وروى لهم أنه لما هلك قصى نفس عبد مناف على أخيه عبد الدار ما انتهى اليه من شرف وجاه، وظلت الحفيظة في أبنائهما ، وأجمع بنو عبد مناف على أن يأخذوا ما بأيدى بني عبد الدار مما كان قصى قد جعله له ، فتفرقت عند ذلك قريش ، ولم يكن بنو عبد العزى يطمعون في شىء ولكنهم انحازوا الى أبناء عمهم عبد مناف ، ولما نفر هؤلاء وأولئك للحرب وشد بعض القبائل ببعض ، عبئت بنو عبد العزى لبنى عبد الدار ، وبينا الناس على ذلك يجمعون أمرهم على القتال إذ تداعوا الى الصلح على أن تكون السقاية والرفادة لبنى عبد مناف ، وأن تكون الحجابة واللواء والندوة لبنى عبد الدار ، وثبت كل قبيل مع من حالف ، وظل بنو عبد العزى مع بني عبد مناف.
وهكذا كان الأب يذكر أبناءه دائما بشرف نسبهم وكريم عنصرهم ، فيزيدهم بذلك اعتزازاً بأنفسهم وعشيرتهم ويدفعهم الى الترفع عما يقترفه السواد، ويبعث فيهم الطموح الى مكان آبأنهم وأجدادهم.
وكان خويلد يجتمع مع أخويه نوفل وعمرو، ودار كل منهما قريبة ، فيصبحون أو يغبقون، ويسمرون ويجدون، فيخرجون