طال ليلي وبات قلبي جناحا
المظهر
طَالَ لَيْلِي وبات قَلْبِي جَنَاحَا
طَالَ لَيْلِي وبات قَلْبِي جَنَاحَا
ومللْتُ الْعُذَّالَ والنُّصَّاحَا
يأمرون المحبَّ بالصبر عمَّن
قدْ برى الْحُبُّ جِسْمه فاسْتطَاحَا
بئس ما يأمرون مستشعرَ الهمِّ
يُقاسِي مِنْ عبْدة الأَتْراحَا
أيها الْقارىء المُذَكِّرُ باللَّهِ:
ترى في وِصال حِبٍّ جُنَاحَا
قال: لا بأس بالحديث إذا ما
لم يزيدا على الحديث جماحا
أيُّ خيرٍ يا عون يرجو محبٌّ
في سواد الفؤاد منه براحا
كَيْف يرْجو سُلُوَّ صَبٍّ حَزِينٍ
زَادَهُ الْحُبُّ حينَ شَاعَ ارْتِيَاحَا
إِنْ تَكُنْ إِنَّمَا تَرُوحُ وَتَغْدُو
بانْتِصَاح فَمَا أرِيدُ انْتِصَاحَا
فَدَعِ الغَدْوَ وَالرَّوَاحَ عَلَيْنَا
ما غدا حبُّها علينا وراحا
قد كتمتُ الهوى مليَّاً فلمَّا
ضِقْتُ ذَرْعاً بِحُبِّ عَبْدَةَ بَاحَا
ليت شعري عن أمِّ عمرو وعمرو
لَمَ يكُنْ جاهِلاً ولا مزَّاحا
أحدِيثٌ مِنْها رماهُ بِطَبٍّ
لَيْته مات قبْلَها فاستراحا
بل يرجِّي ما لا ينالُ ولولا
ما يرجِّي اكتسى المسوح وساحا
أمَّ عمْرو ما زال حُبُّكِ يَغْتا
ل عزائي حتى افتضحت افتضاحا
كيف لا ترحمين شخصاً محباً
مَيِّتاً مِنْ هواكِ مَوْتاً صُرَاحَا
كان يرْعَى المصْبَاح حِيناً فلمَّا
ضافهُ الحُبُّ ضيَّع المصْبَاحا
إِنْ تكُونِي أَرَدْتِ أنْ تفَجعيهِ
بمزاحٍ فقد قطعتِ المزاحا
وَاصلاً للْحَيَاةِ مِنْهَا وَإِنْ عَا
شَ وماتتْ بكى عليها وناحا
إن شَهِدْتَ الْوَفَاةَ يَا عَوْنُ مِنِّي
فِي مَقامٍ وَكُنْت تنْوِي صَلاحا
فادْعُ سِرْبَ الملاح يَشْهدْنَ مَوْتي
بحنوطٍ إني أحبُّ الملاحا
مِنْ هَوَى عَبْدَةَ الْبَخِيلَةِ أنِّي
لا أرى غيرها لقلبي رواحا
أنتَ عونُ الشَّيطانِ إن لم تعنِّي
فارع ما قلتُ تشفِ منِّي قماحا
وَادْعُ قوْمِي بِأمِّ عمْرو فإِنِّي
عاقدٌ حبَّها عليَّ وشاحا
مُسْتَهامُ النَّهارِ مرْتِفقُ اللَّيْلِ
إلى أن أعاينَ الإصباحا
لم أزل مِن هوى عُبيدة أهوى
ما يليها حتَّى هويتُ الرِّياحا
لستُ أنسى غداةَ قامت تهادى
لِلْمُصَلَّى فطارَ قَلْبِي وَطَاحَا
في نِسَاءٍ إِذا أرَدْنَ ضِيَاء
لِظَلاَم جَعَلْنَهَا مصْبَاحَا
فأضَاءَتْ لَهُنَّ دَاجِيَةَ اللَّيْلِ
وجلَّت عمَّا تجنُّ الوحاحَا