لرعايته والعناية به ، حتى اختاره الله سبحانه وتعالى ، اليه برعما : لما تنفتح أكمامه للحياة .
لقد مرت على خديجة المحن واحدة بعد أخرى ، فما فجعها أكثر من موت عبد الله ، ولولا إيمانها بالله عز وجل، وتجملها بالصبر ، وعزاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لها ، لحزنت عليه حزن الجاهلية ... وهى يوم فقدت القاسم بالأمس ، لم تكن قد فقدت الأمل في أن تنجب غيره ، ولكن أنى لها اليوم بغيره وهى على عتبة الستين ! . . أليس يحز في نفسها أن زوجها لا يزال يكنى بأبي القاسم ، كلما نادى به أحد ، التفت! . . وكل ولد لا يعوض الآخر ، ووفاة عبد الله قد أحيت وفاة القاسم ، وهى ساعة تحزن عليه ، تحزن على الاثنين معاً .
وخديجة تعلم علم اليقين . أن زوجها المصطفى من الله سبحانه وتعالى ، ليس كغيره من الرجال ، ينصرف عن زوجه اذا يئسست من الولد .. إنه أسمى من ذلك وأعظم ، والولد والبنت منه سواء، ولكنها كانت تحبه وتحب أن يكون له منها ولد . وخديجة تعلم علم اليقين كذلك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحفظ الرجال لوده، وأوفاهم لعهده ، لا يمكن أن يضار عليها، أو