-٨٥-
اجسادهم ؛ ثم دفوهم في مكان خارج المدينة (١) حيث تدفن الحيوانات النافقة . ولم ينج ابن عمهم نسطور إلا باعجوبة . ولكنه لم يستطع العيش طويلا بعد تلك الحادثة. سجن الحاكم بعض سكان المدينة لفعالهم الارهابية هذه . بيد أن الامبراطور جوليان أقاله من منصبه، بسبب سلوكه هذا ؛ إذ كان الامبراطور يعتقد « ان الحاكم اخطأ في سجنه فريقاً من أبناء الوطن ، لا لسبب سوى أنهم أوقعوا في عدد من اتباع الناصري عذاباً قضت به آلهتهم ! » ۸ - وقد تولى الاسقفية بعد اسكلبيان الاسقف (ايرنيون ) . فحضر هذا المجمع الانطاكي المنعقد عام ٣٦٣م وفي زمنه بنيت كنيسة ايريني . ٩ - وبعد وفاته تولى كرسي الاسقفية (انياس) . ولكنه لم يعش فيها طويلا. إذ ما كاد يتولاها حتى قضى نحبه . فتولاها من بعده ( برفيريوس ) الذائع الصيت . ۱۰ - بقيت الوثنية بطقوسها وعباداتها حتى أواخر القرن الرابع. ولما مات ( جوليان ) وتوج ثيودوسيوس الاول ( ۳۷۹ م ) خفت وطأة اضطهاد المسيحين . فحدث بعد ذلك رد فعل . وراحوا هم ينتمون من خصومهم . فأقاموا المكنائس على انقاض معابدهم ، وشادوا الاديار، وتنفسوا الصعداء . ولما كان ذلك كله قد جرى (عام ٣٩٥ للميلاد ) وفي عهد أستف غزة ( برفيريوس) ، فتد . آثرنا أن ننتل فيما يلي نبذة من تاريخ حياته منقولة عن كتيب(٢) وضعه شماسه( مرقس ) باللغة اليونانية ؛ قال : « ولد القديس ( برفيريوس ) في سلانيك على عهد الملكين اركاديوس وهو نوريوس. وسافر منها إلى مصر ، وبعد أن عاش (في دير السيق) راهباً خمس سنوات، رحل إلى اورشليم ليجاور الاماكن المندسة . كان مصاباً بمرض في كبده ، ولكنه شفي منه بعد حين . وهو يعزو شفاءه للسيد المسيح الذي رآه في نومه وهو نائم في ( القيامة ) . (1) يقول أوسابيوس في كتابه ( شهداء فلسطين ( أن قد بنيت على عظام هؤلاءالاخوة الثلاثة كنيسة في خارج المدينة . (۲) عرب هذا الكتيب الاديب وهبة الله صروف ، وطبع في مطبعة القبر الـ ر المقدس باورشليم عام ١٩٠٠ للميلاد ، وقد أهدانى نسخة عنه . قدس الأب الايكو نوموس إلياس الرشماوي الرئيس الروحي للروم الارثوذكس.