صليل المواضي واهتزاز القنا السمر
المظهر
صليلُ المواضي واهتزازُ القنا السُّمرِ
صليلُ المواضي واهتزازُ القنا السُّمرِ
بغيرِهما لا يُجتنى ثمرُ النَّصْر
وصبرً الفتى في المأزقِ الضنكِ فادحٌ
وركنّهُ أهدى طريقٍ إلى الفرِ
وتحت ظلامِ النَّقعِ تُشرقُ أوجهُ الـ
ثناءِ وجمعُ المجدَ في فرقةِ الوقرِ
وما استعبدَ الأحرار كالعفوِ إنْ جنى
جَهولٌ وفضلُ الصدرِ في سَعة الصدرِ
ومن لم تنوهْ باسمه الحربُ لم يزلْ
وإنْ كرمتْ آباؤهُ خاملَ الذكرِ
إِذا غشيَ الحربَ العَوانَ تمخَّضتْ
وقد لقحتْ عن فتكةٍ في العدى بكرِ
خلالٌ علىً لولا المعظَّمُ أعجزتْ
طرائقُها الأملاكَ بعد أَبي بكرِ
هلالٌ وبدرٌ أشرقا فابتهالُنا
إِلى الله إِبقاءُ الهلالِ مع البدرِ
مليكٌ إذا ما جالَ في متنِ ضامرٍ
ليومِ وغىً أَبصرتَ بحراً على بحرِ
عليمٌ بتصريفِ القنا فرماحُه
مواقعُها بين التَّرائبِ والنَّحرِ
إِذا علَّ في صدر المدجَّج عاملاً
بدا علُّهُ فوقَ السنانِ على الظهرِ
وما مشبلٌ من أسدَ خفَّانَ باسلٌ
يذودُ الرَّدى عن أم شبلينِ في خدرِ
هزبرٌ إذا اجتازَ الأسودُ بغيلهِ
فأشجعها خافي الخطى خافتُ الزَّأرِ
حواليهِ أشلاءُ الوحوشِ نضيدةٌ
غريضٌ على مستكرهٍ صائكِ الدَّفرِ
بِوادٍ تَحاماهُ الأُسودُ مهابةً
ونكَّبَ عن مسراهُ والجةُ السَّفرِ
بأعظمَ منه في القلوبِ مهابةً
وإنْ غضَّ منها بالطَّلاقةِ والبشرِ
بكلَّ فتىً من آلِ أيوبَ لم يزلْ
دِفاعاً لخطبٍ أو سِداداً على ثَغر
إِذا استلأموا يومَ النِزال حسبتَهم
أسودَ العرينِ الغلبِ في غايةِ السُّمرِ
فلا وزرٌ من بأسه لعداتهِ
ولو وقلتْ كالعصمِ في شامخٍ وعرِ
ولو حاولَ المريخُ في الأفقِ منعها
لخيَّم ما بين النَّعائم والغَفر
فيا أيّها الملكُ المعظَّمُ دعوةً
إليكَ لمطويّ الضلوعِ على جمرِ
غريبٌ إذا ما حلّ مصراً أبى له
وشيكُ النوى إلاّ ارتحالاً إلى مصرِ
له غُنيةٌ عن غيركم من قناعةٍ
وأمّا إلى معروفكم فأخو فقرِ
فحتّامَ لا أنفكُّ في ظهرِ سبسبِ
أهجّرُ أو في بطن دويّةٍ قفرِ
أُشقّقُ قلبَ الشرقِ حتى كأنني
أفتشُّ في سودائهِ عن سنا الفجرِ
ويقبحُ بي أن أرتجي من سواكمُ
نوالاً وأن يعزى إلى غيركم شكري