ضحكت أزاهير الحدائق والربا
المظهر
ضحكت أزاهير الحدائق والربا
ضحكت أزاهير الحدائق والربا
وسرت برياها النعامى والصبا
والطير في عذباتها تهدي إلى
أسماعنا السجع الرخيم المطربا
ودنت أوابد كل وادٍ فالمها
والعصم ترتع في المحاجر والظبا
والحور ترقص في الخدور مسرة
حتى حسبنا كل خدرٍ ملعبا
من كل غانية تخال جبينها
بدراً تألق نوره أو كوكبا
عصماء في صدق الحجاب وغادة
غرّاء ليس لها التحجّب مذهبا
يُومَين بالتسليم رافعةً إلى
الجبهات بلور البنان مخضبا
ملئت قلوب العالم الإنسي
بالبشرى فكاد لها الحجا أن يحجبا
يمشون في حبر الحبور كأنهم
في الحان أو عادوا إلى سن الصبا
يتبادلون تحية الأفراح من
تلقاه مهم صاح مرحى مرحبا
ما ذاك إلاّ أن ذا التاج الذي
ما فوقه غير الخلافة منصبا
عثمان أعطى ابنيه والأخوين ألقاباً
تحل لمن تقلّدها الحبى
الآصفي الماجد الأجداد من
أحفاد صِدِّيق الحبيب المجتبى
طابت أرومتهم وهل يلد الكريم
الطيب الأعراق إلاّ طيبا
انظر تجدهم أكرم الأملاك ثم
انظر تجد عثمان أمضاهم شبا
أعلى وأكرم من رقى عرش الجلالة
خاطباً ينهى ويأمر معربا
ان يسر سار مشيّعاً قمر السماء
له وكن له الكواكب موكبا
ملكٌ له الرايات تخفق مشرقا
وبمجده الأمثال تضرب مغربا
ان تبد منه إشارة نهضت ملوك
زمانه يتساءلون عن النبا
علماً بأنّ أمام صولته يعود
النسر بوماً والغضنفر ثعلبا
حلاّل كل عويصة بالسيف والخطيّ
مهما يبلغ السيل الربى
ضبط الممالك ساسها بفراسةٍ
راءٍ بها ما عن سواه تغيّبا
أقصى ذوي الأطماع والحمقى ولا
حرج إذا طرد السليم الأجربا
ما رام خوّانو الأمانة كيده
في حادث إلا وعادوا خيبا
حاميه حازم رأيه وثباته
في العزم لا وجلاً ولا متهيبّا
ونسور كرّ لا جناح لها سوى
الخيل العراب مُسَوَّمَاتٍ شُزّبا
وكتائب خضر إذا زحفت يصير
بنقعها جو الظهيرة غيهبا
سبَّاق غاي المجد ما ملكٌ جرى
لِلِحَاقِه إِلاَّ تَأَخَّر واْخْتَبا
غيثٌ سواجمه نفائس ما اقتنى
ليثٌ براثنه الأسنة والظبا
معطي الهبات الجم مبتدئاً فلا
يحتاج راجي رفده أن يطلبا
بحماه ما نزل امرؤٌ إلا وأمسى
في سوابغ جوده متقلّبا
الواسع الكرم العميم الواهب الذهب
المحال وفيره أن يحسبا
غمر المدائن والقرى عدلاً وأمطرها
من الإحسان سَحّاً صَيِّبا
حتى استحال الوعر سهلاً والمفازة
روضةً والقفر أخصب معشبا
بسط الأمان فتحت ظل لوائه
لا خائفاً تلقى ولا مترقِّبا
وبنى صروح العلم حتى عاد ليل
الجهل صبحاً والسفيه مهذبا
وقضى ببر بنى الزكية فاطمٍ
عملاً بما المولى تبارك أوجبا
يا أيها الملك الهمام ومن به
زمر العناد تمزّقوا أيدي سبا
قلّدت أشبال الشرى ومنحتهم
علم الامارة والطراز المذهبا
هم زندك الأقوى وحد حسامك
الماضي المذلل في الوغى ما استعصبا
بك يقتدون محلّقين إلى العلى
وبهم تكون قرير عين معجبا
سيما ولي العهد من بمطارف الآداب
والعلم اكتسى وتجلببا
سيشد أزرك خاطباً أو ضارباً
ويكون ردأك مصعداً ومصوبا
يكفيك تدبير الممالك حازماً
متفقداً عمرانها والسبسبا
وإليك من سحر البيان فريدة
أحرى بغير التبر أن لا تكتبا
عقد من الدر النفيس منضد
لسواك يسمو أن يسام ويجلبا
من نظم قاصي الدار حل بسوحكم
واختار حسن جواركم فتغربا
خدم المعارف والعلوم وألف الكتب
النفسية في الفنون ورتبا
لك داعياً وبنيك بالفتح المبين
وبالرقي بسر أشباح العبا
ولضبط هذا العام تاريخاً ولي
العهد أعظم جاه طوبى لقبا