزقهم، فصاروا يتاجرون أيضا. ولم يتفاهموا معهم في التجارة. والحاجة الاقتصادية تؤدي إلى أكبر من ذلك دون التفاهم من طريقه. فما العمل تجاه ذلك؟ فهل نكتفي بالتسكين للحوادث بالقوة فلم نتخذ للامر تدابير ناجعة بحيث تذل لحد ان تتبعثر حالتها وان تدمر، ولا نفتح لها باب رزق يؤدي إلى اعاشتها، فندعها تتدهور فتحرم الاستفادة منها في مواطن الحاجة الملحوظة لا سيما بعد منع الغزو. فلم نتخذ ما يلزم؟! ان هذه (السياسة) في مثل هذه وغيرها تحتاج إلى عقل فعال جوال، وان الحكمة تدعو إلى محافظة الموازنة، وأن تنال الامة الطمأنينة لا بالفتك والتدمير بل من طريق التوجيه الاجتماعي والاقتصادي، والحالة لا تداوى مع بقاء العوامل الحاكمة أو المتحكمة دون ان يؤخذ من زمامها لتصد غوائل عديدة. ولا تفترق هذه عن إدارة (عشائر الحدود). والحادث بين عشائرنا. وهكذا يقال في الوجهة الاخرى بأن تعالج من طريق البو متيوت. والاسباب الداعية لتحسين السياسة لا يتم بقبول عيثها وافسادها بل مراعاة ما يساعد على حياتها، ويقى شأنها في معيشتها بأفساح المجال للعمل المؤدي إلى الحياة، والانتعاش والنشاط بحيث يكون الارتباط من طريقه وان تشعر بالنفع، وتتأكد المصلحة، فتكون حارسا أمينا، وقوة مكينة مرتبطة بالدولة وعينا ساهرة لا تنام، وان لم تكن هناك حراسة من الدولة بل نجد الارتباط قويا والصلة متينة، والثقة متبادلة. وهكذا يقال في عشيرة البو متيوت بالاصغاء إلى مطاليبها المشروعة المقبولة بأيجاد حل لا يخل بحقوق الآخرين وهكذا يقال في العشائر الكبيرة الاخرى، ولزوم توجيهها توجيها صالحا وان تنال مكانتها القوية، ووضعها اللائق. ولا يصح إن توضع قواعد للإعاشة، وطرائق للإدارة. وإنما هناك الحكمة، وحسن الثقة، والاعتماد ورعاية المصلحة فلا يعد أي عمل منها مضرا، ولا إن تسخط الدولة دائما لتؤدي الحاجة المنشودة. والحادث الموضوع البحث لم يتدارك بل ما هو إلا سلسلة من الصلات التاريخية، لا يغيرها الوضع من جراء حادث بعينه. والحزم أن يتعقب الموضوع من طريق التاريخ، ويجتث من اصله... وان لا يتحرك الاداري حركة طائشة، أو يقوم بأمر مغلوط بل يراقب الامور خشية ان يفرط ما لا تحمد عقباه. وليس القصد اذلال أحد المتنازعين بل رفع الخلاف بوجه صحيح. هذا. وان حلول الفصل، ومذاكرات المنازعات، والاختلاف الحاصل من اتجاه النظر المتباين، والاتصال بآمال كل طرف استدلالا بالظواهر مما يسهل هذه المعرفة ذات العلاقة بالعرف العام، كما أن الاتصال بالأوضاع الاخرى بين العشائر التي لا علاقة لها بهؤلاء من صور الحل أمثال الضفير، وعنزة وسائر العشائر ممن هم بدوي، وأقرب للعرف والعادات المألوفة بين الكل. مما يجلو عن العرض، ويكشف عن الآمال، ويبصر بالحل.
(1/291)
وهكذا يقال في العشائر المتجاورة وما يحدث بينها غالبا من وقائع. وأمر تلافيها سهل بالتفاهم. ونرى وضع شمر اليوم أشبه بوضع طيء في العهود السابقة وحسن الإدارة في الجوار ضرورة لازمة وتدل على حنكة. والى الآن لم نر تدبيرا سديدا، في تسهيل أمر هذه المعرفة ولم تتخذ الوسائل العلمية للاتصال بأمر العشائر وتنظيم مطالبها تنظيما علميا بحيث تدخل المطالب في دراسة اجتماعية وحقوقية وتوجه توجيها صالحا، أو أن تراعي الاوضاع ويتدرب عليها للدخول في أمر الإدارة او ما يمسها... ومثل ذلك أفساح المجال للمباحث الموسعة. وفي هذا نرى لزوم تكوين المعرفة الحقوقية والتاريخية لصلاح الإدارة وتمكين أعمالها مقرونة بالسياسة السليمة. واذاكانت تشكيلاتنا في أمر الحدود والمنازعات العشائرية الكبيرة نافعة ولم تتكون إدارة موسعة بالوجه المطلوب فلا ريب ان الحاجة تقضي بأستخدام اداريين حازمين بأختيارهم لالوية الحدود والالوية المتكونة من أغلبية العشائر لئلا تقع أغلاط تكلف الدولة سوء السمعة في الخارج، وخرق الإدارة والاضرار الكبيرة في الداخل. والى الآن لم نشاهد مذكرات من رجال الإدارة في هذا الشأن ممن عمل في الحدود، أو ممن قام بأعمال تتعلق بعشائر الداخل مما يعين نهجا، أو تدبيرا ناجحا في نظر أولئك ليمهد التفكير في الإدارة الصالحة، ولا رأينا من قام بنشر بعض قرارات التحكيم مما يهم نشره لما فيه من مطالب. ومن الضروري أن نشير إلى ان الصلات قوية بين سياسة العشائر وبين العرف المتكون بين عشيرة وعشيرة دون روابط أفراد عشيرة بآخرين من نفس تلك العشيرة. 2 - الخصومات والعرف (والعلاقات بين العشائر) تاريخ النزاع بين العشائر قديم. وهذه تركن في الغالب إلى قوتها. ثم إلى (الحكم) أو العارفة وليس لهم عرف عام. وانما لكل عشيرة عرف نتيجة أزمان متطاولة أو اثرة وتحكم. وفي العشائر الزبيدية والطائية العرف مشترك تقريبا ولا يختلف أو يتباين كثيرا. وكانت على هذا دون استعانة بسلطة. وكنت تكلمت في العرف البدوي وخصوماته(1) في المجلد الأول. والبداوة محدودة في قضاياها. وفي هذا يشترك أهل الأرياففي الغالب ولكن الأريافاكتسبت عوائد جديدة لا ينكر وجودها فيمن حلت محله. ولاشك ان اللجوء إلى الحكم، أو العارفة انما كان للخشية مما يجر اليه النزاع من حروب طاحنة ومستمرة. ولذا يستهدف الحسم تطييب الخواطر في الدرجة الاولى باعادة الالفة. ولا يتخلى العارفة من مراعاة الحكمة وتعيين وجه الحق في الحل لقطع دابر النزاع بان ينفذ إلى اعماق القضية. ثم صار الاداري يقوم بما يقوم به بالاشتراك مع المحكمين. وحل أصل النزاع من أسهل الامور أو أنه في درجة متأخرة. وأنما الغاية التقريب ومراعاة الحل المرضي لاجتثاث ما هو سبب التخاصم. وان الأريافأحدثت مشكلات جديدة كالانتفاع من الارضين لا الغزو ولا أيجاد عداء لاستغلال الحروب، والاستفادة من المقارعات نفسها وانما هي في الاكثر ذات علاقة بالبدو، وبأهل الأريافبعضهم مع بعض مما دعا ان تنشأ أوضاع لم تكن مألوفة. ومن ثم يستدعي الامر الحل في هذه المشكلات. وربما كان خطرها أعظم لما تؤدي اليه من حروب دائمة، ومنازعات أو معارك طاحنة بين المتجاورين فتسلب راحتهم وقل ان كانت تتدخل الدولة فتقضي على النزاع وتقف بكل عشيرة عند حدها اما لتهاون او غفلة او ما ماثل. واذا تدخلت فانما كان بأمل ان تتمكن سلطتها أو أن تستوقي حقوقها أو تستغل النزاع للقضاء على أحد المتنازعين فيكون وسيلة سانحة. وهكذا قل ان يرى الحق ظاهرا في جهة ومن ثم يختار (الحكم) وربما تكسب الحكومة قوة بمساعدة الضعيف لتقضي بعض مصالحها المعلقة أو تقوية سلطتها استعانة بالفريق المناويء، وتظهر سياستها في هذا التدخل لأمر غير ما وقع عليه النزاع. والحوادث التأريخية مثل هذه تعين ضعف سياسة الدولة العثمانية واستغلالها للاوضاع.
(1/292)
ومن المهم ذكره ان الحكومة قد تكون سلطتها قوية وقدرتها ظاهرة فتدرك أصل النزاع وبواعثه، فتسعى للقضاء عليه دون الركون إلى الاستغلال. فتمضي في الحل على طريقة مستقيمة. وهذا قليل في العهود السابقة. ومن السخف ان تلجأ إلى القوي فتساعده. وفي هذا ضياع السياسة الرشيدة والحق والعدل معا فالامر لم يكن بالسهل لاسيما عند تعادل القوى أو اختلافها. وتعند القوي في مطالبه الجائرة، ومن الواجب ان يحتمي الضعيف بقوة الحكومة فيجد له ناصرا قويا. والوقائع اليومية، والحوادث التأريخية مما يسترشد به دائما اذا كان ذلك مقرونا بتدقيق الحادث، وادراك صور الحل بمعرفة كنه الوقائع وما ينطوي ضمنها من آمال كل فريق. فالحذق يميط اللثام ويسهل أمر الحل. والمصاعب التي تعترض في هذا السبيل كثيرة جدا بل قد تكون بعيدة أو مبتعدة عن الغرض، فتحتاج إلى سيطرة وتغلب. وهذه توضحها الحالات المشهودة والاوضاع، فتكون أقرب إلى التفهم. ولا نقول كل الوقائع بمثابة واحدة من التعقيد، أو ما يخشى أمرها ويتوقع خطرها. ولكن الاولى ان نتدبر الموضوع من جميع وجوهه ليتيسر الوصول إلى حل صريح وصحيح أو نمضي في طريقة سالمة ناجحة في حسم النزاع. ويلاحظ ان حياة العشائر الريفية تعين ما انفردوا به مثل المنازعات على الاراضي أو الاعتداء على المزروعات، أو على الماشية، أو غير ذلك من حقوق شرب أو حدود... والاعتداء على الاشخاص أو على العرض... فمن الضروري الاطلاع على أوجه الخلاف وبواعثه وحينئذ لا يصعب الحل بان ندرك ما وراء ظاهره من حاجات مدنية أو اقتصادية دعت للخلاف. وبهذا تتفاضل قدرة (الحكم) أو (العارفة) ومهارة الاداري ونفوذ نظره. ولا ينكر ان بعض الحوادث تضظرب فيها الآراء فيخفي الغرض أو يتصلب المتنازعون فيعسر الحل، أو ان الطرفين يحاولان الحسم الاداري بأي وجه كان ليعودوا إلى نضالهما... أو أن يكون ذلك ممثلا رغبة أحدهما في الحل. ومثل هذه يجب أن تعرف. فيوجد الهدف. وكل ما تباعد الطرفان فلا يدع الحازم تدبيره الا وذهب عمله هباء. وفي هذه الحالة يجب ادراك الحق وان لايفلته الاداري ولا يهمل ما خفى، أو ما كتم القوم ابداءه. ذلك ما يعين حقيقة الاوضاع. وحينئذ نخشى أن نميل إلى أمر لا يعد صوابا. وكل واحد من المتنازعين في أدلته يستهدف غرضا. والرأي الحقيقي يظهر البواطن ويعين مكان الحل. اننا في هذه الحالة نحتاج إلى قدرة سياسية وقضائية معا. وقد يعرض للمرء بأن مثل هذه لا توجد في الغالب. والخطل سائد في كثير ممن رأينا. ولا يزال وجه النزاع باديا. وهنا لايهمنا الطعن بالإدارة. وانما تدعو الحاجة إلى التوجيه. ولا نلتفت إلى أقوال مثل هذه. تولدت عندتا مشاكل عديدة ولا شك ان هذه كغيرها تحسم بوجه مهما كان نوعها بيد الجاهل والعالم... ولم يكن المقصود الحسم المطلق والا فبوسع كل أحد ان يقطع النزاع ظاهرا استنادا إلى السلطة. ولكنه لم يعمل شيئا اذا لم يكن زاد في المصيبة. ويعنينا بيان المشاكل بالنظر لقانون العشائر في الارياف. فان الغاء الغزو مما حرم العشائر من فوائد، أو منافع كانوا يظنونها الوسيلة المهمة لبقاء حياتهم فلم يطرأ على هذه الحياة خطر وزالت بما فيها من عرف. فلا شك ان المسؤولية يجب أن تكون محدودة وخاصة بالمسؤول الا ان تكون اجتماعية، فنسأل الجميع كما في (القسامة) المعروفة في الشريعة الاسلامية. فاذا لم يعرف القاتل في قرية أو قبيلة فلا ينبغي ان نتهاون في الحل بأن نسأل الكل. أوضحت ذلك في المجلد الاول. وعندنا في وقائع عديدة الزمت الإدارة المتهم الذي لم تتحقق الجريمة عليه دون مراعاة مسؤولية القرية أو العشيرة التي وقع بالقرب منها الحادث مما يستدعي مسؤوليتها. ولعل بقاء المسؤولية لغير الجاني اعتراف من الإدارة بضعف تشكيلاتها وبعجزها عن تطبيق الحق. واذا كان هذا تدبيرا مقبولا في حق البدو الرحل لضرورة قاهرة، فلا ينبغي أن يسوغ في الأرياففهم أهل قرى اولا يختلفون عنهم. ولم نر قانونا في أمة يلزم بالمسؤولية غير المسؤول حقيقة.
(1/293)
كانت الإدارة غير متسلطة، وان الجاني كان معتزا بعشيرته. وفي هذا حماية له لفقدان القدرة في مطاردته. ومن ثم تركن العشائر إلى مراعاة العرف ولكننا نرى الاجحاف مع وجود السلطة والاولى مراعاة القانون العام. وان تصلب الإدارة واصرارها في الدوام على تطبيقه مع اثارة قضيته في المجالس النيابية المتوالية مما يدعو إلى الاستغراب ويبعث الامل على لزوم الغاء هذا القانون في القريب العاجل. ولذا لم اتعرض لتفصيل مسؤوليات أفراد العشيرة بالنظر للجاني وبيان العرف الخاص بها. وهذه لا تختلف عما في المجلد الاول. والامل ان تزول الوصمة عن العراق في انه يحكم على الجاني وعلى أقاربه بسبب ما أحدث من جريرة، فالضرورة تدعو إلى الرضوخ إلى القانون العام كما أضطرت الإدارة إلى فصل منازعات الاراضي بعد اكمال تسويتها بايداعها إلى المحاكم. ومثلها الاحوال الشخصية اودعت إلى المحاكم الشرعية كما كانت. وعلى كل حال لا يأتلف تطبيق (قانون العشائر) على الأريافبعد ان كان الشرع سائدا في البلاد مدة أكثر من الف سنة، والقانون العام بعده، وبعد أن كان وضعنا الحقوقي تابعا لذلك القانون. كما لا يصح تطبيقه على أهل الأريافوهم أهل القرى الصغيرة. أو أهل المزارع المحدودة التي هي أشبه بالقرى أو جزء منها ولا شك ان زوال قسم منه وخروجه عن دائرة التطبيق مما يسهل الغاءه تماما أو أبقاءه محصورا فيما يحدث بين العشائر بعضها مع بعض في الداخل والخارج في حين أن التحكيم في قوانيننا مقرر ومن السهل مراجعة أحكامه وتطبيقه عليهم. كان وضع هذا القانون قبل تشكيل (المجالس النيابية). والآن تشترك الامة في وضع قوانينها. فالعشائر نواب في مجالسنا. وهم يشرعون القوانين علينا ولكنهم لم يقبلوا أن تكون شاملة للجميع بل على أهل المدن دونهم. وهذا من أغرب ما رأينا. عرف الأرياف وعلاقته بالبدو ان قانون العشائر لا تظهر الحاجة اليه في (العشائر الريفية). فلا يرضى أحد أن يكون مسؤولا دون أن يرتكب وزرا. لان هؤلاء لا يختلفون عن أهل المدن كثيرا. وأهل الأريافاستقروا في مواطن وتركوا التجول الا احيانا ولدوافع خاصة ومن ثم صاروا كأهل المدن. وبتوالي الايام فقدوا خصائص البدو الكثيرة. والعلاقة بالبدو لا تنكر ويجب أن تكون مدنية وتابعة للحقوق الحديثة. ولكن جرت بعض الحوادث على العرف العشائري لأنه القانون المعمول به. من ذلك ما وقع بين شمر والعبيد وهذه أقرب إلى أيامنا واتصالنا بحوادثها، فرأيت أن أبدي وجهات النظر في (صور الحل) فيها للتبصرة. ولعل النظر إلى ما أتخذه الفريقان للتذرع بالاهداف مما يدعو للالتفات. في هذه القضية نحاول أن نعرف الاتجاه الحقوقي لما تجلى من تضارب الآراء لأستجلاء الغامض عند اضطراب الافهام في أمر الحل فما تمسك به أهل البادية وأهل الأريافمن المعارضات يكشف عن قدرة في التوجيه، وأظهار العرف. وهذا يحتاج إلى دراسة عميقة، وتدقيق بالغ حده. وهنا أقول أن هذه العشائر كل منها بمقام أسرة في تناصرها وتعاونها، أو انها أسرة موسعة فالتضامن مكين. بقيت كما كانت، أو حافظت على وضع الاسرة لما رأت من الحاجة إلى الاحتفاظ، وتحميها قوة العشيرة، فكانت ضرورة التلازم ظاهرة في التعاون للذب عن كيانها. وهذا مشاهد في كل عشيرة. وربما تتجاوز العشائر حدود حماية الحقوق، فتتخذ القوة ذريعة للاعتداء... فاذا قلنا كان جرى بين شمر والعبيد كذا فالمقصود تعيين الاتجاه بينهما. ومن هذا القبيل قضايا القتل والمعارك. حاولت الإدارة الاصلاح بين هاتين العشيرتين بقصد اماتة النزاع واجتثاثه من أصله. ومن ثم كان ما وصل اليه المحكمون لم يتجاوز الحل ظاهرا، فلم يكن حاسما، قاطعا للغضاضة. كنت علمت من الشيخ جلوب الطرفة من شيوخ شمرطوكة أن المرحوم الشيخ عجيل الياور كان حينما سمع بأشتباك العبيد مع عشيرة الصائح من شمر من جماعة المرحوم الشيخ جنعان الصديد سارع في أخبار رئيس عشائر زوبع (خميس الضاري)، والشيخ جلوب من رؤساء شمر طوكة بأن لايسمعوا قولا للشيخ جنعان حذر أن تتوسع الفتنة، وأن ينتظروا ما يكتب اليهما. رجاهم أن لا يعملوا أمرا، وأكد عليهم خوف انتشار الشر.
(1/294)
وهكذا رأيت رؤساء العبيد أبدوا رغبتهم في أماتة الضغائن. وكنت حاضرا في مجلس المذاكرة بلا علم مني أنهم جاءوا لهذا الغرض. كنت زائرا للمرحوم الشيخ حمد الباسل باشا، فحبذ منهم الفكرة. وأبديت ما علمته من الشيخ جلوب. ولما علمت بأمر المذاكرة وان الاجتماع كان من أجلها ولم يلتئم المجلس بعد تركتهم وودعت الباشا. فأخبرت أنه تم الصلح، لكنه لم يتم حقيقة. وحدثت بعد ذلك حوادث محزنة مما لا محل لأيرادها. ثم أجتمع العبيد وشمر في 15 و16 نيسان سنة 1943م ببغداد وفي هذا الاجتماع حضر المحكمون رؤساء العشائر الشيخ مشحن الحردان رئيس عشائر الدليم والشيخ محمد الرشيد البربوتي من شيوخ زبيد، والشيخ حبيب الخيزران رئيس عشائر العزة. وخلاصة ما جرى أن المنازع فيه لم يكن أمرا يخص المطالبة بدماء القتلى من الفريقين (شمر والعبيد)، وإنما القضية الواجبة الحل أن عشيرة الصائح ممن يرأسهم جنعان الصديد كانت تسكن الحويجة من مدة، وكذا في أراضي العيث، وأنهم كانوا يتمتعون بخيرات تلك المواطن كما أن العبيد كذلك كان هذا شأنهم في تلك المواطن وسبب النزاع هو الاراضي، ولم تجر تسويتها بعد. أما المنهوبات والقتلى فأنها ظواهر تلك الخصومات. فحل مثل هذه سهل. والمطلوب حسم أصل النزاع. وفي هذه المذاكرة أشترك الاداريون قائممقام سامراء، وقائممقام الخالص، وقائممقام كركوك لعلاقتهم في تعيين أوجه الخلاف وأصل النزاع، وبيان ما يتطلبه كل فريق وكلاهما لا يود أن يبوح بما عنده، أو يتحاشى من ذكر غرضه أو التعرض له وأن كان هو المقصود. وفي الوقت نفسه قال المحكمون نوصي الحكومة بما يقتضي عمله لحسم قضية الاراضي، واشرك شمر في مشروع الحويجة، وقالوا ان شمر كانوا من أمد قديم يسكنون الحويجة وينتفعون منها فلا يهمل حقهم، ولكن هذا لم يكن تدبيرا لا طريق لحله. وهذا تابع لأعمال إدارية خاصة. فاكتفوا بالايصاء مع بيان كل فريق وجهة نظره وادعائه بأنه من سكان الحويجة قديما. وان رجال الإدارة لم يرغبوا في الدخول بهذا الموضوع إذ لا صلاحية لهم في البت فيه، فطوي من البين وجعل موضوعا خاصا في حين أنه الاصل في موضوع النزاع. ومن ثم انصرف المحكمون إلى حل النزاع فيما عهد اليهم. ولما كان قد نفى رؤساء العبيد أن يكون لهم يد في أمر القتل وانهم ليس لهم القدرة على غيرهم وأبدوا أنهم لا يعلمون بالقاتلين، فكان من رأي المحكمين أن يحلفوا رؤساء العبيد على (طريقة البدو)... حينئذ تصدى رؤساء شمر إلى القول بأن التحليف اهانة في حق المطلوب تحليفه، أو ظن به واشتباه من صحة كلامه فلم نشأ أن نعد رؤساء العبيد بهذا الوضع، فعدلوا عن التحليف، ولم يطلبوه حفظا لمراعاة منزلة هؤلاء الرؤساء. ومعنى هذا أنهم رضوا بأنهاء القضية ظاهرا، وأبدوا أنهم لم يبق نزاع بينهم من جراء المنهوبات، والقتلى معا، وحاولوا أن يظهروا انهم أقرب إلى الالفة، ولكن العبيد لم يرضوا بهذا الحل الظاهري الذي يراد به الحسم القانوني، وعدوا ذلك غير قاطع للنزاع. ولهذا لجأوا إلى ناحية مهمة في صحة الحل وتمكينه، وهي أنهم طلبوا (الدخالة) من جراء أن من أعفي عن اليمين، أو عما يستلزمه من دية وتعويضات لا يمنعه مانع من قبول الدخالة. وبذلك حاولوا ان يكون الصلح متينا، وان لا تبقى المطالبة مستمرة، أو لا يبقى حذر... أرادوا أن تكون الدخالة على أحد أفراد العشيرة. ولو لم يكن من وجوه العشيرة، فيصيروا في حماية الكل كما لو كان قاتلا وطلب دخالة (حماية)، فتضطر العشيرة كلها لحمايته. وهكذا العشيرة اذا طلبت الدخالة تكون ضمنا في حماية تلك العشيرة التي كانت معادية لها ومناضلة، فتصبح الالفة حاصلة، ويكون الحكم حاسما للنزاع، فلم يبق مجال لاختراق الصلح أو حكم المحكمين، فتزول النفرة من البين. (يسعى بذمتهم أدناهم). لم يوافق رؤساء شمر على ذلك. وقالوا لا نقبل بالدخالة من جهة أن عشيرة العبيد منتشرة وان (رؤساء العبيد) ليس لهم سلطة على العبيد كلهم، فليس من الصلاح أن نقبل الدخالة. لاننا لانكون بنجوة من ضرر العشيرة فكيف بأمر صيانتنا، وان نكون بمأمن؟ ومن ثم لا يأتلف السلام، بل يتوقع الضرر دوما...!
(1/295)
وقفت المطالب عند هذا الحد. وفيها يتجلى الذكاء العشائري، واتخاذ التدابير له أو محاولة ما هنالك، فيعرف ذلك من الجانبين، مع ملاحظة دقة المطالب من المتخاصمين والمقارعات الفكرية بصفائها منهم ومن المحكمين، وكذا ما حاول الاداريون التملص منه. ومن هذه يتجلى لنا أمر (السياسة العشائرية)وعلاقاتها، والإدارة واتجاهها. أو خذلانها... وكذا ما يطلب منها من وجوه الحل في الحسم، أو ما يعدل به عن وجه الصواب، فيسعى كل للاقناع من طريق الدليل، واستجلاب الحكم، فرأينا العجب في القدرة، وكذا الاداري خرج كما دخل، وهكذا المحكمون دخلوا وخرجوا. وكل منهم مملوء بالمعرفة مشبع بالفكرة على وجه الصواب... ولكنهم اعترفوا بأنهم عادوا بالفشل الذريع. والملحوظ أن الخصومات ظواهر، وان وراءها ما يجب حله، ويحتاج إلى خبرة كاملة مكينة، مع علم غزير، وسياسة حقة... والذي يؤسف له أمر التطاول في ما يقتضيه الحل السريع القاطع لئلا يدأب النزاع ويستمر. ولعل الالتفات كان يقتضي السرعة ويدعو للالفة، أو حدوث الصلح الحقيقي بحيث لا يضمر الواحد للآخر نوايا سيئة... وخلافه لا يفيد البتة. ومثلها يقال في بني لام سواء في سيطرتهم أو في أمر آخر وتاريخ هذه العشائر بل الإمارات مما يستدعي الحل، ويؤدي بنا إلى المعرفة الصحيحة ولا يغب عنا ما ذكر. وانما يعرف من مجرى الحوادث التاريخية المهمة. عرف العشائر العشائر الريفية يجري بينها عرف. ومن أهم ما هنالك: (1)النزاع على الأرضين. وهذا أصل في وقائع طاحنة، وحروب مستمرة. ولعل التسوية آخر دواء لقطع الخصومات . ولا يهمنا إلا ما كان ضمن موضوع بحثنا. فالمقاطعات القريبة من المدن جرى حسمها، واستقرت تسويتها ولكن البعيدة لا تخلو من تحكم الرؤساء، وما حصلوه بعشائرهم حازوه لأنفسهم دونها. كأن هذه العشائر لم تنتفع من أرض ولم تباشر زرعا، ولا حرست ارضها بقوتها ودمائها. وبذلك نرى حقوق الفلاحين منتهكة. والمهم أكثر ما كان النزاع فيه قائما بين عشيرتين فأكثر وأصله من الاراضي الاميرية الصرفة مما لا يستغل أو أن الخلاف عليه مستمر... ولا قول في ما حسم. فقد أبديت المطالعة فيه في أول الكتاب. وانما المهم ما لم يكن قد حسم. وهذا يدعو للالتفات ويؤدي إلى النزاع الكبير. وفي مواطن عديدة لا يزال النزاع قائما ويؤدي أحيانا إلى وقائع مؤلمة. والامل أن يتولى حسم النزاع في الاراضي من كان ذا خبرة مكينة، ورأي حصيف وأرادة قوية وإدارة حقة. فأراضي العمارة وأراضي المنتفق، وأراضي أخرى كثيرة سببت منازعات جمة. ولا تزال من أهم مشاكل الارضين في العراق. وكنا نأمل من اداريينا أن يقدموا مذكرات لمعرفة الآراء وصور الحل التي زاولوها، أو قاموا بامرها في الارضين أو في الدعاوى الكبيرة بين العشائر لتكون موضوع المناقشة فلم يتيسر لنا الا ما علمناه من بعض الوقائع. وهذه مهما كانت كثيرة فأنها لا تعد شيئا بالنظر للكل، لندرك الاوضاع تماما، ونتبين ما في الإدارة من صلاح أو غيره. وكأن مثل هذه سر من الاسرار لا يصح أن يبوح به أحد أو لا يكون موضوع نقاش وأبداء رأي أو آراء. في حين أنها تكون موضوع الاجتماعي والحقوقي والاداري. ومن المهم ان نقول ان التسوية لم تحل خلافا بوجه مرض، ولا راعت في كثير من المواطن حقوق الفلاحين، فكأن هذه الارضين لم يقم بها غير واحد أو آحاد في زراعتها واستغلالها، فمشكلة التسوية زادت في الطين بلة. ومنحت اللزمة لأفراد معدودين بأعتبارهم رؤساء، ولم يجسر أحد أن يطالب بحقوقه... والا فلا يعقل ان يستثمرها واحد أو آحاد. ومن ثم تولدت مصيبة عظيمة بحرمان الزراع من حقوق تصرفهم أو لزمتهم. وكان الاولى أن لا تجري تسوية ما لم تستطع الدولة السيطرة على الاراضي التي ترغب في أنهاء تسويتها وتثبت حقوق زراعها.
(1/296)
وكل حل، أو مراعاة أي تدبير لا يكون ناجعا أو ناجحا ما لم تتسلط قوة الدوله، وتسجل ما بيد الفلاحين بأسمائهم، فتجعل نسبة عادلة بينهم وبين الرؤساء، وما ذلك الا لأن الرؤساء لا يزال نفوذهم قويا بل لا يفل الا بأعطاء كل ذي حق حقه، وأن تكون سلطة الدولة أقوى، فتنزع نسبة معينة منهم أو ينتظر إلى أن يسهل لها الحكم وأن يراعى فيما تمت تسويته طريقة تحديد حصة معينة للرؤساء من الارضين في الحاصلات بأن تجعل لهم العشر فلا تدع مجالا لأخذ أكثر من ذلك بتحوطات مهمة بالوجه الذي بينته في أول الكتاب. وبذلك تتمكن سطوة الدولة من الحكم العادل الحاسم، فتظهر قدرتها بل بعملها هذا قوت النفوذ وخدمته. وهذا وبال عليها. وهذه الحالة مهمة جدا بين العشيرة ورؤساؤها. لما فيها من تحكمات. وهكذا ما جرى بين العشائر الريفية مثل العزة والعبيد. لا يختلف عما ابدته من عجز في الحل بين شمر والعبيد بل أكبر. أهملت التدابير من وقوع الحادث بل أظهرت غفلة أو غفوة عما كانت تتوقع حدوثه فاغمضت العين عن أتخاذ أي تدبير فعال يحول دون وقوع الغائلة. وأصل كل ذلك النزاع على الاراضي، فلم تشأ أن تحرك ساكنا. والامثلة كثيرة يطول بنا ذكرها. ولا يهمنا من هذه وغيرها في مواطن عديدة بقدر ما يهمنا من صور الحل الحقة. وهذه مسلمة إلى معاون تسوية أو رئيس لا يستطيع مقاومة المتنفذين، أو الوقوف في وجه هؤلاء المتسلطين مراعاة لحق. وقد حكى لي بعض رجال التسوية حينما سألته هل يعطى الفلاح المستثمر حقوقه. فقال لي باستغراب كيف تقول ذلك؟ ولم أجد من يستثمر غير الرؤساء. ولما أستطلعت دخيلة رأيه قال لي ان الذي يدعي بحق لا يعود يأمن على حياته، ولا يقدر أن يعيش هناك. وأقل ما يناله أن ينفى من تلك الانحاء والا فقتله أيسر كل يسير. ولا مطالب بدمه. ولما ظهر (مشروع القانون المدني) كنت أبديت فيه مطالعة في أن تفريق اللزمة بينها وبين الاراضي الاميرية الصرفة، أو المتفوضة، والمملوكة كل هذه مما يشوش الامر واقترحت توحيد ذلك وان يجري التقسيم على النهج الشرعي، وبينت الحالة... ليكون التقنين موحدا بأزالة صنوف الاراضي... وتوحيد الاوضاع المتنافرة والاحكام المتعددة في أمر واحد. لكن الإدارة لا تريد في الاغلب أن تنفك عن هذه العلاقة. وربما كان الكثير منهم ينافح عنها. وكأن التشوش أو لى وأسهل للتدخل، وعدم أنقطاع العلاقة. ولما كان الريفي محددا بارضه لا يستطيع أن يتجاوز على غيره، وأن الغير أيضا لا يقدر أن يمد يده عليه والا قامت الفتنة وتوجه الحل، وظهر التحكيم... وما جرى حسمه وان كان في صالح الرؤساء الا أن التسوية قطعت بعض المنازعات على الحدود والمقاتلات على الاراضي وان كان حرم الفلاح من استثماره... (2)المغارسات. والنزاع عليها. ان المغارسات أو الغراس جعل الريفي الصق بمكانه من غيره من أصحاب الاراضي، فهو ذو علاقة ببستانه، وله أتصال بمغروساته. وهذه ولدت علاقة بالملاك، وبالحكومة في هذا الغرس. وللدولة سلطة استيفاء الرسوم وكل هذا يدعو للالتفات. وهو طريق الحضارة. فأذا تكونت جملة بساتين تكونت القرية، وتقرب القرى يؤدي إلى تكون البلدة. وهكذا. والمغارسات لها أحكامها من أيام شريعة حمورابي وقبلها من حين ظهر الغرس وتربية المغروسات. واستمر حتى عهد المسلمين فتولدت أحكام الغرس ومهما تضاربت آراء الفقهاء في هذه الاحكام فأن التعامل جرى، وولد حقوقا لا يتنازل عنها الغارس بوجه. وفي (كتاب النخل) تكلمت في الحقوق المتولدة بين الغارس ورب الارض، وعلاقتهما بالحكومة، وما تعين من تعامل بين هؤلاء جميعا... وسأعود إلى ذكر المغارسات في المجلد الرابع من هذا الكتاب. هذا. وللعرف والخصومات تفصيلات منها ما مر بيانه في المجلد الاول ومنها في هذا الكتاب ولا مجال للتوسع بأكثر من هذا. والموضوع شائك يحتاج إلى مباحث مفصلة والى أحتكاك آراء عديدة. 3 - أموال الارياف
(1/297)
تكلمنا في خيل البدو، وفي ابلهم، وقنصهم وصيدهم. ومن أجل أموال الأريافالارضون والماشية من غنم وبقر وجاموس... وبعض هذه مرت الاشارة اليها. وغالب النزاع جار عليها. ولما كانت العلاقة متصلة بأهل الأريافالاخرى رأينا أن نعيد النظر فيها مرة أخرى ونتناول موضوعها بسعة زائدة كما نوضح عن (الصيد والقنص)، والاموال الاخرى مما يعين وجهة الأرياففي أمرها في المجلد الرابع من هذا الكتاب. ليكون آخر المباحث. 4 - المجتمع العشائري العشائر الزبيدية والطائية متقاربة في عاداتها وتعاملاتها. والتفاوت المشهود في العرف انما ولدته الاوضاع الخاصة من قوة وضعف أو تحكم وتسلط، واثره أو تعامل الموطن... وهذا المجتمع محدد بمكانه ونطاق تحوله. ولا يختلف كثيرا عن الصفات البدوية فالأريافهذه أقرب للبداوة. ومقتنيات الكثير منها الابل والخيل، الا ان الغنم والبقر أكثر. والغنامة لا تخلو منهم عشيرة. وفي الزواج، والافراح، والدعوة للحرب (النفير) تتشارك عشائر عديدة تتصل بهم النخوة، وتتمكن القربى، أو الحلف والاتفاق. والكل من حمير أو قحطان. ولهذه الصلة منزلة قوية في توكيد الاواصر. والمهم أن هؤلاء أكثر علاقة بالنخوة والقربى للبدو في المعيشة والحياة في ضروب الوانها. ويجدون ضرورة قوية لمعرفة الانساب وتحقيق القربى. ويتجلى هذا بالسؤال من الجبوري وعلاقته بالعبيدي أو الدليمي. وهكذا كل منهم وصلته بالآخر. وبالزبيدي أو الجنابي. ولا محل لاعادة ما أشير اليه في محله. واكبر من كل هذه الاشتراك في اللغة والآداب، وأثرهما الظاهر في المجتمع، وما يرمى اليه ونرى تأثير ذلك باديا حتى على المساكنين لهم من العشائر العدنانية. وفي الحقيقة أن الاشتراك في المنافع ودفع الغوائل مما أضطرهم إلى هذه الاتفاقات وولد النخوة المشتركة وفي الاصل ان العشيرة يغلب عليها حال الاسرة أو أنها في الاصل اسرة. وفي الاكثر تنطوي البداوة مع زيادة ما اقتبس من الارياف. ولم تنعدم منهم القواعد العربية الاولى، ولم ينسوا أخبار من مضى من أجدادهم. ولم يخلوا في وقت من أوصاف العرب من المطالبة بالثأر، ولا يزالون ينعتون بالكرم، وبالشمم وحب التفادي بالنخوة. لا سيما أنهم أقرب إلى البداوة أو أنهم في حالة بين الريف والبداوة في الغالب. وهذه تؤكدها مضايفهم أو مجالسهم العامة، ويكررون ما عرف، ويحكون ما جرى، فهم في تمرين وأتصال بالماضي في مطالبه العديدة من غزو، وشعر، وأمثال، وقصص. 5 - المجتمع الديني ان الامة العربية قامت بنصرة الاسلام والنضال عنه والدعوة له. فهو معتقدنا. وله علاقة مكينة بمجتمعنا أفرادا وجماعات. ومن المؤسف أنه أهمل أمره من مدة في المجتمع المدني، وفي العشائر. ولم يشغل من أذهان البادية الا القليل وهذه بصفوتها لم نعلم عنها الا القليل ممزوجا بخرافات ومتصلا بأوهام بحيث صار القوم لا يعرفون سواها فيظنونها دينا. ومن مدة تركوا عبادة الخالق، والقيام بالمفروضات واتصلوا بما هو ليس من الدين في شيء. ولم ترسخ في عقولهم (عقيدة القرآن) وما تنطق به آياته من ايمان بالله وبرسله وبالبعث وسائر الاصول الاسلامية التي اجملت المعتقد في آيات وحثت على العبادة، وأمرت بالمعروف ونهت عن المنكر. تباعدت عن هذه وصارت لا تريد أن تفهم معنى فاتحة الكتاب وكأن وضوحها اغلاق، فلم تدرك المعنى المألوف والصحيح منها، وكأن بيان الآيات ابهام. وما ذلك الا لأننا تركنا علاقتنا بالبدوي والريفي، فصارا بعيدين. وكان العلماء يذهبون للارشاد فتركوا المهمة وفي هذا ما فيه من وبال على المجتمع البدوي والريفي في أضلاله أو أبقاءه في حيرته. العقيدة بسيطة سهلة المعرفة. وفي الوقت نفسه محكمة متينة. وكفى أن تجمع لهم بعض الآيات دون توسع. فيفهموها بسرعة ولا يحتاجون إلى تلقين عميق أو شاق. وهكذا أمر العبادات، والسلوك المرضي. والاجمال كاف. وفي ذلك كل الفائدة لاصلاح العشائر... وان يفهموا من العبادات المفروضات دون توغل... 6 - اللغة والآداب وهذه يصح افرادها في كتاب أو كتب من جراء توسعها، وعلاقاتها بآداب الأريافوصلتها ب (أدب البادية). وهنا اللغة مشتركة في الكل.
(1/298)
الصفحة السابقة // الصفحة التالية