تكره ابن خالتها أبا العاص ، وهو مقدم في قومه ، محبوب من عشيرته وأهله ، انها تحبه وهو رب بيتها ، ولكنها تحب الله رب العالمين أكثر منه ، وما يستطيع أحد أن يقول أن بنتاً من بنات فريش تطمع فى خير من عتبة وعتيبة ابني عبد العزى ، وأبوها عين من أعيان قريش وهما في الوقت نفسه إبنا رسول الله صلی الله عليه وسلم، ورفية وأم كلثوم تحسدان عليهما ، ان كان يحسد الانسان على أمل فحسب ؛ لقد مرت هذه المخاوف والهموم بنفس خديجة ، ولكنها كانت تتغلب عليها ، لا يخالجها ريب فى أن الايمان بالله الواحد الأحد . سوف يعمر جميع القلوب فيربأ الصدع ، ويلتئم الشمل ، ويتجدد الأمل ...
وكان ثمة رجاء ، يداعب نفسها بين حين وحين . كانت تريد أن تنجب لمحمد غلاما سرّيا، يؤنسه ويخفف عنه ، وأخوف ما كانت تخافه، أن يظل أبتر لا ابن له ، والعرب يعيرون الأبتر ، ويقدرون أبا الولد . وكلما كثر أبناء العربى ، اشتد بهم ساعده وقويت شوكته .
والأيام تمر ، ورجاءها في هذا الولد يضعف شيئا فشيئا،