عاش وصلا وغيره مات صدا
المظهر
عاش وصلاً وغيره مات صدّا
عاش وصلاً وغيره مات صدّا
مستهامٌ لسلوةِ ما تصدى
بأبي زائرٌ وقد شرعَ الإص
باحُ يطوي من الدجنة بردا
ونسيم الصبا على الأفق يذكي
سحراً من مجامر الزهر ندا
يارعى الله سفحَ نعمانَ سفحاً
وقى الله عهد نعمان عهدا
ومهاة تعدّ نعمان داراً
واللوى والعقيق صدغاً وخدّا
مشتهاة اللقا كما تشتهى الدن
يا وان أتعب النفوس واكدى
يتثنى الأراك زهراً فيبني
انّ في ثغرها مداماً وشهدا
ومن الجوهر الصغير يتيماً
لم يدع للهوى لرائيه رشدا
ما علمنا من قبله في تصاني
ف الهوى انّ لابن بسام عقدا
كيراعِ الوزير جوداً وبأساً
حين تذكو في الحالتين وتندى
الوزير الذي نهى الخطب عنا
فتعدى عنا ولم يتعدى
يتقي جانب التقي وتخشى الإن
سُ والجن من سليمان حدا
أوفر العالمين عزاً وعزماً
وهو أوفى العباد نسكاً وزهدا
طالع يجتلي به الملكُ بدراً
ووقور يحبه الملك أحدا
و مهيبٌ لو يلمح الدمَ لم يخ
رج من العرق حين يفصد فصدا
و حليمٌ قد راقه الحلم حتى
كاد مخطي الذنوب يذنب عمدا
و جواد لو رام فيض الغوادي
ان يحاكيه عدّ ذلك فردا
و رئيس كما تريد المعالي
لا كمن آده المسيرُ فردا
و بليغ تنضد المدح فيه
وهو أبهى منه وأنضر نهدا
يرتجى سيبه ويخشى ذكاه
فيرجى نقداً ويحذرُ نقدا
خطبته وزارةٌ وجدته
في اكتساب العلى أجدَّ وأجدى
و رأت صلصلاً بفضل علاه
شهدت في الورى صحابٌ وأعدا
و لعمري لقد دعته وزيراً
منتهى معشرٍ لعلياهُ مبدا
فكفى الجانبين مصراً وشاماً
وأفاض العينين عدلاً ورفدا
و مشى في الورى على نهج حقٍّ
مستتبين الهدى وساد وأسدى
و ارتدى فيهم رداءً من الع
ز وأما حسوده فتردى
أيها الحاسد المعذب فيه
جئت شيئاً من الشقاوة إدا
كيف ناويت سيداً كلما زا
دَ عداةً يزيده الله مجدا
إن يكن في العفاة أبسط كفا
فهو في المكرمات أبسط زندا
خاف خلاقه فخيف إلى أن
ضمّ من عدله ظباءً وأسدا
و أباد الطغاة بأساً ورعباً
وأعاد الجميل فينا وأبدى
واحداً في مراتب الفضل تلقى
حول أبوابه من الخلق جندا
يرحم الجمع دون مغناه جمعا
مستميراً ويتبع الرفد رفدا
ماثنى الجاهَ عن ذليل ولا أع
طى لذي حاجةٍ عطاء وأكدى
مسعد الرأي ذابحٌ للأعادي
فهو مهما خبرتهُ كان سعدا
ليس فيه عيبٌ سوى أنّ
أياديه تجعل الحرّ عبدا
يمم الشامَ بعد اقتار وقت
لم تجد فيه للمناجح قصدا
كم بعثنا إلى الدواوين طرساً
خائباً كاده الزمان فكدا
طال ترداده إلى القوم حتى
لو بعثناه وحده لتهدى
فغدا الآن ذلك العسرُ يسراً
بحقيقٍ وذلك المنعُ رفدا
و سرى المال من شآمٍ ومصرٍ
كعموم السحابِ قرباً وبعدا
عزماتُ تحفها بركاتٌ
مثلها منه للمالك تهدى
و يراعٌ من حده ونداه
كاد بين السيوف أن يتحدى
قلمٌ أخضرُ المرابع لا غر
وإذا كان عيش راجيه رغدا
حملته أيدي الوزير فخلنا
بارقاً في سحابةٍ قد تبدّى
يا وزيراً يهدي الثناء سناه
ولهاه إلى المقاصد تهدى
شكرتك الرواةُ عني بعز
قاطعات السرى اكاماً ووهدا
ذاكراتٌ جميلَ صنعك عندي
بقوافٍ بها الركائب تحدى
سائرات في الأفق بين الجواري
والجواري في حسنها كالعبدا
كلّ معنىً كالنجم أوكل بيتٍ
هو أهدى في الأفق من أن يهدى
هاكها تخلد الثنا بمعان
تترك الضدّ بالأشعة خلدا
هكذا ينبتُ الصنيعُ نباتاً
وكذا تحصد المعادي حصدا
عش بظل الحبا وأنت المرجى
وتبيدُ العدى وأنت المفدى
ملئ البيت من يديك نوالاً
فملأنا أبيات مدحك حمدا