انتقل إلى المحتوى

عرج على البان وانشد في مجانيه

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

عَرِّجْ عَلَى الْبَانِ وانْشُدْ فِي مَجَانِيْهِ

​عَرِّجْ عَلَى الْبَانِ وانْشُدْ فِي مَجَانِيْهِ​ المؤلف ابن معتوق



عَرِّجْ عَلَى الْبَانِ وانْشُدْ فِي مَجَانِيْهِ
 
قَلْباً فَقَدْ ضَاعَ مِنّي فِي مَغَانِيْهِ
وَسَلْ ظِلاَلَ الْغَضا عَنْهُ فَثَمَّ لَهُ
 
مثوى ً بها فهجيرُ الهجرِ يلجيهِ
أولا فسل منزلَ النّجوى بكاظمة ٍ
 
عن مهجتي وضماني إنها فيهِ
واقرَ السّلامَ عريبَ الجزعِ جمهمُ
 
واخضعْ لهمْ وتلطّفْ في تأديهِ
وَحَيِّ أقْمَارَ ذَاكَ الْحَيِّ عَنْ دَنِفٍ
 
يُمِيْتُهُ اللَّيْلُ فِكْراً وَهْوَ يُحيِيْهِ
وَانْحُ الْحِمَى يَا حَمَاكَ اللهُ مُلْتَمِساً
 
فَكَّ الْقُلُوبِ الأَسَارَى عِنْدَ أَهْلِيْهِ
لِلهِ حَيٌّ إِذَا أَقْمَارُهُ غَرَبَتْ
 
أَغْنَتْكَ عَنْهَا وُجُوهٌ مِنْ غَوَانِيْهِ
مَغْنى ً إِذَا ارْتَادَ طَرْفِي فِي مَلاعِبِهِ
 
حسبهنَّ عقوداً في تراقيهِ
جَمَالُ كُلِّ أَسِيْلِ الْخَدِّ يَجْمَعُهُ
 
وَقَلْبٌ كُلِّ أَسِيْرِ الْوَجْهِ يَحْوِيْهِ
تَمْشِي كُنَوزُ الثَّنَايَا مِنْ عَقَائِلِهِ
 
مرصودة ً بالأفاعيْ من عواليهِ
لَوْلاَ النَّوَى وَجَلِيُّ الْبَيْنِ لالتَبَسَتْ
 
عَوَاطِلُ السِّرْبِ حُسْناً فِي حَوَالِيْهِ
إِذَا بِمَجْرَى الظِّبَا تَجْرِي ضَرَاغِمُهُ
 
أَثَارَتِ الخَيْلُ نَقْعاً مِنْ عَوَالِيْهِ
قَدْ يَكْتَفِي الْمُجْرِمُوْنَ النَّاكِسُونَ إذَا
 
هَبَّ النَّسِيْمُ عَلَيْهِمْ مِنْ نَوَاحِيْهِ
مُذْ حَرَّمَتْ قُضْبُهُ مَسَّ الصَّعَيْدِ عَلَى
 
بَاغِي الطُّهورِ وَدَمْعِي مَاءُ وَادِيْهِ
سقى الحيا عزَّ أقوامٍ صوارمهمْ
 
عنْ منّة ِ الغيثِ عامَ الجدبِ تغنيهِ
يَا نَارِحِينَ وَأَوْهَامِي تُقَرِّبُهُمْ
 
حوشيتمُ من لظى قلبيْ وحوشيهِ
عَسَى نَسِيْمُ الصَّبَا فِي نَشْرِ تُرْبَتِكُمْ
 
يَعُودُ مَرْضَاكُمُ يَوْماً فَيَشْفِيْهِ
من لي بهِ من ثراكمْ أنْ يحدّثني
 
بام عليهِ ذيولُ العينِ ترويهِ
وحقّكمْ إنْ رضيتم في ضنى جسدي
 
بِحُبِّكُمْ لِوُجُودِي فِي تَفَانِيْهِ
أفري الجيوبَ إذا غبتمْ فكيفَ إذا
 
بِنْتُمْ فَمِنْ أَيْنَ لِي قَلْبٌ فأَفْرِيْهِ
بِالنَفْسِ دُرّاً بِسَمْعِي كُنْتُ أَلْفِظُهُ
 
منكم وورداً بعيني كنتُ أجنيهِ
اللهَ يا ساكني سلعٍ بنفسِ شجٍ
 
على الطّلولِ أسالتها مآقيهِ
عانٍ خصورُ الغواني البيضُ تنحلهُ
 
وبيضِ مرضى الجفونِ السّودِ تبريهِ
يرعى السّها بعيونٍ كلّما التفتتْ
 
نحوَ العقيقِ غدتْ في الخدِّ تجريهِ
يهزّهُ البانُ شوقاً حينَ تفهمهُ
 
مَعْنَى الإِشَارَة ِ عَنْكُمْ فِي تَثَنِّيْهِ
تَبْدُو بُدُورُ غَوَانِيْكُمْ فَتُوهِمُهُ
 
بَأَنَّهُنَّ ثَنَايَاكُمْ فَتُصْبِيْهِ
هوى فأضحى بميدانِ الهوى هدفاً
 
فَعَيْنُكُمْ بِسهِامِ الْغُنْجِ تَرْمِيْهِ
يُورِي النَّوَى أَيَّ نَارٍ فِي جَوَانِحِهِ
 
أَمَا تَرَوْنَ سَنَاهَا فِي نَوَاصِيْهِ
رَعْياً لمَنْزِلِ أُنْسٍ بِالْعَقِيْقِ لَنَا
 
لا زالَ صوبُ الحلا بالدّرِّ يوليهِ
وَحَبَّذَا عَصْرُ لَذَّاتٍ عَرَجْتُ بِهِ
 
نحو البدورِ البيضِ منْ لياليهِ
أكرمْ بها منْ لويلاتٍ لو انتسقتْ
 
لَكُنَّ فِي الْسِلْكِ أَبْهَى مِنْ لآلِيْهِ
غرٌ كأنَّ عليَّ المجدِ خولها
 
فَزُيِّنَتْ بِبُدُورٍ مِنْ أَيَادِيْهِ
شمسٌ بها زانَ وجهُ الدّهرِ وانكشفتْ
 
عن أهلهِ ظلماتٌ من مساويهِ
حليفُ حزمٍ لهُ في كلِّ مظلمة ٍ
 
نورٌ من الرأيِ نحوَ الفتحِ يهديهِ
سَيْفاً لَو الْحِلْمُ لَمْ يُغمِدْهُ كَادَبِهِ
 
أَنْ تَهْلِكَ النَّاسُ حِيْنَ الْعَزْمُ يُنْضِيْهِ
غَيْثٌ هَمَ وَسَمَا فِي الْمَجْدِ فَاشتَرَكَتْ
 
فِي جُودِهِ الْخَلْقُ وَاختَصَّتْ مَعَالِيْهِ
يُمنُ العلا والأماني البيضِ في يدهِ
 
يُمنَي وَحُمْرُ الْمَنَايَا فِي أَمَانِيْهِ
فَلَوْ أَرَاعَ غُرَابَ الْبَيْنِ صَارِمُهُ
 
لشابَ فؤادهُ وابيضّتْ خوافيهِ
وَلَوْ أَتَتْهُ النُّجُومُ الشُّهْبُ يَوْمَ نَدى ً
 
لَمْ يَرْضَ بِالشَّمْسِ دِينَاراً فَيْعْطِيْهِ
وَهْوَ السَّمِيْعُ إِذَا التَّقْوَى تُنَادِيْهِ
 
ولو بها اشتعلت يوماً مذاكيهِ
وَافَرْحَة َ اللَّيْثِ فِيْهِ لَوْ يُسَالِمُهُ
 
وغبطة َ الغيثِ فيهِ إنْ يؤاخيهِ
مِقْدَارُهُ عَنْ ذَوِي الأَقْدَارِ يَرْفَعُهُ
 
وجودهُ لذوي الحاجاتِ يدنيهِ
هوالأصمُّ إذا تدعوهُ فاحشة ٌ
 
وهو السّميعُ إذا التّقوى يناديهِ
إِنْ يَحمِلِ الحَمْدُ وَرْداً فَهْوَ قَاطِفُهُ
 
أو يجتني منهُ شهدٌ فهوَ جانيهِ
هامَ الزّمانث بهِ حباً فأووشكَ أنْ
 
يَعُودَ شَوْقاً إِلَى رُؤيَاهُ مَاضِيْهَ
إِذَا الْحُظُوظُ مَحَاهَا الْبَأْسُ أَثْبَتَهَا
 
رجاؤهُ بحظوظِ ملءِ أيديهِ
دَوْحُ الْفَخَارِ الَّذِي مُزْنُ الإِمَامَة ِ لاَ
 
تَنْفَكُّ فِي رَشَحَاتِ الْبِرِّ تَسْقِيْهِ
 
نُورُ النُّبُوَّة ِ مِنْهُ حِيْنَ يُغْرِيْهِ
مِنَ المُلُوكِ الأُلى لولا حلومُهُمُ
 
تزلزلَ المجدُ واندكّتْ رواسيهِ
منْ كلِّ أبلجَ مأمونٍ مناقبهُ
 
بجنَّة ِ الحمدِ يلقَ طعنَ شانيهِ
نشا ونفسُ النّدى منهُ شنتْ فغدا
 
كُلٌّ لِصَاحِبِهِ الأَدْنَى يُرَبِّيْهِ
أَلْحَيْدَرِيُّ الَّذِي دَانَ الزَّمَانُ لَهُ
 
حتّى استكانَ وخافتْ دواهيهِ
قِرْنٌ إِذَا مَا غَدِيْرُ الدُّرِّ أَغْرَقَهُ
 
خاضَ الرّدى فيكادث البأسُ يوريهِ
بدرُ الحسامِ إذا في الرّوعِ أضحكهُ
 
فإنّهُ بالدّمِ الجاري سيبكيهِ
والهامث تدريْ وإنْ عزّتْ سيلزمها
 
دلُّ السّجودِ إذا صلّتْ مواضيهِ
سَاسَ الأُمُورَ فَأَجْرَى فِي أَوَامِرِهِ
 
حكمَ المنى والمنايا في مناهيهِ
تَعَشَّقَ الْمَجْدَ طِفْلاً وَاسْتَهَامَ بِهِ
 
فَهَانَ فِيْهِ عَلَيْهِ مَا يُقَاسِيْهِ
سلِ الحيا حينَ يهمي عن أناملهِ
 
أَهُنَّ أَنْدَى بَنَاناً أَمْ غَوَادِيْهِ
لَهُ خِصَالٌ بِخَيْطِ الْفَجْرِ لَوْ نُظِمَتْ
 
لَمْ يَنْتَظِمْ سَبَحُ الدَّاجِي بِثَانِيْهِ
شمائلٌ لو حواها اللّيلُ وافتقدتْ
 
بودّهِ لفداها في دراريهِ
قِلاَدَة ُ الْمَجْدِ وَالْعُلْيا صَنَائِعُهُ
 
وَزِيْنَة ُ الدَّيْنِ وَالدُّنْيَا مَسَاعِيْهِ
مولى ً كأنكَ تتلو في مجالسنا
 
آيُ السّجودِ علينا إذ تسمّيهِ
يا ساعدَ الجودِ بل يا نفسَ حاتمهِ
 
يَا نَقْشَ خَاتَمِهِ يَا طَوْقَ هَادِيْهِ
لا زلتَ يا غوثُ لي غوثاً ومنتجعاً
 
ولا برحتُ إليكَ المدحَ أهديهِ
لولا تملككمْ رقّي بأنعمكمْ
 
ما راقَ شعريْ ولا رقّتْ مبانيهِ
واستجلِ من آيِ نظميْ أيّ معجزة ٍ
 
تُخَلِّدُ الْذِكْرَ فِي الدُّنْيَا وَتُبْقِيْهِ
مَدْحٌ تَسِيْرُ إِذَا مَا فِيْكَ فُهْتُ بِهِ
 
سيرَ الكواكبِ في الدّنيا قوافيهِ
بيوتُ شعرٍ بناها الفكرُ من ذهبٍ
 
سكّانها حورُ عينٍ منْ معانيهِ
واغنمْ بصومٍ عسى بالخيرِ يختمهُ
 
لكَ الإله وبالرّضوانِ يجزيهِ
هلالُ سعدٍ تراءى فيهِ منكَ علاً
 
فَعَادَ صَبّاً يَكَادُ الشَّوْقُ يُخْفِيْهِ
وليهنكَ العيدُ في تجديدِ عودتهِ
 
بل فيكَ يا بهجة الدّنيا نهنّيهِ