عاشق الزهر
المظهر
عاشق الزّهر
يا ليت لي كالفراش أجنحة
أهفو بها في الفضاء هيمانا
أدفّ للنور في مشارقه
و أغتدي من سناه نشوانا
و أرشف القطر من بواكره
فلا أرود الضّفاف ظمآنا
و لثم النّور في سنابله
مصفقا للنّسيم جذلانا
حتّى إذا ما المساء ظلّلني
سريت بين الورود سهرانا
أشرب أنفاسها و قد خفقت
صدورها للرّبيع تحنانا
يتحل بالفجر فوق جنّتها
يموج فيه الغمام ألوانا
و بالعصافير في ملاحنها
تهزّ قلب الصّباح إرنانا
لو يعلم الزّهر سرّ عاشقه
أفراد لي من هواه بستانا
فلا تراني العيون مقتحما
سياجه أو تحسّ لي شانا
إذا لغرّدت في خمائله
و صغت فيه الحياة ألحانا
لكنّه شاء الخلق مبتدع
من فنّه العبقري فنّانا
أراده شاعرا فدلّهه
و سامه جفوة و هجرانا
فليحمني الحسن زهر جنّته
و ليقضي العمر عنه حرمانا
ما كنت لولاه طائرا غرّدا
و لو جهلت الغناء ما كانا!