-٨- البطريركية الارثوذكسية بالإسكندرية سنة ۱۹۱۰ . ويقول أن (غازا ) كلمة فارسية معناها الكنز الملكي . وهناك من يقول انها يونانية الأصل، وأن معناها باللغة اليونانية أيضاً هو الثروة أو الخزينة. ويعلل هذا الفريق رأيه برواية وردت في كتب التاريخ من أن ملكاً من ملوك الفرس دفن فيها ثروته ، وغاب عنها ؛ ثم رجع إليها ، فوجدها فيها . وعلى قول أن هذا العمل تكرر في عهد الرومان وقد جاء في معجم البلدان عند تفسير كلمة ) غزة ( أن ) العرب تقول قد غز فلان بفلان واعتز به إذا اختصه من بين اصحابه » . ومعنى ذلك أن الذين بنوا غزة قد اختصوا هذا الموقع لبنائها من بين المواقع الاخرى الواقعة على حوض البحر الابيض المتوسط . وقال ابو المنذر أن «غزة » كانت امرأة صور الذي بنى مدينة صور . وإياها اراد الشاعر بقوله : میت بردمان و میت بل مان وميت عند غزات وعندي أن الرأي الاول هو الاصوب . وأما الآراء الاخرى فانها ضعيفة للغاية. ولا صحة في نظري للقول القائل بان هذا الاسم اطلقه المهاجرون وجوابو الامصار على القبائل النازلة بالقرب من غزة لشدتهم وبطشهم اثناء الغزو : إذ أن ) غزة ( ذكرت بهذا الإسم قبل أن يحتلها الفرس واليونان والرومان بأحقاب ، وقبل أن يدفن هذا الملك أو ذاك فيها ثروته ، وقبل أن يكون عة سياح وجوابو امصار يعرضون انفسهم لخطر الغزو .
٤- ولا بد لي بهذه المناسبة من الإشارة إلى أنه يوجد فوق الكرة الارضية ثلاث مدن بهذا الإسم : الأولى في جزيرة العرب. وهي التي ذكرها ابو منصور ، فقال : ورأيت في بلاد بني سعد بن زيد بن مناة بن تميم رملة يقال لها غزة ، فيها احساء جمة ونخل . وقد نسب الاخطل الوحش الى غزة ، فقال يصف ناقته : كأنها بعد ضم السير خيلها من وحش غزة موشي الشوى لهق والثانية بلد بافريقية، بينها وبين القيروان نحو ثلاثة أيام . تنزلها القوافل القاصدة الى الجزائر . وقد ذكرها ابو عبيد البكري ، والحسن بن محمد المهلبي في كتابهما . والثالثة : ( غزة ( من أعمال فلسطين ، وهي موضوع كتابنا هذا .
ه - ترى هل المدينة الحالية قائمة على انقاض المدينة القديمة، أم أنها بنيت على بقعة من الارض غير البقعة التي انشئت فوقها من قبل ؟ هنا أيضاً تضاربت الآراء :